منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تسعى لتشجيع التطوع في فلسطين كوسيلة لتحقيق التنمية

الأمم المتحدة تسعى لتشجيع التطوع في فلسطين كوسيلة لتحقيق التنمية

أليفير آدم: ما نفعله حاليا هو محاولة لتطوير عمل برنامج الأمم المتحدة للمتطوعين.  فنحن كمنظمة نسعى أولا لتشجيع العمل التطوعي مع الدول الأعضاء، وكذلك التأكد هنا في فلسطين من أن الناس تدرك أهمية التطوع في دعم قضاياهم الخاصة. ولكنا أيضا نسعى للدفع، مع فرق الأمم المتحدة المحلية ومع الحكومة والشركاء هنا، نحو زيادة استخدام متطوعي الأمم المتحدة، المحليين منهم أو الدوليين.  

ولدينا في الوقت الحالي حوالي 60 متطوعا في فلسطين، والثلثان من هذا العدد هم من الفلسطينيين. وهذا عدد قليل جدا إذا نظرت إلى حجم النشاطات التي تقوم بها الأمم المتحدة بالعمل مع حكومة فلسطين. 

ومن أحد الجوانب الأساسية للعمل هو التأكد من أن منظمة الأمم المتحدة تفهم أن هناك قيمة حقيقية لما يقدمه المتطوعون في العمل التطوعي في عملياتها. والجانب الثاني هو أن نرى كيف يمكننا إدراج المزيد من الفلسطينيين للعمل على المستوى الدولي، كمتطوعين داخل منظومة الأمم المتحدة، خارج فلسطين  

أخبار الأمم المتحدة: ماذا عن التطوع في فلسطين، هل يوجد متطوعون يتبعون للأمم المتحدة في فلسطين؟ 

أليفير آدم: في فلسطين، لدينا متطوعون يعملون في 7 وكالات تابعة للأمم المتحدة بأشكال مختلفة. فلدينا الكثير من الزملاء الذين يعملون بالفعل داخل اليونيسف وذلك في جوانب مثل دعم المجتمع المحلي، في مسائل مثل قضايا الأمومة المربوطة بأجندة اليونيسف المهمة. ولدينا زملاء يعملون في الأونروا، وآخرون يعملون في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وفي البرامج المدعومة من قبلها، أو في برنامج الأغذية العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وهكذا فإن مهام هؤلاء المتطوعين متنوعة بتنوع المهام المرتبطة بعمل هذه الوكالات المختلفة. 

أخبار الأمم المتحدة: كيف يمكن لشخص أن يعلم أن بإمكانه التطوع، وما هي أنواع ومجالات التطوع في الأمم المتحدة؟ 

أليفير آدم: لدينا أنواع مختلفة من المتطوعين؛ هناك ثلاث فئات منهم. الفئة في المستويات الأولية، وهؤلاء هم من الطلاب الذين يدرسون في الجامعات، ويتلقون نوعا من التدريب الداخلي الأساسي، مع مساعدة مادية بسيطة للعيش؛ والتدريب يمكنهم من الاطلاع على العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة، خلال فترة تستمر لحوالي الستة أشهر. 

والفئة الثانية هي المتطوعون الشباب وهم يمثلون أيضا جزءا صغيرا جدا من المتطوعين، أي حوالي 10٪ من عدد المتطوعين الكلي. ويهتم هؤلاء الشباب عموما بالشؤون الدولية، وبشكل عام هم خريجو جامعات، وهذه تجربتهم العملية الأولى بعد التخرج؛ وهي لذلك طريقة تمكنهم من التعرف على ما تقوم به الأمم المتحدة هنا في فلسطين، سواء ما تقوم به مع المتطوعين الشباب الدوليين أو من الشباب الفلسطينيين، من أجل اطلاعهم بشكل أفضل على عمل منظومة الأمم المتحدة. كما أنها وسيلة لهم للتعرف على المهن التي يتطلعون لشغلها في المستقبل، ولبناء قدراتهم الخاصة وأيضا ليتعرفوا على إمكانياتهم بشكل ما. وأعتقد أنه إذا أتيحت لك فرصة خبرة العمل في الأمم المتحدة بنفسك، فسيمكنك أن تعرف ما هو نمط الحياة التي يتطلبها العمل، والأنواع العديدة من الأنشطة التي تحتاجها الأمم المتحدة في المهنة التي يرغب الواحد في الوصول إليها. 

