منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تساعد أطفال العراق على التعافي من فظائع داعش

اليونيسف تساعد أطفال العراق على التعافي من فظائع داعش

تنزيل

على مدى عامين شهد الآلاف من أطفال العراق أعمالا وحشية ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بعد اجتياحه لمناطق واسعة في شمال العراق.

تركت هذه الفظائع جروحا عميقة في نفوس هؤلاء الأطفال، قد يستغرق التعافي منها أعواما.

في هذا التقرير نتعرف على قصة أحد هؤلاء الصبية.

بعد أن اجتاح تنظيم داعش أجزاء واسعة في شمال العراق، صدم أفراد التنظيم العالم بارتكابهم للعديد من الفظائع بحق المدنيين هناك، واستخدامهم أساليب بغيضة لتصفية رجال الأمن العراقيين.

ولكن صدمة أطفال العراق كانت أكبر من أي صدمة أخرى، فقد شهدوا تلك الأعمال الوحشية بأم أعينهم.

مثل الصبي أحمد البالغ من العمر أحد عشر عاما، الذي كان شاهدا على قطع رأس والده من قبل التنظيم.

"في البداية عندما وصل تنظيم داعش، طلبوا منا أن ندلهم على ضباط الشرطة في المدينة حتى يتمكنوا من دفع الرواتب لهم. اعتقدت أنهم كانوا صادقين فأخذتهم إلى والدي. عندما وصلنا إليه قطعوا رأسه. بعد ذلك، ذهبوا إلى قريتنا وبدأوا في إلقاء القبض على مزيد من الناس وجلدهم وقطع رؤوسهم."

فر أحمد من بلدته في شمال العراق ووصل إلى مخيم للنازحين بالقرب من أربيل، حيث يتلقى الآن العلاج النفسي في مركز للشباب في المخيم.

وبعد أن طردت القوات العراقية التنظيم من العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها، غادرت والدة أحمد مع من غادر من أفراد التنظيم، وبذلك أصبح أحمد يتيما.

"بقيت والدتي معي حتى اتممت عامي السابع. ثم تركتني بعد أن تزوجت. كانت تزورني يوميا. ولكن عندما غادر داعش، ذهبت معهم. نحن جئنا إلى هنا وهي غادرت مع داعش."

ويقوم مركز "أرض الإنسان" الذي تدعمه منظمة اليونيسف وعدد آخر من المنظمات الدولية، بمساعدة الأطفال على التعافي من التجارب المدمرة التي مروا بها أثناء الصراع، كما قال عبد الواحد عبد الله، الأخصائي النفسي والمنسق بالمركز:

"في الحقيقة الشباب هنا في المركز يعانون من العديد من المشاكل النفسية. على سبيل المثال، يعانون من أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة. البعض منهم مصاب بالتبول اللا إرادي. وكثير منهم يعانون من الخوف الزائد واضطرابات النوم."

ويعيش حاليا 25 صبيا في مركز الشباب في حين يواظب 45 آخرون من المقيمين في المخيم على الأنشطة اليومية بالمركز.

image
ويحلم أحمد بالمضي في خطى والده الراحل حتى يوفر الأمن للمدنيين:

"عندما أتخرج سوف أصبح شرطيا. كان والدي رجل شرطة وأود أن أكون كذلك أيضا."

وحتى الآن، تلقى أكثر من ثلاثمئة فتى وفتاة المساعدة منذ افتتاح المركز في الصيف الماضي.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، شرد الصراع في العراق أكثر من ثلاثة ملايين شخص حاليا في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك 130 ألف شخص فروا من الموصل منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة في أكتوبر 2016.

مصدر الصورة