منظور عالمي قصص إنسانية

اللاجئة السورية مزون المليحان تؤكد أنها ستواصل النضال من أجل تعليم الأطفال

اللاجئة السورية مزون المليحان تؤكد أنها ستواصل النضال من أجل تعليم الأطفال

تنزيل

زارت اللاجئة السورية مزون المليحان سفيرة اليونيسيف للنوايا الحسنة، مخيمات اللاجئين في الأردن لأول مرة بعد أن تمت إعادة توطينها في المملكة المتحدة وتعيينها سفيرة للنوايا الحسنة.

قالت مزون إنها قامت بهذه الزيارة لكي تبعث الأمل في نفوس الأطفال داخل المخيمات ولتؤكد لهم أنهم بالعلم سيحققون جميع طموحاتهم.

المزيد في التقرير التالي:

" لا أريد أن أكون قائدة .. فأي منكن يمكن أن تكون قائدة .. لكي نذهب مع بعضنا البعض ونعيد بناء سوريا"

هذا ما قالته مزون المليحان التي زارت مخيمات اللاجئين في الأردن، والتي عاشت فيها لثلاث سنوات، قبل أن تغادرها مع عائلتها في عام 2015 حيث تمت إعادة توطينها وعائلتها في المملكة المتحدة.

عادت ولأول مرة بعد مغادرتها الأردن، كي تنقل الأمل إلى الأطفال هناك، وأن تؤكد لهم بأن تجربتها بالاعتماد على العلم قد نجحت، وقد أدى التزامها بصفتها ناشطة في مجال التعليم إلى تعيينها كأصغر سفيرة للنوايا الحسنة في اليونيسف في يونيو/حزيران من هذا العام.

"يجب علينا أن نعمل معاً.. وأن نذهب إلى المدرسة لنتعلم .. وأنا أتكلم معكم على أنني واحدة منكم، أنا لست مدرسة .. فأنا طالبة مثلكم"

أتت مزون لكي تنقل مشاكل أطفال هذه المخيمات، الذين هربوا من هلع الحرب ومن الخوف والرعب، ولكي تُسْمِع صوتهم إلى قادة العالم.

والأطفال في المخيمات مصممون على الذهاب إلى المدرسة على الرغم من الظروف الصعبة الموجودة هناك كما تقول مزون.

"تواجه الفتيات الآن الكثير من التحديات خصوصاً بسبب اللجوء، ولكن عندما يكون لدينا أمل وطموح يجب علينا ندافع عن حقنا وخاصة حقنا في التعليم"

خلال زيارتها لمركز "مكاني" للدعم النفسي والاجتماعي والتدريب على المهارات الحياتية، والمدعوم من قبل اليونيسف، التقت مزون بالطفلة سدرة البالغة من العمر 14 عاما. وكانت سدرة قد فرت من الصراع في سوريا مع عائلتها عندما كان عمرها 10 سنوات، وتحلم الآن بأن تصبح مستشارة قانونية يوما ما، إلا أنها اضطرت للانقطاع عن المدرسة.

وعن ذلك تقول سدرة:

"كنت في المخيم، وكنت أتابع دراستي، ولكن عندما خرجنا خارج المخيم لمدة سنتين، لم تقبلني أية مدرسة"

أما الآن فهي تتابع تحصيل الدعم الذي تحتاجه لكي تلحق ما فاتها من التعليم ولكي تنضم إلى مدرسة حكومية قريبا.

قصة سدرة أعادت إلى مزون بعضاً من ذكرياتها المؤلمة مرة أخرى عندما هربت مع عائلتها من سوريا بسبب الحرب، فقد كانت حزينة جدا وخائفة من مغادرة بيتها ومدرستها، وكان أملها الوحيد هو مواصلة تعليمها لذلك حملت معها كتبها.

”يجب علينا دائماً أن ننظر إلى الأشياء الإيجابية في هذه الحياة، فأنا هنا أذهب إلى المدرسة وعندي أصدقاء، ولي طموح أسعى لتحقيقه"

وتحدثت مزون عن فتاة سورية أخرى التقتها في الأردن:

" هذه سارة عمرها 12 عاماً، إنها فتاة رائعة حقاً لقد أرتني رسوماتها والتي رسمتها بنفسها لأنها تريد أن تكون مصممة أزياء وفنانة. وأنا فخورة بها جدا"

واستمعت مزون إلى إحدى الطالبات تنشد ألمها في أغنية حزينة:

"أنا طفلة لدي شيء ما أريد قوله .. أرجوكم اسمعوني .. أنا طفلة أود أن ألعب  أرجوكم أن تسمحوا لي باللعب."

