منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع اللاجئ السوري المهندس أحمد قزيز

حوار مع اللاجئ السوري المهندس أحمد قزيز

تجبر الحروب الناس على الفرار من بلدانهم للبحث عن الأمان، فمنهم من ينتقل إلى مناطق أكثر أمنا، وآخرون يضطرون للسفر إلى بلد آخر. ومهما تكن الظروف، إلا أن واقع الحرب له الأثر المؤلم لدى الجميع. ويبقى لدى الشباب الأمل والتصميم لتحقيق النجاح بالرغم من كل الظروف.

أحمد قزيز، مهندس زراعي من سوريا، كان يعمل لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) والذي يعتبر منظمة عالمية للبحث والتطوير الزراعي. وبسبب الأزمة السورية انتقل للعمل مع المركز في تونس حيث قام ببعض البحوث الزراعية. واضطر بعد ذلك للجوء إلى تركيا وعمل مع بعض المنظمات الدولية في مجال الأمن الغذائي وتأمين سبل العيش لمساعدة الشباب اللاجئين السوريين.

المهندس أحمد يعمل الآن مع منظمة الأغذية والزراعة كخبير زراعي لدعم المشاريع الزراعية التي يقوم بها اللاجئون السوريون والضعفاء في المجتمع المضيف، وهي مشاريع تنموية زراعية يستفيد منها الطرفان المجتمع المضيف واللاجئون ويهدف إلى تنمية المجتمع والاقتصاد في المجتمع المضيف.

وتحدث أحمد عن البرنامج التدريبي المدعوم من الحكومة اليابانية وهو مشروع تعاون بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومديرية الزراعة في مدينة أورفه التركية وكذلك مشروع تدريبي مهني لمعالجة الأغذية بين الفاو وبلدية أورفه:

"المشروع مدعوم من الحكومة اليابانية وهو تعاون بين منظمة الفاو ومديرية الزراعة في أورفه وهناك أيضا مشروع مهني أخر يختص بمعالجة الأغذية وما يتعلق بها بين منظمة الفاو وبلدية أورفه وهو أيضا مدعوم من حكومة اليابان. فلدينا مشروع مهني يقسم إلى قسمين أحدهما زراعي بحت يتعلق بالأمور الزراعية والثروة الحيوانية وبالشراكة مع مديرية الزراعة، والقسم الآخر يتعلق بالتدريب على معالجة الأغذية وتحضير الخبز وما إلى ذلك وهو بالشراكة مع بلدية أورفه."

ونظرا لنقص العمالة الزراعية التركية، قامت منظمة الأغذية والزراعة بطرح هذه المشاريع الزراعية كونه أحد القطاعات الواعدة التي يمكن أن يستفيد منها الطرفان التركي واللاجئين وذلك من خلال هدف توفير حياة كريمة وسبل عيش آمنة للاجئين ودمجهم في المجتمع التركي وسوق العمل التركي بشكل سليم.

ويركز البرنامج على تزويد المستفيدين من الطرفين بالمعلومات الزراعية المهمة، وما يتعلق به لكي يكونوا مؤهلين للعمل في هذا القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. ما يتعلق بالقطاع النباتي يشمل إدارة المحاصيل الزراعية حسب المنطقة، حيث يتم تقييم الاحتياجات في المنطقة بحسب طبيعة وحاجة تلك المنطقة من المحاصيل الزراعية. وتعني الإدارة هنا هي بدءا من بداية الزراعة باختيار الحقل وانتهاء بعملية التسويق وما يتعلق بها من أمور، ويقع ضمن ذلك عمليات الزراعة والتفنيد والري والقطاف وانتهاء بالتسويق، ويتم ذلك خلال فترة ثلاثة أشهر تدريبية يحصل فيها المتدرب على المعلومات الأساسية اللازمة والضرورية لكي يكون جاهزا للاندماج في سوق العمل الزراعي. ويتبع التدريب معرض لسوق العمل الذي يشرحه المهندس أحمد:

"هو ربط المتدربين مع أصحاب شركات القطاع الخاص، ويستمر المعرض لمدة ثلاثة أيام يلتقي خلالها صاحب العمل أو صاحب الحقل أو صاحب الشركة مع المتدربين المؤهلين، ويكون هناك مساحة حرة من الوقت يتعرف فيها الطرفان على بعضهما من خلال المناقشة ونقل التجارب. ويقوم صاحب الشركة بتقديم متطلباته من العمالة والخبرات التي يحتاجها، وبالمقابل ينقل المتدرب ما تعلمه من التدريب مع المنظمة. وتحرص منظمة الأغذية والزراعة على إقامة شراكات قوية مع وزارة الزراعة ومديريات الزراعة في المحافظات التي يتواجد بها البرنامج وبالتالي تتكامل الخبرات والكفاءات مع الحاجات المطلوبة ويتم بذلك نجاح البرنامج."

