منظور عالمي قصص إنسانية

يونامي: مأساة الإيزيديين تذكار صارخ للعالم أجمع بأن أيديولوجيات الكراهية التي تركت دون مكافحة قد تطلق العنان للعنف مرة أخرى

يونامي: مأساة الإيزيديين تذكار صارخ للعالم أجمع بأن أيديولوجيات الكراهية التي تركت دون مكافحة قد تطلق العنان للعنف مرة أخرى

تنزيل

عقدت في العاصمة العراقية بغداد، اليوم الخميس، فعالية لإحياء ذكرى مرور ثلاث سنوات على مأساة الإيزيديين في سنجار، وما ارتكبه تنظيم داعش بحقهم وحق أقليات أخرى في العراق.

من بين المشاركين في الحدث، السيد جورجي بوستين، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، الذي دعا إلى استخلاص العبر من مأساة الإيزيديين وبذل الجهود لعدم تكرارها.

المزيد في تقرير مي يعقوب:

"قبل ثلاث سنوات، وتحديدا في الثالث من آب 2014، اجتاح تنظيم  داعش الإرهابي التكفيري منطقة سنجار، مستهدفا وبشكل مباشر المدنيين، تقتيلا واستعبادا، ومتسببا في نزوحهم بأعداد هائلة".

هذه هي الحقيقة القاتمة التي سردها اليوم الخميس، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جورجي بوستين، أمام الأطياف العراقية والدولية المشاركة في ذكرى مرور ثلاث سنوات على مأساة الإيزيديين في جبل سنجار.

وتشير المعلومات التي وردت إلى الأمم المتحدة في ذلك الوقت الى أن خلال المدة من 4 إلى 8 آب 2014 بلغ عدد الفارّين بحثاً عن ملاذات آمنة ما يقرب من 200,000 شخصا؛ بينما احتمى عشرات الآلاف منهم بجبل سنجار حيث حاصرهم تنظيم داعش تحت ظروف بالغة الصعوبة تتمثل في نقص خطير في الماء والغذاء والمأوى والخدمات الصحية.

السيد بوستين قال إن العديد من الأطفال قد لقوا حتفهم فوق الجبل نتيجة التعرض للظروف المناخية القاسية وانعدام الرعاية الطبية. وأضاف:

"ترسم الشهادات التي أدلى بها الناجون صورة حية توضح بجلاء الأسلوب الممنهج وواسع النطاق الذي اتبعه التنظيم في ارتكاب جرائمه الفظيعة ضد الإيزيديين وغيرهم من المكونات العرقية والدينية في العراق. وقد تأكد للأمم المتحدة من خلال رصدها المستمر، أن الجرائم التي ارتكبها التنظيم تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وقد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية؛ ويبقى تحديد ذلك الأمر متوقفا على رأي محكمة مستقلة مختصة في هذا الشأن."

image
وفي هذا السياق أعرب نائب الممثل الخاص عن امتنان البعثة العميق لحكومة كردستان والمجتمعات المضيفة في إقليم كردستان العراق لاستضافتهما بسخاء كبير –على مدى سنوات الصراع الثلاث – واستمرارهما في استضافة الأعداد الضخمة من النازحين، وسعيهما للتخفيف من محنتهم وتوفير البيئة الآمنة والمواتية لعيش الناجين والضحايا، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تشعر بقلق بالغ إزاء الإيزيديين ووضعهم ومصير أحبابهم المفقودين وسلامة الآلاف من أولئك الذين ما زالوا في أسر داعش وما زالوا يعانون من فظائع لا توصف على يد الجماعة الإرهابية كل يوم، وخاصة النساء والفتيات:

"في الفترة ما بين 3 آب 2014 و2 تموز 2017، اختطف داعش ما يقرب من 6417 شخصا من المكون الإيزيدي، ولا يزال نحو 3369 شخصا في أسر داعش، بما فيهم 1636 امرأة وفتاة و1733 رجلا وفتى. وكانت النساء والفتيات الخاضعات لسيطرة داعش ولا سيما النساء الإيزيديات ونساء الأقليات الأخرى، معرضات بشكل خاص للانتهاكات والتجاوزات التي نص عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان وانتهاك القانون الإنساني الدولي."

image
وفيما نوّه السيد جورجي بوستين بعملية استعادة الموصل من براثن داعش، أشار إلى المأساة الإنسانية التي تتعمق يوما بعد يوم، مطالبا

الحكومة العراقية بأن تعيد الإدارة المدنية للعدالة وأن تقدم الدعم لسلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية من أجل إجراء التحقيقات كما ينبغي وتوثيق ومحاكمة مرتكبي الجرائم وخروقات حقوق الإنسان.

كما دعا إلى التكاتف في مكافحة الإفلات من العقاب والتمسك بحقوق الإنسان والدفاع عنها، وعدم ترك مجال للممارسات الوحشية والفظائع والكراهية والتطرف والتعصب الديني والثقافي:

"إن مأساة الأيزيديين هي تذكار صارخ لشعب العراق والمنطقة والعالم أجمع بأن أيديولوجيات الكراهية التي تركت دون مكافحة قد تطلق العنان لعنف لا يمكن تصوره ولوحشية بربرية ضد الضعفاء وغير المحميين-والأكثر ضعفا من بينهم هم الأقليات."

وفيما يستذكر  العالم ضحايا هذا اليوم،  دعا نائب الممثل الخاص الجميع إلى التعهد  بعدم التخلي عن الإيزيديين والأقليات الأخرى العزل وتركهم تحت رحمة قوى الظلام والوحشية التي تتحين الفرص، قائلا إن  الضمان النهائي لذلك يتمثل في عراق ديمقراطي متصالح قائم على سيادة القانون.

مصدر الصورة