ذكر  مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، أن المدنيين في المدن المحاصرة في سوريا ما زالوا يموتون بسبب الهجمات العشوائية التي تشن من الجو والبر، فضلا عن نيران القناصة، والحرمان من المياه والغذاء والدواء.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بجنيف، قالت رافينا شمدساني إن حادثة (خان شيخون) لفتت الأنظار مرة أخرى إلى سوريا، ولكن هناك حوادث كثيرة وفي أجزاء مختلفة من البلاد يقتل فيها المدنيون ويستهدفون، وأضافت:

"إدلب والرقة من بين المحافظات التي تعرضت حتى الآن للقصف الأكثر كثافة. في شهر آذار/مارس وحده، وثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مقتل أكثر من 130 مدنيا وإصابة 170 آخرين في الرقة، كما قتل أكثر من مئة شخص،  ثلثهم من الأطفال،  وأصيب أكثر من خمسين شخصا في إدلب. وتفيد التقارير بأن الغالبية الساحقة من هذه الوفيات والإصابات كانت بسبب الغارات الجوية. ولم تنج المناطق الأخرى، فقد قتل نتيجة القصف بالغارات الجوية في الثالث والرابع من نيسان / أبريل ما لا يقل عن اثنين وأربعين مدنيا، 11 منهم من النساء وستة أطفال، وذلك في الغوطة الشرقية بضواحي دمشق."

وبالإضافة إلى ذلك، أشار مكتب المفوضية إلى أن الانتحاريين يستهدفون بشكل متزايد مناطق في دمشق يتردد عليها عدد كبير من المدنيين، بما في ذلك مجمع المحاكم المركزية الذي كان أحد أهداف تفجير مزدوج في 15 آذار / مارس والذي أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين شخصا. ومنذ آب / أغسطس من العام الماضي، وثقت لجنة التحقيق المستقلة بشأن سوريا سبع هجمات شملت استخدام الكلور من قبل القوات السورية.

وأكدت مفوضية حقوق الإنسان أن على جميع أطراف النزاع في سوريا، بما في ذلك الدول الأجنبية التي تقوم بضربات جوية، التقيد الصارم بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، ولا سيما مبادئ التمييز والتناسب والاحتياطات.