والهدف الأكبر للمشروع هو تأمين فرص عمل وتحسين سبل العيش للشباب السوريين والمجتمع التركي.

وذكر المهندس أحمد أن ما يميز القطاع الزراعي في تركيا أنه يمنح اللاجئين السوريين الراغبين بالعمل في القطاع الزراعي تصاريح عمل خاصة بذلك القطاع للعمل كعامل موسمي يومي وهي من التسهيلات المقدمة للاجئين السوريين من قبل الحكومة التركية، وهو أيضا لدعم القطاع الزراعي باعتباره أحد القطاعات الواعدة في تركيا وأحد القطاعات التي يمكن أن توفر فرص عمل كبيرة للاجئين السوريين وعملية دمج مع المجتمع التركي.

ويستهدف البرنامج جميع الراغبين للعمل في المجال الزراعي وكذلك معايير الحاجة للفئات الضعيفة التي ليس لديها فرص عمل أو مصدر دخل سواء من اللاجئين أو المجتمع المحلي التركي.

وقد اشترك في البرنامج خلال العام الماضي حوالي 30 بالمئة من المجتمع التركي و 70 بالمئة من اللاجئين. ويعتبر التوازن بين الجنسين مهما جدا، ويجب أن يضم البرنامج 30 بالمئة من المشاركين من النساء، وقد قاربت المشاركة النسائية فيه حوالي 50 في المئة.

وحقق البرنامج عددا كبيرا من قصص النجاح ذكرها المهندس أحمد منها قصة نجاح أرملة سورية لاجئة لم يكن لديها أي مصدر دخل، تمكنت بعد التدريب من تنفيذ مشروع بيوت البلاستيكية في مدينة مرسين مكنها من تأمين سبل عيش كريم لها ولأولادها. وكذلك عن شباب اعتمدوا على القطاع الزراعي وتأمين التوازن بين الدراسة الجامعية والعمل الزراعي.

الاستماع إلى الحوار الكامل

تنزيل

تجبر الحروب الناس على الفرار من بلدانهم للبحث عن الأمان، فمنهم من ينتقل إلى مناطق أكثر أمنا، وآخرون يضطرون للسفر إلى بلد آخر. ومهما تكن الظروف، إلا أن واقع الحرب له الأثر المؤلم لدى الجميع. ويبقى لدى الشباب الأمل والتصميم لتحقيق النجاح بالرغم من كل الظروف.

أحمد قزيز، مهندس زراعي من سوريا، كان يعمل لدى المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) والذي يعتبر منظمة عالمية للبحث والتطوير الزراعي. وبسبب الأزمة السورية انتقل للعمل مع المركز في تونس حيث قام ببعض البحوث الزراعية. واضطر بعد ذلك للجوء إلى تركيا وعمل مع بعض المنظمات الدولية في مجال الأمن الغذائي وتأمين سبل العيش لمساعدة الشباب اللاجئين السوريين.

المهندس أحمد يعمل الآن مع منظمة الأغذية والزراعة كخبير زراعي لدعم المشاريع الزراعية التي يقوم بها اللاجئون السوريون والضعفاء في المجتمع المضيف، وهي مشاريع تنموية زراعية يستفيد منها الطرفان المجتمع المضيف واللاجئون ويهدف إلى تنمية المجتمع والاقتصاد في المجتمع المضيف.

وتحدث أحمد عن البرنامج التدريبي المدعوم من الحكومة اليابانية وهو مشروع تعاون بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومديرية الزراعة في مدينة أورفه التركية وكذلك مشروع تدريبي مهني لمعالجة الأغذية بين الفاو وبلدية أورفه:

"المشروع مدعوم من الحكومة اليابانية وهو تعاون بين منظمة الفاو ومديرية الزراعة في أورفه وهناك أيضا مشروع مهني أخر يختص بمعالجة الأغذية وما يتعلق بها بين منظمة الفاو وبلدية أورفه وهو أيضا مدعوم من حكومة اليابان. فلدينا مشروع مهني يقسم إلى قسمين أحدهما زراعي بحت يتعلق بالأمور الزراعية والثروة الحيوانية وبالشراكة مع مديرية الزراعة، والقسم الآخر يتعلق بالتدريب على معالجة الأغذية وتحضير الخبز وما إلى ذلك وهو بالشراكة مع بلدية أورفه."

