منظور عالمي قصص إنسانية

فعالية في الأمم المتحدة لإحياء الذكرى العشرين لإنشاء ولاية الممثل الخاص المعني بالأطفال والنزاع المسلح

فعالية في الأمم المتحدة لإحياء الذكرى العشرين لإنشاء ولاية الممثل الخاص المعني بالأطفال والنزاع المسلح

تنزيل

أعربت ليلى زروقي الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح عن امتنانها لما قام به مكتبها في العمل من أجل الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة وحمايتهم بالتعاون مع المجتمع الدولي على مدى عشرين عاما.

جاء ذلك في حوار مع موقع (أخبار الأمم المتحدة)، بمناسبة انعقاد فعالية في مقر الأمم المتحدة اليوم، إحياء لذكرى مرور عشرين عاما على إنشاء ولاية الممثل الخاص للأمين العام المعني بالأطفال والنزاع المسلح.

وكانت الجمعية العامة قد أنشأت في الثاني عشر من كانون الأول ديسمبر 1996  ولاية تكرس فيها جهود حماية الأطفال المتأثرين بالصراعات بشكل أفضل، حيث أوصى القرار بتعيين ممثل خاص يعنى بأثر النزاع المسلح على الأطفال وأن يكفل توفير الدعم اللازم للممثل الخاص من أجل الاضطلاع بولايته بصورة فعالة.

المزيد فيما يلي:

السيدة ليلى زروقي، كيف تقيمين عمل ولاية مكتب الممثل الخاص خلال عشرين عاما؟

ليلى زروقي: إذا أردنا أن نقيّم هذه الولاية، فنحن نقيمها بمدى اهتمام ومدى علم الجميع بما يحدث للأطفال في النزاعات المسلحة. أعتقد  أن أحدا لا يستطيع أن يدعي أنه لا يعلم ما يصيب الأطفال في النزاعات المسلحة، مثل التجنيد والقتل والتشويه والاعتداء على المدارس والمستشفيات ومنع وصول الإغاثة، كل هذا واضح في كل النزاعات التي نتكلم عنها.

ولم يكن هذا دائما موجودا بل وجد لأن الفرصة قد أعطيت لنا لنكون الصوت الذي يوصل آلام وأحزان الأطفال في العالم مع كل من يعملون معنا في الميدان، سواء في الدول التي تعاني من الصراع المسلح أو الأماكن التي نقوم فيها بإعلاء صوت الأطفال.

الأمر الهام الذي حققناه خلال عشرين عاما، هو العمل مع كل من وضع يده معنا وفتح لنا المجال، بفضل قرار الجمعية العامة والآليات التي وضعها مجلس الأمن وتجاوب المجتمع المدني معنا وحتى الأطراف المتصارعة.

لقد وجدنا بعد عشرين عاما أن هناك  115 ألف طفل تم إخراجهم وتسريحهم من الجماعات والجيوش التي كانت تستخدمهم، ونحن نتحدث عن العدد الذي تحققنا منه.

كل المبادرات التي اتخذت تهدف لوضع حد للانتهاكات التي تخص الأطفال، كما وضعنا دولا على قائمة الأمين العام لارتكابها واحدة من خمس جرائم تتعلق بالانتهاكات ضد الأطفال، كما لدينا 27 خطة عمل لوضع حد للانتهاكات، وتم توقيع هذه الخطط وتنفيذ عدد كبير منها بمساعدة اليونيسف والأطراف الأخرى.

لقد حققنا نتائج تسمح لنا بالقول لكل من يعتدي على الأطفال إن هذا شيء غير مقبول سواء من المجتمع الدولي أو المجتمع المحلي.

image
سؤال: ما التحديات التي تواجهونها في تنفيذ ولاية المكتب والعمل من أجل الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح؟

ليلى زروقي:  أعتقد أن أكبر التحديات التي نواجهها اليوم، هو العدد الهائل من الصراعات وتعقيدها، حيث هناك صراعات طويلة الأمد فشلنا في حلها وهناك صراعات جديدة ومنها التي تطال العدد الكبير من الأشخاص وتحدث في المناطق الآهلة بالسكان. كما توجد صراعات امتدت إلى عدة مناطق ودول وهناك تحالفات تحارب في دولة أو أكثر من دولة وغيرها.

الأطفال يعانون ليس فقط لأنهم موجودون في بؤر الصراع ولكن لأنه يتم استخدامهم كهدف ووسيلة ونتيجة، حيث يقتلون ويتم استخدامهم لارتكاب الفظائع وغير ذلك.

والتحدي يكمن عندما لا تود الأطراف المتصارعة التجاوب ولا التفاوض، وعلى الرغم من أن الخطر كبير فإن كثيرا من الناس يهتمون بإيجاد الحلول.

وهناك تحديات التمويل، حيث إن العدد الهائل الذين خرجوا مع أهلهم أو بدونهم مع الأخطار التي تواجههم، يحرمون من الدراسة وهناك إشكالية صعوبة إدماجهم في المجتمعات، كل هذا يؤدي إلى صعوبة التكفل بكل تلك المسؤوليات بسبب نقص التمويل والبرامج التي تستوعب العدد الكبير من الأطفال.

كل هذه التحديات يجب مواجهتها لأنه ليس لدينا بديل، فالأطفال هم مستقبل الأمة ويجب أن نستمر في العمل.

image
سؤال: ماذا يمكن أن يقوم به الناس للمساعدة في هذا الشأن؟

ليلى زروقي: أعتقد أننا لن نستطيع أن نحل المشكلة من خلال عمل مؤسسات الأمم المتحدة فقط، الذي يستطيع أن يعمل هو المجتمع، والذي يستطيع أن يغير هي الدول والأطراف المتصارعة، فكل الأطراف بالإضافة إلى المجتمعات المدنية والجمعيات الدينية والقادة وكل إنسان يمكن أن يكون له دور في إظهار خطورة إدماج وإدراج الأطفال في الصراع.

نحن نقول للجميع والأطراف المتصارعة ومن له تأثير على تلك الأطراف من دول ومن جماعات، إنهم يمكن أن يساهموا عن طريق رفع الشرعية عن أي انتهاك ضد الأطفال، وثانيا في المساهمة في الحلول البديلة بحماية الأطفال وفي مساعدة الدول الراغبة في التكفل بهذه المسألة.

وسنكون دائما موجودين من أجل مواصلة العمل وإيصال صوت الأطفال المتأثرين في النزاعات المسلحة في كل مكان.

مصدر الصورة