وكانت مزون مسرورة بلقاء هؤلاء الفتيات، فقد كانت تشاركهن نفس شعورهن.

"سررت حقا بأن أكون مع هؤلاء الفتيات الرائعات اللاتي يحلمن بتحقيق طموحاتهن في الحياة. وأنا مسرورة جداً بأن أكون معهن هنا. إنهن مدهشات حقا وأنا متأكدة من أننا سنعود إلى سوريا مع جيل قوي مثل أولئك الفتيات، وأنا مسرورة جدا لسماع قصصهن وأن أقص عليهن قصتي أيضاً"

ووجهت مزون رسالة إلى العالم قالت فيها:

" رسالتي إلى العالم تتمثل في ضرورة أن يعرف أن اللاجئين هم أناس لهم طموحات، وهم أناس قد عانوا في حياتهم، وهم بحاجة إلى أن يقف العالم بجانبهم وأن يعطيهم الفرص"

كما أنها لم تنس أن توجه رسالة إلى الأطفال في المخيمات:

"أتيت إلى هنا لأقول لهم صحيح أنني كنت هنا في مخيم اللاجئين، وصحيح أن لدي تجارب مثلهم، وصحيح أنني غادرت إلى المملكة المتحدة والآن أعيش هناك، ولكن ما أود قوله هو أنني لم أنساكم فأنا هنا من أجلكم للاستماع إليكم مرة أخرى، وسأنقل قصصكم إلى قادة العالم وصناع القرار الذين يمكنهم أن يقدموا المساعدة، وقد جئت إلى هنا لأثبت للجميع أن مزون لا تزال تناضل وستبقى تناضل وإلى الأبد من أجل تعليم الأطفال."

ومنذ بدء الأزمة السورية، تقوم اليونيسف مع الشركاء الإنسانيين بزيادة فرص الحصول على التعليم النظامي وغير النظامي للأطفال المتضررين، وذلك من خلال إنشاء عدة برامج منها تنفيذ برامج دوامين صباحي ومسائي في حوالي 500 مدرسة في الأردن ولبنان، وبرنامج "العودة إلى التعلم"، وإعادة تأهيل نحو 000 1 فصل دراسي في البلدان المضيفة للاجئين.

مزون مرة أخرى:

" أشعر بأن التحدي هو الذي أتى بي إلى الأردن كسفيرة وليس كلاجئة، ولكنني أشعر بأنني أقوم بالمهمة ذاتها، فقد بدأت ناشطة في مجال التعليم، وسأكون ناشطة من أجل التعليم إلى الأبد. الأمل الموجود عند هؤلاء الأطفال أسعدني حقا وهو ما أعطاني الأمل في بلدي. لقد رأيت هؤلاء الأطفال المفعمين بالأمل والأحلام وهم يريدون أن يصبحوا أطباء، ومهندسين، ومعلمين. كأولئك الذين قمت بزيارتهم  اليوم في مركز مكاني وأولئك الذين زرتهم في المدارس. لقد قالوا لي إنهم يريدون أن يشاركوا في إعادة بناء سوريا. وآمل أن يكون مستقبل سوريا عظيماً مع هؤلاء الأطفال الذين يعدون أنفسهم من الآن للذهاب إلى المدرسة والكفاح من أجل حقهم، وسوف أفعل ما بوسعي لمساعدتهم"

ولا يزال هناك حوالي 2.4 مليون طفل سوري لا يحصلون على التعليم، منهم 1.7 مليون طفل داخل سوريا وأكثر من 730 ألف طفل لاجئ في مصر والأردن ولبنان وتركيا. كما أن بعض الأطفال السوريين لم يسبق لهم أن دخلوا أي فصل دراسي، في حين أن آخرين فقدوا خمس أو ست سنوات من تعليمهم ينتظرون انتهاء الأزمة في بلدهم.

مصدر الصورة