منظور عالمي قصص إنسانية

عائلة سورية اضطرت إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة لتبدأ حياة جديدة

عائلة سورية اضطرت إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة لتبدأ حياة جديدة

تنزيل

" نحن شعب مسالم..نحن لسنا داعش نحن أشخاص هربنا من داعش وهربنا من القتل والعنف."

كلمات خرجت من لاجئ سوري يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، هو رجل من حمص كان قد خرج كما خرج الآلاف غيرُه سواء عبر البحر أو عبر الصحراء.. هربا من الصراع والحرب إلى ما وصفه بالمجهول.

كل دقيقة يترك نحو عشرين شخصا كل شيء خلفهم هربا من الحرب والاضطهاد أو الإرهاب، وفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.

وفي اليوم العالمي للاجئين، الذي تحييه الأمم المتحدة في العشرين من حزيران يونيو من كل عام، يحتفل العالم بقوة وشجاعة الملايين من اللاجئين، كما يمثل هذا اليوم محطة لإظهار الدعم للأسر التي اضطرت للفرار.

لنستمع إلى قصة المهاجر حسام رستم الذي أجبرته الأزمة السورية  التي طال أمدها إلى اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع عائلته، ليحط الرحال في ولاية نيوجيرسي... في التقرير التالي الذي أعدته الزميلة بسمة البيطار البغال، نروي لكم قصة من قصص الآلاف من اللاجئين، بعضها انتهى بمأساة وبعضها كان بداية لرحلة جديدة ومستقبل واعد...

" العديد من أقاربي قاموا بهذه الرحلة عبر البحر وكذلك العديد من الأشخاص الذين أعرفهم.. ولكنني لم أفكر بحياتي أن أخوض هذه المخاطرة وبالأخص مع زوجتي وأولادي.. أبدا. كانت رحلتي بسيطة جدا بالمقارنة بالرحلة التي يقوم بها الآخرون. كانت رحلتي على الأرض."

زرنا حسام وعائلته في منزله والتقينا بزوجته سهى وطفليه وسام المصاب بالتوحد ومائسة... جلسنا في شقة صغيرة مكونة من ثلاث غرف، ليبدأ حسام قصته منذ بداية خروجه من حمص إلى الآن..

" اسمي حسام رستم وأنا من حمص. استطعنا أن نخرج عبر الصحراء إلى الأردن، ورحلتنا استمرت ثلاثة أيام تقريبا. خرجنا من حمص إلى ضيعة قريبة من الأردن لأننا خرجنا تهريبا.. بشكل غير شرعي.  وقد ركبنا شاحنة تقل خمسة وعشرين شخصا حتى استطعنا أن ندخل الأردن."

image
وصل حسام وعائلته إلى الأردن في بداية الأزمة عام 2013، وكغيره من اللاجئين السوريين سجلوا أسماءهم لدى مفوضية شؤون اللاجئين والتي قامت بدورها بنقلهم إلى مخيم الزعتري  ومن ثم  انتقلوا إلى مخيم الأزرق:

"كنا في الأردن في وضع لا يسمح لنا بالعمل والذهاب إلى أي مكان وخاصة أننا كنا نقيم في مخيم.. وهو مخيم الزعتري قبل انتقالنا إلى مخيم الأزرق ."

وعن قصة مجيئه إلى أمريكا... فكان الأمر مزحة كما اعتقد حسام:

" الرحلة من الأردن إلى أمريكا، جاءت صدفة. حيث اتصلت بنا المفوضية التي سجلنا فيها وكنا نحصل منها على مساعدات غذائية والحماية. اتصلت بنا واعتقدت أن الأمر مزحة. وقلت من المستحيل أن يحدث هذا لشخص جاء من سوريا منذ سنتين وتعذب كثيرا ويعمل فقط من أجل سداد إيجار المنزل الذي يعيش فيه."

image
وتعمل المفوضية في جميع أنحاء العالم لمساعدة النازحين، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا..المنطقة التي ما زالت تطرح تحديات هائلة لم يسبق لها مثيل.

"المفوضية ساعدتنا كثيرا، بالنسبة لي كان من الصعب الخروج من مخيم الأزرق وأن أسافر وقد أرسلت المفوضية شخصا ساعدني على الخروج من المخيم حتى أوصلنا إلى المطار، وفي المطار لم تعد المفوضية مسؤولة عنا، وأصبح عملنا كله مع وكالة الهجرة والتوطين."

في حزيران 2015، وصل حسام وعائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث استقبله مندوب من وكالة الهجرة والتوطين الحكومية الأمريكية ليبدأ رحلة أخرى، يقول حسام:

"واجهنا تحديات كثيرة عندما وصلت، وكان التحدي الأول بالنسبة لي هو الخوف من المجهول. ولكن الأمور كانت أبسط من هذا، فكنت خائفا من الخروج من المنزل في البداية ثم عندما نزلت إلى الشارع، وجدت أن الأمور بسيطة ووجدت أن الشعب الأمريكي بسيط جدا ومتسامح... الصدمة الثقافية هي أننا جئنا إلى بيئة تختلف عن البيئة التي تربينا بها، فثقافتنا تختلف عن ثقافتهم وأفكارنا تختلف عن أفكارهم، وعندما نزلنا إلى الشارع وجدنا أن الموضوع ليس كهذا ووجدنا أن بأمريكا هناك إنسانية أكثر وهناك مساعدة أكثر، ولا توجد مساعدة لمصالح  شخصية."

ويقول حسام إن مشكلة المهاجرين واللاجئين عندما يأتون إلى الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في اعتقادهم بأنهم ذاهبون إلى الجنة ولن تواجههم فيها أية صعاب، ولكن حسام وزوجته يقومان بالتأقلم مع الوضع الجديد، وهما الآن يتعلمان اللغة الإنجليزية ويفكر حسام ببدء مشروع خاص به، كما كان الحال في سوريا.

image
حسام وفي نهاية حديثه معنا، وجه رسالة لكل سوري سواء لاجئ أومهاجر:

"رسالتي لكل سوري خارج البلد سواء في أمريكا أو أوروبا أو تركيا، أقول لهم اعطوا انطباعا جميلا عن بلدك. لا تعطوا انطباعا بأننا نأتي كلاجئين ونعتمد على المساعدات بل بالعكس نحن شعب نحب العمل، وقد أثبتنا أنفسنا في كل المجالات وفي كل الدول."

مصدر الصورة