منظور عالمي قصص إنسانية

واو.. نموذج لعودة نازحي جنوب السودان إلى ديارهم

واو.. نموذج لعودة نازحي جنوب السودان إلى ديارهم

تنزيل

قال ديفيد شيرر رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن عودة النازحين إلى ديارهم في واو بجنوب السودان يمكن أن توفر نموذجا يحتذى به في أجزاء أخرى من البلاد.

السيد شيرر كان يتحدث أثناء زيارة إلى المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد التي تستضيف أكثر من 40 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب صراع مستمر منذ حوالي أربع سنوات بين الحكومة وقوات المعارضة.

وبحسب الأنباء، لقى جنرال من الجيش الشعبي لتحرير السودان مصرعه في كمين في واو في نيسان / أبريل الماضي، مما أدى إلى اشتباكات في المدينة أسفرت عن مقتل نحو 30 مدنيا.

تفاصيل أوفى في هذا التقرير.

بعد اندلاع أعمال العنف في جنوب السودان ونزوح العديد من المدنيين ديارهم، أصبح حي لوكولوكو الواقع في ضواحي مدينة واو موطنا لحوالي 600 شخص فروا من منازلهم خوفا على حياتهم.

وهو واحد من مجموعة من المخيمات في واو تدعم النازحين بسبب الأعمال القتالية. ويوجد بالحي خدمات مثل المياه والغذاء والأدوات المنزلية للأشخاص الذين يعيشون به.

رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ديفيد شيرر قام بجولة في الحي التقى خلالها بالسكان، كان من بينهم أدجولو البالغة من العمر 15 عاما، ودار بينهما الحوار التالي عبر مترجمين:

- أين منزلك؟

- في مكان ما هنا بالحي.

- هل تتمكنين من زيارة منزلك؟

- نعم، أحيانا نستطيع الذهاب لزيارته.

- وهل منزلك على ما يرام؟

- لقد تدمر.

- وهل سرقت أغراضكم وممتلكاتكم من المنزل؟

- نعم سرقوا (المليشيات) كل أمتعتنا وملابسنا. كل شيء.

- آسف لسماع ذلك.

وعلى الرغم من قصتها، إلّا أن الحالة الأمنية في واو تحسنت في الآونة الأخيرة، إذ انخفض عدد المشردين الذين يعيشون في موقع حماية المدنيين الذي تديره بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان من 38 ألف شخص إلى نحو 32 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين.

image
كثيرون من هؤلاء الناس عادوا إلى ديارهم لزراعة أراضيهم بالذرة والذرة الرفيعة التي تعلو أسوار بيوتهم- علامة على الحصاد الوفير الذي يمكن أن توفره الأرض هنا.

شيرر يقول إنه من الضروري خلق الظروف المناسبة حتى يفعل مزيد من الناس الشيء نفسه.

"هذا يعني العمل مع الحكومة المحلية وقوات الأمن، وأيضا مع الشركاء في المجال الإنساني، وبالطبع الناس أنفسهم، لمحاولة خلق البيئة والظروف التي يشعر فيها الناس بالأمان للعودة إلى منازلهم وزراعة أراضيهم، ولكن الأهم من ذلك العيش بأمان وتربية أولادهم. إنه نموذج جديد نأمل في تحقيقه هنا وأيضا تعميمه على باقي أنحاء البلاد."

image
ومن أجل تحقيق ذلك، يتعين تهيئة الظروف ليغادر العائدون مراكز حماية المدنيين بطريقة طواعية وآمنة وكريمة.

جون مابيور مالك يعمل مع منظمة "صانعو التغيير" غير الحكومية في واو. وحين يقارن أوضاع المدينة اليوم مع ماضيها المضطرب، يملؤه التفاؤل حيال فرصة السلام في واو.

"تحسنت الأوضاع الأمنية حقا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية. منذ منتصف العام الماضي وحتى أشهر قليلة مدينة واو كانت منطقة حرب. كانت المدينة بأكملها مليئة بالصراع وأعمال القتل والنزوح. كان يمكن رؤية المنازل تحترق وبالكاد كان هناك أناس في الشوارع. شهدنا تحسنا في العلاقات والأمن الوطني في ظل الحاكم الحالي. هناك الآن بعض التفاهم والتعاون بين السكان. وقامت منظمات المجتمع المدني بعقد ندوات ولقاءات ومناقشات اشترك فيها أشخاص من مجموعات مختلفة وتبادلوا وجهات النظر حول القضايا في واو."

image
في لوكولوكو، ترحب النساء بزوار المخيم ويتقدمن بالشكر، نيابة عن سكان المخيم، للدعم الذي تلقوه.

ويأمل السكان في أن تقدم الوكالات الإنسانية مزيدا من الخدمات خارج هذا المخيم وغيره من المخيمات كحافز على المغادرة، ليتمكنوا من استئناف حياتهم في منازلهم مثل الآخرين.

مصدر الصورة