الأمين العام: الهجرة ظاهرة إيجابية تتطلب مزيدا من التعاون الدولي لتحسين إدارتها
الهجرة ظاهرة دولية إيجابية، تحفز النمو الاقتصادي وتقلص انعدام المساواة وتربط بين المجتمعات المتنوعة وتساعد في التعامل مع التغيرات الديموغرافية.
هذا هو تقييم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للهجرة في تقرير قدمه للدول الأعضاء للإسهام في وضع مسودة الاتفاق العالمي المرتقب للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة.
وفي استعراضه للتقرير أمام الدول الأعضاء بالأمم المتحدة قال غوتيريش:
"يقدم المهاجرون مساهمات كبرى للتنمية الدولية، من خلال عملهم وإرسال التحويلات المالية لأوطانهم. بلغت تلك التحويلات المالية نحو 600 مليار دولار العام الماضي بما يزداد بمقدار ثلاث مرات عن كل المساعدات المقدمة للتنمية. التحدي الأساسي هو تعزيز، بأقصى حد، فوائد هذا الشكل من الهجرة المنظمة والمنتجة مع القضاء على المضايقات والأحكام المسبقة التي تجعل الحياة جحيما لأقلية من المهاجرين."

"يظهر ذلك أيضا في الأثر السياسي للتصور العام الذي يرى، بشكل خاطئ، أن الهجرة خرجت عن نطاق السيطرة. تتضمن عواقب ذلك زيادة انعدام الثقة، والسياسات الهادفة إلى وقف تنقل البشر بدلا من تيسيره. في تقريري أدعو إلى التركيز على الإيجابيات الهائلة للهجرة، والتعامل مع التحديات من خلال استخدام الحقائق والامتناع عن الأحكام المسبقة."
وشدد غوتيريش على ضرورة أن تعزز الدول سيادة القانون فيما يتعلق بإدارة الهجرة وحماية المهاجرين من أجل مصلحة اقتصاد تلك البلدان ومجتمعاتها والمهاجرين أنفسهم.

وقال إن المهاجرين الطموحين الذين يحرمون من السبل القانونية للسفر، عادة ما يلجأون للسبل غير النظامية، الأمر الذي لا يعرضهم فقط للخطر بل ويقوض أيضا سلطة الحكومات.

وذكر أن ذلك سيشجع الأفراد على عدم مخالفة القواعد، ويفي بشكل أفضل باحتياجات الأسواق للعمالة الأجنبية، ويساعد جهود التصدي للمهربين والمتاجرين بالبشر ويدعم الضحايا.
"يتعين أيضا أن نعالج ما نشهده في التدفق المختلط من المهاجرين واللاجئين. ما يحدث عادة مع هذه التحركات يمثل مأساة إنسانية وتخليا عن التزاماتنا تجاه حقوق الإنسان."
ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى تعزيز التعاون الدولي لحماية المهاجرين الضعفاء. وبالتوازي مع ذلك شدد على ضرورة استعادة سلامة نظام حماية المهاجرين بما يتوافق مع القانون الدولي.

وشدد أنطونيو غوتيريش على أهمية الاستجابة متعددة الأطراف لقضية الهجرة، وقال إنها ظاهرة ترتبط بكل الأولويات المشتركة، من أهداف التنمية المستدامة إلى حماية وتعزيز السلام وحقوق الإنسان.
