منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع مارتن كوبلر حول الوضع في ليبيا والتحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار السياسي والأمني

حوار مع مارتن كوبلر حول الوضع في ليبيا والتحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار السياسي والأمني

تنزيل

أعرب مارتن كوبلر، الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا عن تفاؤله إزاء الوضع في البلاد رغم التحديات العديدة التي لا تزال تواجهه وحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني هناك، مؤكدا على أن 2017 يجب أن يكون عام اتخاذ القرارات وليس مجرد المحادثات.

وكان كوبلر قد أحاط مجلس الأمن صباح الأربعاء حول الوضع في ليبيا وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة ليبيا (اونسميل).

المزيد في الحوار التالي الذي أجرته الزميلة بسمة البيطار-البغال مع السيد كوبلر:

أخبار الأمم المتحدة: قمت بإحاطة مجلس الأمن حول الوضع في ليبيا، ما هي آخر المستجدات على الأرض؟

مارتن كوبلر: أولا نشعر بأن إنتاج النفط يتزايد بالفعل، وأن الحرب ضد الإرهاب قد نجحت حيث غادر تنظيم داعش الآن، ومع ذلك هناك العديد من التحديات، يشعر الكثيرون بالشك في أن الاتفاق السياسي الليبي بهذا الشكل لا يحتاج إلى تعديل، ونحن نحاول التحقق من شركائنا وأصدقائنا الليبيين إذا كان يستحق فعلا البقاء على هذا الحال، أو الحفاظ على الاتفاق السياسي الليبي باعتباره إطارا وألا تكون هناك تعديلات محدودة.

image
أخبار الأمم المتحدة: إذا، هل هناك جهود لتعديل الاتفاق الليبي ؟

مارتن كوبلر: هذا ما كنا نقوم به، حيث نقوم بدور الوساطة منذ شهرين، فطلبنا من الليبيين تحديد التحديات الرئيسية وهل يجب أن تكون هناك تعديلات محدودة، فعلى سبيل المثال في تكوين مجلس الرئاسة، والقائد الأعلى للجيش، ودور اللواء (خليفة) حفتر في سلسلة القيادة لجيش ليبي موحد يكون مسؤولا عن جميع البلاد. هذه هي الأسئلة التي يجب أن يقرر الإجابة عنها الليبيون أنفسهم لا الأمم المتحدة، ولكننا نقوم بعملية الوساطة وبمناقشتها مع الدول المجاورة والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.

image
أخبار الأمم المتحدة: كيف تقيم الوضع في ليبيا منذ توقيع الاتفاق السياسي منذ أكثر من عام؟

مارتن كوبلر: كان الاتفاق السياسي مفيدا جدا لإخراج البلاد من الحرب الأهلية، ولا يمكن أن أتحدث الآن عن حرب أهلية متكاملة. كان 2016 العام الذي تم فيه توحيد الموقف. إن الوضع بعيد عن كونه مرضيا ولكن على الأقل هو موحد وانخفض فيه مستوى العنف، ولكن لا يمكن مقارنته بغيره من الأوضاع في الأقاليم الأخرى حيث تستخدم القذائف. هذا لا يحدث هناك. ومع ذلك لا توجد سلطة لدولة مسؤولة ولا يوجد جيش ليبي موحد ولا شرطة قوية تضمن الأمن للشعب الليبي.

image
أخبار الأمم المتحدة:  ما مدى فعالية جهود الدول المجاورة في جلب جميع أطراف الصراع معا لحل المأزق السياسي الليبي؟

مارتن كوبلر: أعتقد أنه من الضروري أن يتحدث الجميع بنفس الصوت، جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. الدول المجاورة بشكل خاص لديها اهتمام كبير بألا يتسرب الخطر في ليبيا إلى دولها، مثل خطر الإرهاب، وخطر الهجرة بالنسبة للأوروبيين. لهذا السبب، من الأهمية بمكان أن يقفوا معا وأن يقوموا بتطوير استراتيجية مشتركة على أساس الاتفاق السياسي.

وأنا مسرور أنه وفي خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية، كان هناك إجماع متزايد على كل من تعديلات الاتفاق السياسي الليبي أو بالنسبة للدول المجاورة للقيام بجهود كبيرة من أجل التوصل إلى اجماع لتدعيم الموقف، ولدعوة البرلمانيين ودعوة السياسيين لدولهم، من أجل نفس الرسالة وهي تحقيق السلم والأمن والرخاء في ليبيا.

أخبار الأمم المتحدة: هل ترى اتفاقا بين جميع الأطراف السياسية في المستقبل القريب؟

مارتن كوبلر: أرى بوضوح تحولا في الرؤى، لا يعد ذلك اتفاقا، فلن يكون هناك إجماع حقيقي كما لا يوجد إجماع حقيقي بين أي من الدول الأعضاء في أية تطورات سياسية مهمة، ولكن ليحدث تغيير في الرؤى وعملية شاملة، من الأهمية وجود محاورين من الشرق والغرب والجنوب، ونحن نقضي وقتنا مع شركائنا الدوليين لإيصال الرسالة. عام 2017 يجب أن يكون عام اتخاذ القرارات وليس المحادثات. ونحن نعمل من أجل شعب ليبيا وليس لصالح أشخاص على حساب غيرهم.

image
أخبار الأمم المتحدة: هل هناك أية مناقشات بشأن رفع الحظر على الأسلحة؟

مارتن كوبلر: في الواقع المناقشات مستمرة، ويوجد الحرس الرئاسي الذي تكون الآن في طرابلس، وكل من  يعترف بالقيادة العليا للجيش يمكن أن يقدم للجنة العقوبات للأمم المتحدة طلب إعفاء من حظر الأسلحة، وهذا القرار يعود لها. ونحن نتعاون عن قرب مع كل من لجنة العقوبات والقيادة العليا للجيش للمساعدة أو على الأقل لتقديم الأوراق المناسبة للجنة.

image
أخبار الأمم المتحدة: الاجتماع الذي عقد في مالطا من قبل زعماء الاتحاد الأوروبي مؤخرا، ركز على وجه الخصوص على تدفق الناس من وسط أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى عبر ليبيا. هل تعتقد أن ليبيا مستعدة لحل قضية الهجرة لديها وتنفيذ سياسات في هذا الصدد؟

مارتن كوبلر: ليبيا كانت دائما دولة للمهاجرين. حتى وقت (معمر) القذافي كان هناك نحو مليوني مصري قد هاجروا إلى ليبيا ويعملون هناك. ما يقلق المجتمع الدولي وخاصة الأوروبيين هو الهجرة غير المنتظمة، المهاجرون الذين يأتون من وسط الصحراء الكبرى وأيضا من اثيوبيا وإريتريا وغيرها، حيث يعبرون الصحراء للوصول إلى شواطئ ليبيا ثم يذهبون إلى إيطاليا قد لقي الكثيرون حتفهم، وقد لقي العام الماضي نحو أربعة آلاف شخص مصرعهم نتيجة الغرق في البحر الأبيض المتوسط وهناك العديد ممن لقوا حتفهم في الصحراء أيضا، وهذا أمر يجب أن ينتهي، ويجب أن يتم القضاء على عمليات الاتجار بالبشر. ليس فقط بالنسبة للأوربيين الذين كانوا ضحايا الهجرة غير المنتظمة ولكن بالنسبة لليبيين أيضا.

مصدر الصورة