منظور عالمي قصص إنسانية

رسالة النازحين في أفريقيا الوسطى للأمين العام: لا نريد الكثير، فقط السلام

رسالة النازحين في أفريقيا الوسطى للأمين العام: لا نريد الكثير، فقط السلام

تنزيل

في عام 2013، اندلع نزاع مسلح في جمهورية أفريقيا الوسطى، أجبر نحو ربع سكان البلاد على الفرار من ديارهم.

فمنذ بداية العام الجاري، وصل عدد النازحين داخليا إلى 600 ألف شخص، بينما تجاوز عدد اللاجئين في البلدان المجاورة أكثر من نصف مليون شخص.

وحرصا منه على إظهار دعم الأمم المتحدة لشعب أفريقيا الوسطى، اختار الأمين العام أنطونيو غوتيريش جمهورية أفريقيا الوسطى ليحيي بها "يوم الأمم المتحدة"، وذكرى حفظة السلام الأمميين الذين سقطوا هناك أثناء تأدية واجبهم.

وبالإضافة إلى اجتماعاته مع القادة السياسيين والمحليين والزعماء الدينيين في البلاد، زار غوتيريش مخيما للنازحين داخليا، للاستماع إلى قصص ضحايا العنف بنفسه.

المزيد في هذا التقرير.

فيما يواصل أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زيارته إلى جمهورية أفريقيا الوسطى التقى بأفراد قوات حفظ السلام وعدد من النازحين داخليا، في بانغاسو في جنوب شرق البلاد.

وحرصا منه على إظهار دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لشعب جمهورية أفريقيا الوسطى؛ زار الأمين العام مخيما للمشردين داخليا في "بيتي سيمينير سان بيير"، حيث التمس ألفا شخص الحماية بعد تعرض قريتهم لهجوم في 13 أيار / مايو الماضي.

وكان بصحبة غوتيريش وكيله لعمليات حفظ السلام جان بيير لاكروا، والمدافعة الأممية عن حقوق الضحايا جين كونرز، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى.

image
وفي مخيم النازحين، التقى الأمين العام بالمشردين داخليا جراء أعمال العنف في البلاد، وكان من بينهم شيخ مسن، قرأ على الأمين العام آية من القرآن الكريم:

"سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين."

وتحدثت الشابة دانا فاطمة محمد التي حملت رسالة المشردين داخليا إليه، قائلة:

"ما طلبناه منه ليس كثيرا. فقط طلبنا منه أن يبذل قصارى جهده لإعادة السلام إلى جمهورية أفريقيا الوسطى".

وبعد لقائه بالمشردين والنازحين المسلمين، أعرب الأمين العام عن تضامنه معهم، وأضاف:

"لقد تأثرت بشدة لرؤية معاناتكم. وللأسف الوضع هنا في بانغاسو ليس فريدا، فهناك مئات الآلاف من شعب أفريقيا الوسطى الذين أجبروا على الفرار وما زالوا يعيشون في المنفى أو نزحوا كما فعلتم".

النزاع الذي يعصف بجمهورية أفريقيا الوسطى منذ عام 2013، أجبر نحو ربع سكان البلاد على الفرار من ديارهم. ومنذ بداية العام الجاري، وصل عدد النازحين داخليا إلى 600 ألف شخص، بينما تجاوز عدد اللاجئين في البلدان المجاورة أكثر من نصف مليون شخص.

وينشط الصراع في البلاد على خطوط طائفية في معظمه، إذ تتبادل الجماعات المسلحة، جماعة أنتي بالاكا المسيحية وجماعة السيليكا المسلمة، الهجمات فيما بينها تارة، وتستهدف المدنيين من الطائفة الأخرى تارة أخرى، أو حتى حفظة السلام أنفسهم.

فخلال هذا العام، قتل اثنا عشر فردا من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، في الهجمات التي شنتها الجماعات المسلحة في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد.

image
وقد قام الأمين العام بإحياء ذكرى حفظة السلام في قاعدة بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، مشيدا بقوات حفظ السلام المغاربة والكمبوديين الذين فقدوا أرواحهم مؤخرا.

وكان الأمين العام قد التقى، في وقت سابق في العاصمة بانغي، رئيس البلاد فوستين أركانج تواديرا، الذي أعرب عن عزم بلاده على المضي قدما في عملية المصالحة، طالبا دعم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في هذا الصدد.

من جانبه، أعلن غوتيريش التزامه بإشراك المجتمع الدولي في المساعدة على بناء جمهورية أفريقيا الوسطى الجديدة، وقال:

"الرسالة الرئيسية لهذه الزيارة إلى المجتمع الدولي، هي أننا نحتاج إلى التزام من جانب المجتمع الدولي، ليس فقط من أجل خفض المعاناة وتقليل المشاكل، ولكن لأن هناك فرصة لبناء جمهورية أفريقيا الوسطى الجديدة تعيش في سلام وأمن وازدهار لشعبها".

يذكر أن الأمين العام قد طلب، في تقريره الأخير إلى مجلس الأمن، إضافة 900 جندي إلى بعثة حفظ السلام في البلد.

مصدر الصورة