منظور عالمي قصص إنسانية

افتتاح الحديقة الأولى على سطح مدرسة تابعة للأونروا بغزة

افتتاح الحديقة الأولى على سطح مدرسة تابعة للأونروا بغزة

تنزيل

في خطوة هي الأولى من نوعها افتتحت مدرسة بنات النصيرات الإعدادية وسط قطاع غزة حديقة زراعية على سطح المدرسة من أجل زيادة الوعي لدى الطلبة وحث المجتمع المحلي على الزراعة الحضرية.

نظراً لمحدودية المساحات الخضراء في قطاع غزة وافتقار المدرسة للحديقة في ساحتها، اتجهت المدرسة إلى الفكرة الإبداعية بإنشائها على جزء من سطحها.

مديرة المدرسة فاطمة أبو شاويش تحمست للفكرة وقدمتها إلى مدير عمليات الأونروا الذي وافق بدوره على توفير المساعدة اللازمة لإنشائها وتقول:

"الفكرة جاءت أولا من أن مدارس الوكالة، بدأت تزدحم بالطلاب، هناك غرف صفية، وزحف كبير على ساحات المدرسة، الحدائق المدرسية بدأت تنقرض لأن الغرف الصفية لها الأولوية. ولكن أين سيرى الطلاب شجر البرتقال والليمون؟ كنا نعلم طلابنا أن قطاع غزة يشتهر بزراعة الحمضيات، أصبحنا نأخذ طلابنا رحلات مدرسية حتى نرى شجر البرتقال والليمون، من هنا جاءت الفكرة."

حماسة المدرسة لتحويل المنهج النظري الذي تتلقاه الطالبات من الكتب المدرسية إلى الواقع جعلت من الفكرة ممكنة، أبو شاويش تضيف:

"الحديقة هي مشروع تعليمي، الطالبات اللاتي لا يرين أشجار الحمضيات، نعلمهن الأشياء نظرياً في الكتب، هذه شجرة البرتقال، هذه شجرة الليمون، دون أن يعرفن نوع الأوراق أو الزهر أو التلقيح، كل هذا يتم قراءته في الكتب نظرياً، الآن هذه الحديقة ستكون كمختبر، سيلحق جزء بمختبر العلوم وملحق آخر للمواد الاجتماعية، تدرس هنا دروس جغرافيا ودروس العلوم، وهنا يطبق عملياً ما يدرس في مختبر العلوم."

image
استغلت المدرسة المستهلكات في مؤسسات الأونروا، وأعادت إنتاجها ليتم استخدامـُها في إنشاء الحديقة كما يقول محمد الرياطي، مدير المنطقة الوسطى التعليمية:

"حرصنا في عملية التخطيط والإعداد، والمشاركة من كل مؤسسات الوكالة، دائرة الهندسة والتعليم أن يكون المشروع مرنا وبسيطا في مكوناته ومستلزماته. إن هذا المشروع يكلف الشيء البسيط وهو من مواد مستهلكة، ونشجع المجتمع المحلي على أن يستثمر هذه المواد في الزراعة السطحية، على أسطح المنازل. هذا المشروع كان الهدف منه، بالإضافة إلى أنه مشروع تعليمي بالأساس، نقل التجربة للمجتمع المحلي وتشجعيه على هذا المشروع المرن القابل للتنفيذ، وغير المكلف، والذي سيكون فيه الجواب والرد على الكثير من الضغوط الاقتصادية في قطاع غزة."

image
الحديقة التي أنشأتها مدرسة بنات النصيرات بفكرتها الإبداعية أصبحت معلماً يحتذى به من قبل المدارس الأخرى، كما أنها ستمنح مكاناً مفتوحاً وجميلاً وآمناً للطلبة، إضافة لكونها فرصة لتعليمهم حول أهمية السلامة البيئية والاستغلال الأمثل للمساحات.

حازم بعلوشة، إذاعة الأمم المتحدة، غزة

image
مصدر الصورة