منظور عالمي قصص إنسانية

جين هول لوت: خطوات ملموسة للتصدي للاستغلال والانتهاك الجنسيين عبر منظومة الأمم المتحدة

جين هول لوت: خطوات ملموسة للتصدي للاستغلال والانتهاك الجنسيين عبر منظومة الأمم المتحدة

تنزيل

قالت جين هول لوت، المنسقة الخاصة المعنية بتحسين استجابة الأمم المتحدة للاستغلال والانتهاك الجنسيين، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قد التزم شخصيا بمعالجة هذه القضية بأرجاء منظومة الأمم المتحدة.

جاء ذلك في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، عشية انعقاد اجتماع رفيع المستوى خلال مداولات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة، دعا إليه الأمين العام للوقوف على آخر ما تم تحقيقه في هذا الشأن منذ إصدار تقريره في وقت سابق من هذا العام.

وتحدثت السيدة لوت عن مبادرة "المدافعون عن حقوق الضحايا"، مشيرة إلى أنها ركن أساسي من أركان تقرير الأمين العام، لتقديم المساعدة لضحايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين، ووضع حقوقهم وكرامتهم في صميم جهود المنظمة الأممية.

وبما أن هذه الآفة ليست حصرا على بعثات حفظ السلام، كما قالت لوت، دعا السيد غوتيريش كذلك إلى تشكيل "دائرة القيادة"، التي تسعي إلى حشد التزام سياسي على أعلى مستوى من قادة الدول والحكومات ليتضامنوا معه في جدول أعمال المنظمة ودعم جهودها.

المزيد في الحوار التالي.

أخبار الأمم المتحدة: يوم الاثنين ستشاركين في اجتماع هام جدا رفيع المستوى حول الاستغلال والانتهاك الجنسيين. لماذا قرر الأمين العام الدعوة لعقد هذا الاجتماع؟

جين هول لوت: تتذكرون حتى قبل انتخاب الأمين العام، أنه سلط الضوء على أهمية التعامل مع قضية الاستغلال والانتهاك الجنسيين بشكل حاسم، وضرورة منع وقوعهما في جميع أنحاء المنظمة، أينما يحدث ذلك، وأيضا التعامل بسرعة وفعالية مع الادعاءات عند ظهورها. خلال الأسبوع الأول من عمله، أنشأ الأمين العام فرقة عمل خاصة للنظر في هذه المسألة بتعمق وتقديم توصيات ملموسة جدا من أجل إحراز تقدم في هذا الصدد. وكان هذا موضوع التقرير الأول الذي قدمه إلى الدول الأعضاء والذي صدر في آذار / مارس. في هذا التقرير دعا، من بين أمور أخرى، إلى عقد هذا الاجتماع رفيع المستوى لحشد زخم سياسي لدعم جهود الأمم المتحدة في القضاء على هذه الآفة.

أخبار الأمم المتحدة: وما الذي تأملين في أن يتمخض عنه هذا الاجتماع؟

جين هول لوت: بشكل ما، تكمن أهمية هذا الاجتماع في حدوثه في المقام الأول، على هامش أول اجتماع للجمعية العامة في ظل الأمين العام الحالي؛ وفي وقت من تاريخ العالم يواجه فيه المجتمع الدولي الكثير من القضايا الملحة على نطاق لم يحدث من قبل. وعلى الرغم من هذه الأجندة الدولية المزدحمة والمعقدة والصعبة والمليئة بالتحديات، ستبرز في هذا الاجتماع الحاجة إلى معالجة آفة الاستغلال والانتهاك الجنسيين بصراحة وصرامة. لذلك، فإن حقيقة أن ينعقد الاجتماع، ويشارك فيه رؤساء الدول والحكومات ويكون المجتمع المدني أيضا حاضرا في الغرفة، فهذا أمر مهم للغاية. سيعلن الأمين العام عن دائرة القيادة، التي تتكون من رؤساء الدول والحكومات ممن التزموا شخصيا بالانضمام إلى هذه المعركة. كما سنقدم مدافعين عن حقوق الضحايا الذين سيتحدثون عن حقوق وكرامة الضحايا بجانب حاجة الضحايا إلى المساعدة والعناية في أعقاب الادعاءات وإساءة المعاملة. سيتم أيضا النظر في حالة الصندوق الاستئماني للضحايا، وتوجيه نداءات لمساهمات إضافية. وأخيرا، سنطلع الدول الأعضاء على آخر المستجدات بشأن حالة الاتفاقات بين الدول الأعضاء والأمم المتحدة، أو تدابير أكثر تحديدا لمكافحة العنف والاستغلال الجنسيين.

image
أخبار الأمم المتحدة: إذا مبادرة "المدافعون عن حقوق الضحايا" كانت إحدى مبادراتك في تقريرك الأخير، ما هو دور المبادرة بالتحديد؟ وهل أثمرت عن نتائج؟

