بدائل الأعلاف المركزة كمصدر للبروتين وإعادة تدوير مخلفات قصب السكر والاستفادة من المخلفات الزراعية، هذه المشروعات الزراعية يتبناها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع المبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (النداء) ومنظمة الاغذية والزراعة (الفاو) كما يقول الدكتور حسن فؤاد أستاذ تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني ومشرف المشروعات الزراعية بمبادرة النداء:

"المشكلة في مصر كلها هي إن الأعلاف المركزة مرتفعة السعر، ومصادرها غير موجودة، لذا نستوردها. وعندما تحرر سعر الجنية ارتفع سعر هذه الأعلاف فقمنا بالبحث عن البديل فكانت الاستفادة من المخلفات الزراعية. فبدأنا بالأوزولا، حيث إن الحوض الواحد يعطي مائة غرام علف أخضر وفيه غذاء بروتيني من 30 إلى 40 في المئة وهو يستخدم كغذاء للدجاج والبط والماعز، كما يمكن تجفيفه ليصبح عليقة أيضا للحيوان. أما المحور الثاني للاستفادة من المخلفات الزراعية فهو يتمثل في سفير القصب الذي يمثل 6 أطنان في الفدان الواحد، حيث يلجأ كثير من المزارعين للتخلص منه بالحرق. أما نحن فنستفيد منه ونقوم بطحنه ليصبح علفا غير تقليدي بإضافة اليوريا، وقد وفر هذا حوالي 12 ألف جنيه للفلاح. كما نستفيد من حطب الذرة أو مايعرف بالشامي ونستخرج منه علفا غير تقليدي."

Khaled Abdul Wahab

أما منتصر أحمد سيد المشرف على مشروع منتجات الألبان في جمعية تنمية المجتمع بالكراتية - مركز قوص - محافظة قنا فيتحدث عن طبيعة المشروع والمستفيدين منه:

"يوجد لدينا منتجات جبنة قريش، حيث يتم تصنيعها على مراحل هي البسترة والتقطير والتسخين للبن. كما أننا نقوم بإنتاج السمن البقري من اللبن البقري وسمن الجاموس من لبن الجاموس. ونصنع ايضا الأرز باللبن ونصنع الجبنة القديمة. وقد استفدنا من المشروع ماديا ومعنويا. وقد وفر المشروع العديد من فرص العمل خاصة للفتيات والسيدات."

Khaled Abdul Wahab

مشروع الأجبان في محافظة قنا

شيماء عبده من محافظة سوهاج تحكي قصتها مع مشروع التلي: 

"تم تدريب خمسين فتاه يعملن معي في المشروع ونجتهد في التسويق للمشروع ويدعى عملنا (تلي)، وهو عبارة عن عمل يدوي بخيوط الفضة، وهو عمل قديم واندثر، بدأنا مرة أخرى بإحياء التراث. وكلمة تلي هي كلمة فرنسية الأصل وتعني قماش الشبك، والبعض يرجعها للملك أتالوس الذي اخترع فن التطريز بالذهب والفضة. وقديما كان التطريز بالذهب والفضة، وكانت طبقة الأثرياء والأغنياء هم من يقومون بشرائه كونه غالي الثمن. وبدأ الناس يعرفون قيمة التلي من خلال هذه المبادرة لإحياء هذه الحرفة اليدوية. وقد زاد عدد الفتيات اللاتي يعملن في هذا الفن، حيث يوجد لدينا 50 فتاة في القرامطة بمحافظة سوهاج. وهن يعملن بهذه الحرفة ويقمن بالتسويق وفتح أسواق داخلية وخارجية لتسويق هذه المنتجات."

Khaled Abdul Wahab

ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإنشاء مزرعة ذاتية الاستدامة بمدينة القرنة بالأقصر، كما يجرى تطبيق نظام للنشر والتوسع لزيادة توزيع الإنتاج على أسر فقيرة أخرى في قرى قنا. أما عن المستقبل تتحدث الأستاذة رانده أبو الحسن مديرة البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في مصر قائلة:

"عندما شهدنا نجاح تلك المشاريع التي ينفذها البرنامج مع مبادرة (النداء) قررنا مواصلة الدعم، وسنواصل ذلك حتى تتمكن تلك المشاريع من العمل بدون دعم البرنامج. وبطلب من الدكتورة هبه حندوسة رئيسة المبادرة قررنا تمديد الدعم، ويستكمل دور الأمم المتحدة في المساعدة بتلك المشاريع عندما تقف هذه المشاريع على أقدامها ونضمن استمرارها عندئذ نترك المعنيين بالأمر لاستكمال المسيرة."

Khaled Abdul Wahab

ويتحدث الأستاذ حسين جادين ممثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بمصر عن الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمبادرة المصرية للتنمية المتكاملة (النداء) خاصة في الدعم الفني للمشروعات الزراعية:

"إننا سعداء جدا لأن نرى المنظمة تقوم بدور كبير جدا في تبني ودعم الشباب أصحاب المشاريع وتدريبهم على فكرة ريادة الأعمال لتحقيق التنمية المستدامة في المشروعات الزراعية، وهذا هو هدف المنظمة. ونحن مستعدون لدعمها في المستقبل، كما أن لدينا الرغبة للتعاون ودعم الشباب للنهوض باقتصاد جمهورية مصر العربية."

Khaled Abdul Wahab

مشروع تربية الماشية في قرية الترامسة - محافظة قنا

ويعتزم البرنامج زيادة المشروعات الزراعية والصناعية في محافظات صعيد مصر حيث خصص مجلس الوزراء 13 ألف متر مربع بالظهير الصحراوي بقنا لمبادرة (النداء) من أجل إنشاء ثلاثة مصانع للنساء والشباب، مما يسهم في تعزيز ريادة الأعمال وخلق فرص عمل جديدة.

خالد عبد الوهاب إذاعة الأمم المتحدة.