منظور عالمي قصص إنسانية

حصاد العام.. الأمم المتحدة تحذر من أن كمية البلاستيك قد تفوق الأسماك في المحيطات بحلول 2050

حصاد العام.. الأمم المتحدة تحذر من أن كمية البلاستيك قد تفوق الأسماك في المحيطات بحلول 2050

تنزيل

خلال هذا العام، حذرت الأمم المتحدة من أنه بحلول عام 2050 قد تحتوي المحيطات على كميات من البلاستيك تفوق ما في باطنها من أسماك، ما لم يتوقف الناس عن استخدام المواد البلاستيكية التي تستعمل لمرة واحدة، مثل الأكياس والزجاجات البلاستيكية.

وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة قد أفاد في تقرير حديث بأن التلوث البلاستيكي ينتشر في شواطئ العالم ويستقر في قاع محيطاته، بل ويشق طريقه من خلال سلسلة الغذاء إلى موائد الطعام.

ومن هنا أعلنت الأمم المتحدة الحرب على تلوث المحيطات، من خلال مؤتمر انعقد بمقر المنظمة في نيويورك في الفترة من الخامس إلى التاسع من حزيران / يونيه الماضي، وحشد تعهدات عالمية تصل إلى أكثر من ألف ومئتين من أجل الحفاظ على المحيطات.

المزيد في التقرير التالي.

في عام 1950، أنتج سكان العالم البالغ عددهم آنذاك 2.5 مليار شخص 1.5 مليون طن من البلاستيك. العام الماضي، تخطى تعداد سكان العالم السبعة مليارات وأنتجوا أكثر 300 مليون طن من البلاستيك. وهو أمر له عواقب وخيمة على النباتات والحيوانات البحرية والبيئة ككل.

image
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الأمم المتحدة الحرب على البلاستيك في البحار، من خلال حملة "بحار نظيفة" (#CleanSeas) التي أطلقتها في القمة العالمية للمحيطات في بالي.

الحملة تحث الحكومات على اعتماد سياسات تحد من استعمال البلاستيك، والناس على تغيير عاداتهم فيما يتعلق بهذا الشأن، وتستهدف القطاع الصناعي لتقليل استخدام البلاستيك في التعبئة والتغليف.

وفي حوار مع القسم الإعلامي بالأمم المتحدة، قال بيتر تومسون، رئيس الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة، إن مؤتمر المحيطات هو الخطوة الأولى لعكس لعنة تلوث البحار المتنامية بالبلاستيك.

image
وأشار إلى أنه بما أننا جميعا قد لعبنا دورا في خلق هذه المشكلة، ينبغي علينا جميعا العمل على حلها:

"إذا نظرت إلى الشاطئ، سترى البلاستيك يطفو لآلاف الأميال في المحيط. وبالطبع ستكتشف بعد ذلك أن هناك تلالا هائلة من البلاستيك، سبعة منهم، تسبح في محيطات العالم السبعة الكبرى. البلاستيك يحتاج إلى مئات السنين ليتحلل. نرى ذلك أيضا في بطون الحياة البرية نفسها. لقد أصبح البلاستيك لعنة على المحيطات والنظام الإيكولوجي، وفي نهاية المطاف لعنة علينا، علينا أن نتعامل معها. وسيكون هذا جزءا رئيسيا من مؤتمر المحيطات في الفترة من الـ 5 إلى 9 من يونيو هنا في نيويورك."

ومن المتوقع أن تخرج الدول الأعضاء وممثلو المجتمع المدني، من المؤتمر الذي سيستمر لمدة أسبوع في مقر الأمم المتحدة، بإعلان عالمي يرسم الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة لمحيطات العالم وبحاره.

وسيركز المؤتمر على الهدف الـ 14 من أهداف التنمية المستدامة الذي يسعى إلى بذل جهود للحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام.

ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 99% من جميع الطيور البحرية ستكون قد ابتلعت مواد بلاستيكية بحلول منتصف القرن. ليس هذا فحسب، بل وسينتهى المطاف بالبلاستيك في بطون البشر، كما قال السيد تومسون:

"كما تعلمون فإن المحيطات تمتلئ بالبلاستيك. والتوقعات الموثوق بها تظهر أنه بحلول عام 2050، سيكون هناك بلاستيك في المحيط أكثر من الأسماك من حيث الوزن. ونحن نرى بالفعل البلاستيك داخل الأسماك التي يستهلكها الناس في الأسواق. وتبين إحدى الدراسات أن 67٪ من الأسماك في هذا البلد، الولايات المتحدة، بها بلاستيك. لسنا متأكدين بعد من الآثار المترتبة على تناول البشر للبلاستيك ولكننا نبتلعه. وهذا لا يمكن أن يكون جيدا. بالنسبة للحيوانات فهذا بالطبع يعني الموت."

image
وقد التزمت إندونيسيا بتخفيض نفاياتها البحرية بنسبة 70% بحلول عام 2025، أما أوروغواي فستفرض هذا العام ضريبة على الأكياس البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، فيما تعهدت كينيا بالقضاء عليها بالكامل.

وبينما تبدو هذه كانتصارات هامة للمحيطات، لا تزال المهمة أبعد ما تكون عن إنجازها. فهناك أيضا جزيئات البلاستيك متناهية الصغر، أو ما يعرف بالميكروبيدات، التي تستخدم بكثرة في منتجات العناية الشخصية ومنتجات التجميل وهي أيضا مدرجة في مكونات البولي ايثلين وغيرها، وينتهي بها المطاف في مياه الصرف الصحي التي تنصب بدورها في المحيطات.

وتسعى حملة "بحار نظيفة" إلى فرض حظر عالمي على هذه الجزيئات الصغيرة من البلاستيك بحلول عام 2022، وخفض إنتاج واستخدام البلاستيك الذي يستعمل لمرة واحدة بشكل حاد.

نعم، هذا هدف طموح، نظرا لاعتماد البشر على البلاستيك في شتى مناحي الحياة، ولكن التغير بات أمرا حتميا كما يؤكد رئيس الجمعية العامة. ففي الوقت الراهن هناك ما يعادل شاحنة نفايات تفرغ حمولتها في البحار كل دقيقة من اليوم، محذرا من أن هناك حدا لذلك:

"لقد ولت الأيام التي كان يمكننا القول فيها إن التخفيف هو الحل للتلوث. إذا ذهبت إلى القطب الشمالي أو القطب الجنوبي ستجد البلاستيك هناك، في أعماق خندق ماريانا. إننا بصدد الوصول إلى نقطة التشبع، وعندما نصل إلى تلك النقطة خلال عقود قليلة سيكون البلاستيك في المحيط أكثر من الأسماك. علينا حقا أن نسأل أنفسنا 'هل نحن نستحق هذا المحيط الجميل الذي وهب لنا؟"

وبالإضافة إلى ذلك، ذكر تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أنه في عام 2009 كان هناك 640 ألف طن من شباك الصيد المهجورة في قاع المحيطات في جميع أنحاء العالم. ويستمر الكثير منها في اعتراض الأسماك، في ممارسة يشار إليها باسم "الصيد الشبحي".

استمع
6'4"
مصدر الصورة