ولدينا أيضا متطوعون متخصصون، من مختلف الفئات العمرية، فليس هناك حد أقصى للسن هنا. وقد يكون من بين هؤلاء أشخاص ناجحون جدا في القطاع الخاص أو العام، كمهنيين أو مهندسين، ويرغبون في أن يقدموا عطاءهم عبر العمل التطوعي لدعم عمل الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم. ومن بين هؤلاء لدينا العديد من المهنيين في تخصصات مختلفة، يتطوعون لمدة عام أو عامين أو حتى  4 سنوات. وما يقدمونه هو تثمين منهم للعمل التطوعي وردٌ للجميل إلى العالم. 

أخبار الأمم المتحدة: ذكرت أن هناك عدد من المتطوعين هنا في فلسطين، ماذا يفعل المتطوع اثناء عمله؟  

أليفير آدم: نرى الكثير منهم يعملون كمتطوعين في المجتمع المحلي، حيث تعمل مجموعة كبيرة، خاصة من الشباب، في العمليات التي تدعمها منظمة الأمم المتحدة. على سبيل المثال، التطوع في دعم المهام الهامة للغاية في الاونروا في مجال التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الأساسية. وهذه طريقة جيدة للشباب في هذا البلد لتعلم مهارات جديدة وتعلم العمل بروح الفريق وتعلم قيم منظومة الأمم المتحدة، ولكن كذلك لدعم مجتمعهم. من خلال هذه المهارات قد يقرر بعضهم الانضمام إلى الأمم المتحدة كموظفين لو أتيحت الفرصة أو العمل في المنظمات المختلفة التي تدعم الفلسطينيين في غزة. 

أخبار الأمم المتحدة: التقيت بمجموعة من المتطوعين في فلسطين، ماذا يمكن أن تقول عنهم وعن ما عرفته منهم؟ 

أليفير آدم: بالنسبة لي، ه ي حقا فرصة للتفاعل مع المتطوعين لفهم بعض التحديات التي يواجهونها، ومعرفة طموحاتهم والإجابة على أسئلتهم. وبالنسبة لي في النهاية، عملي هو إدارة المنظمة بشكل عام، والأشخاص الذين يضعون أقدامهم على الأرض ويقومون بالعمل الفعلي هم هؤلاء المتطوعون. لذا فإن ما تعرفت عليه هنا هو أولا، ما الذي يقومون به من عمل حقا، وكيف يتم تقديره في منظومة الأمم المتحدة. وتعرفت كذلك على مدى ما يتعلمون من خبرات من خلال العمل مع مختلف شركاء الأمم المتحدة في غزة. وقد عرفت أن بعضهم يواجه عددا من التحديات، خصوصا، كما نعرف، في مسائل التنقل والسفر في غزة والخروج منها، وهي من التعقيدات الخاصة بالوضع هنا والمرتبطة طبعا بالأوضاع السياسية العامة.  

وتمكنت أيضا من أن أشرح لهم المحاور الرئيسية للعمل، وما ننتظره من المتطوعين، وما هي فرص التطوع بعد تجربتهم هنا لمن يتطلعون للعمل دوليا بشكل أكبر، وما يمكنهم القيام به لأجل ذلك. وقد كان لدي تفاعل عام غير رسمي مع المتطوعين. لكن ما أثار إعجابي حقا هو مستوى الالتزام الكبير الذي أبداه هؤلاء المتطوعون، وأنهم يشعرون بالتقدير لعملهم من خلال مساهمتهم في ما تقوم به المنظمة؛ وكذلك ما أظهروه من إحساس قوي بجدوى هذا العمل، وأعتقد أن هذا  حجر الأساس في عمل المتطوعين. 

تنزيل

زار المنسق التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين أليفير آدم فلسطين مؤخرا، عقد خلالها اجتماعات مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك القدس، وذلك من أجل تعزيز مفاهيم التطوع كمورد قيّم للتنمية المستدامة في فلسطين.  

وخلال الزيارة كان لأخبار الأمم المتحدة لقاء معه للاطلاع على بعض تفاصيل الزيارة والانطباعات عن لقاء المتطوعين والمسئولين الفلسطينيين.  

وقد تحدث السيد آدم بداية عن هذه الزيارة وما يقوم به في فلسطين:  

مدة الملف
7'48"
مصدر الصورة
UNDP