جين هول لوت: مبادرة "المدافعون عن حقوق الضحايا" كانت جزءا من حجر الزاوية الأول لتقرير الأمين العام. كان للتقرير أربعة أركان أساسية: وضع الضحايا في صميم جهودنا والحفاظ على احتياجاتهم في المقام الأول، وثانيا إنهاء الإفلات من العقاب، وثالثا إشراك الخبرات الخارجية والمجتمع المدني وزيادة تعاوننا معهم في هذه الجهود، ورابعا زيادة التواصل والشفافية. لذلك، لم يكن هناك من قبل مدافعون عن حقوق الضحايا. لدينا سجل طويل عبر منظومة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة لضحايا الاستغلال والانتهاك الجنسيين، مثل الاحتياجات الطبية والنفسية الاجتماعية وغيرها من الاحتياجات في محاولة لتلبيتها. ولكن هذه المبادرة هي محاولة لوضع حقوقهم وكرامتهم أيضا في صميم جهودنا. وبالتالي فإن رئيسة المدافعين عن حقوق الضحايا على مستوى المنظومة، الأسترالية جين كونورز التي عينها الأمين العام الشهر الماضي، ستضطلع بواجباتها وستحضر الاجتماع رفيع المستوى وستقوم بتعيين نظراء لها على الأرض. إذ قامت أربع من بعثات حفظ السلام بتعيين مدافعين عن حقوق الإنسان للعمل مع موظفي المساعدة في مجال الضحايا، وكفالة وصول الضحايا إلى الإجراءات القضائية والإدارية، وتوفير المعلومات لهم، والحفاظ على حقوقهم وحمايتهم خلال هذه العمليات.

أخبار الأمم المتحدة: منذ آخر تقرير لك، أو بالأحرى تقرير الأمين العام الأخير حول هذا الموضوع، هل كان هناك أي تقدم؟

جين هول لوت: يمكننا قياس التقدم في جهودنا بطريقتين. الأولى قياس سير العملية، وهي طريقة أقل إرضاء بشكل كبير. الطريقة الثانية هي جوهر وفحوى الجهود على الأرض، بمعنى هل نرى حالات أقل على الأرض؟ هل نشهد سرعة أكبر في تحقيق العدالة؟ هل تتعلم المنظمة من دروس الماضي؟ هناك مؤشرات كثيرة لقياس العملية؛ مثل تعيين المدافعين عن حقوق الضحايا، وتطوير نموذج موحد للإبلاغ عن المعلومات، حتى نتمكن الآن من جمع معلومات عن الضحايا وأبعاد التدريب التنظيمية وزيادة الوعي وما إلى ذلك. هذه مؤشرات للعملية.

على أرض الواقع، في الوقت الراهن، نشهد عددا قليلا من الحالات يتم الإبلاغ عنها، ونأخذ ذلك كدليل على أن منظومتنا بدأت تخلق نوعا من الثقة التي نريدها بحيث يتأكد الناس من أنهم إذا أبلغوا عن ادعاءات سيتم التعامل معها بحذر وبطريقة إنسانية، ومن أننا نسعى إلى تحقيق العدالة المناسبة والسريعة للضحايا. نحن نعمل بشكل أكثر تعاونا مع الدول الأعضاء.

أخبار الأمم المتحدة: اقترح الأمين العام إنشاء دائرة القيادة، كم من القادة يتوقع أن يصدقوا عليها؟ وما هو دورها؟

جين هول لوت: لدينا بالفعل التزام تجاه دائرة القيادة من أكثر من اثني عشر زعيما. ودورها، كما طلب الأمين العام، هو التزام سياسي على أعلى مستوى من هؤلاء القادة، ليتضامنوا معه في جدول الأعمال وأن يضطلعوا بأنشطة وطنية ودولية ويجهروا بمعارضة هذه الآفة، ويدعموا جهود المنظمة في القضاء عليها.

من المهم أن نتذكر أن الاستغلال والانتهاك الجنسيين ليسا مسألة تتعلق فقط بحفظ السلام أو بالأفراد العسكريين أو النظاميين فقط. فهي آفة موجودة في كل مكان في جميع أنحاء منظمتنا، سواء كانت العمليات الإنسانية أو الإنمائية أو البعثات الجديدة أو العمليات طويلة الأمد. ولذا يطلب الأمين العام، عبر هذه المبادرة، من القيادات السياسية الانضمام شخصيا إلى هذه الأجندة وإعطاءها ثقلهم السياسي من أجل نجاحها.

image
أخبار الأمم المتحدة: بعد هذا الاجتماع السياسي، ما هي الخطوة التالية للمنظمة؟ وماذا تتوقعن أن يحدث؟

جين هول لوت: عقب هذا الاجتماع مباشرة سنتابع المشاورات مع المجتمع المدني. فنحن نريد أن نستمع لأفكارهم، وندرك تصورهم حول أفضل الممارسات، نود أن نعرف من وجهة نظرهم، ما الذي تحتاج الأمم المتحدة للقيام به بشكل واضح وملموس حتى نتحسن في عيونهم، وما مدى استعدادهم لمساعدتنا على تحقيق سجل أفضل في هذه القضية.

من الآن فصاعدا، الأمين العام جعل من هذا الأمر التزاما شخصيا، فهو يشدد على مسؤولية الجميع في فهم قواعدنا، وخلق ثقافة تنبذ هذا النوع من السلوك. ثقافة توفر السلامة والأمن والثقة لمن يبلغون عن الانتهاكات. ستستمر هذه الأجندة، حيث استهجن الأمين العام هذا الأمر بشكل لا لبس فيه على أعلى المستويات. ونحن الآن بحاجة حقا إلى أن نحذو حذوه ونتبع كل هذا بتنفيذ أجندة القضاء على الاستغلال والاعتداء الجنسيين في جميع عمليات الأمم المتحدة.

مصدر الصورة