ونظرا لنقص العمالة الزراعية التركية، قامت منظمة الأغذية والزراعة بطرح هذه المشاريع الزراعية كونه أحد القطاعات الواعدة التي يمكن أن يستفيد منها الطرفان التركي واللاجئين وذلك من خلال هدف توفير حياة كريمة وسبل عيش آمنة للاجئين ودمجهم في المجتمع التركي وسوق العمل التركي بشكل سليم.

ويركز البرنامج على تزويد المستفيدين من الطرفين بالمعلومات الزراعية المهمة، وما يتعلق به لكي يكونوا مؤهلين للعمل في هذا القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. ما يتعلق بالقطاع النباتي يشمل إدارة المحاصيل الزراعية حسب المنطقة، حيث يتم تقييم الاحتياجات في المنطقة بحسب طبيعة وحاجة تلك المنطقة من المحاصيل الزراعية. وتعني الإدارة هنا هي بدءا من بداية الزراعة باختيار الحقل وانتهاء بعملية التسويق وما يتعلق بها من أمور، ويقع ضمن ذلك عمليات الزراعة والتفنيد والري والقطاف وانتهاء بالتسويق، ويتم ذلك خلال فترة ثلاثة أشهر تدريبية يحصل فيها المتدرب على المعلومات الأساسية اللازمة والضرورية لكي يكون جاهزا للاندماج في سوق العمل الزراعي. ويتبع التدريب معرض لسوق العمل الذي يشرحه المهندس أحمد:

"هو ربط المتدربين مع أصحاب شركات القطاع الخاص، ويستمر المعرض لمدة ثلاثة أيام يلتقي خلالها صاحب العمل أو صاحب الحقل أو صاحب الشركة مع المتدربين المؤهلين، ويكون هناك مساحة حرة من الوقت يتعرف فيها الطرفان على بعضهما من خلال المناقشة ونقل التجارب. ويقوم صاحب الشركة بتقديم متطلباته من العمالة والخبرات التي يحتاجها، وبالمقابل ينقل المتدرب ما تعلمه من التدريب مع المنظمة. وتحرص منظمة الأغذية والزراعة على إقامة شراكات قوية مع وزارة الزراعة ومديريات الزراعة في المحافظات التي يتواجد بها البرنامج وبالتالي تتكامل الخبرات والكفاءات مع الحاجات المطلوبة ويتم بذلك نجاح البرنامج."

والهدف الأكبر للمشروع هو تأمين فرص عمل وتحسين سبل العيش للشباب السوريين والمجتمع التركي.

وذكر المهندس أحمد أن ما يميز القطاع الزراعي في تركيا أنه يمنح اللاجئين السوريين الراغبين بالعمل في القطاع الزراعي تصاريح عمل خاصة بذلك القطاع للعمل كعامل موسمي يومي وهي من التسهيلات المقدمة للاجئين السوريين من قبل الحكومة التركية، وهو أيضا لدعم القطاع الزراعي باعتباره أحد القطاعات الواعدة في تركيا وأحد القطاعات التي يمكن أن توفر فرص عمل كبيرة للاجئين السوريين وعملية دمج مع المجتمع التركي.

ويستهدف البرنامج جميع الراغبين للعمل في المجال الزراعي وكذلك معايير الحاجة للفئات الضعيفة التي ليس لديها فرص عمل أو مصدر دخل سواء من اللاجئين أو المجتمع المحلي التركي.

وقد اشترك في البرنامج خلال العام الماضي حوالي 30 بالمئة من المجتمع التركي و 70 بالمئة من اللاجئين. ويعتبر التوازن بين الجنسين مهما جدا، ويجب أن يضم البرنامج 30 بالمئة من المشاركين من النساء، وقد قاربت المشاركة النسائية فيه حوالي 50 في المئة.

وحقق البرنامج عددا كبيرا من قصص النجاح ذكرها المهندس أحمد منها قصة نجاح أرملة سورية لاجئة لم يكن لديها أي مصدر دخل، تمكنت بعد التدريب من تنفيذ مشروع بيوت البلاستيكية في مدينة مرسين مكنها من تأمين سبل عيش كريم لها ولأولادها. وكذلك عن شباب اعتمدوا على القطاع الزراعي وتأمين التوازن بين الدراسة الجامعية والعمل الزراعي.

الاستماع إلى الحوار الكامل

استمع
13'28"
مصدر الصورة
Photo: ©FAO/Carly Learson