منظور عالمي قصص إنسانية

أنطونيو غوتيريش يؤكد التزامه بإحداث طفرة في الدبلوماسية من أجل السلام

أنطونيو غوتيريش يؤكد التزامه بإحداث طفرة في الدبلوماسية من أجل السلام

تنزيل

شدد أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة المكلف على أهمية إحداث طفرة في الدبلوماسية من أجل السلام في الفترة المقبلة، وأكد أنه سيكون وسيطا نزيها للتقريب بين مزيد من الدول. وألمح إلى أنه قد يعين امرأة في منصب نائب الأمين العام.

جاء ذلك في حوار أجراه "موقع أخبار الأمم المتحدة" مع غوتيريش فور تعيينه أمينا عاما للمنظمة الدولية لتبدأ مهام منصبه في الأول من يناير كانون الثاني عام 2017، لمدة خمس سنوات.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي أهم أولوياتك بعد أن تتولى منصبك في شهر يناير؟

أنطونيو غوتيريش: قبل أن أجيب على سؤالك، وبما أننا نتحدث مع وسيلة إعلام تابعة للأمم المتحدة أود أن أعرب عن تضامني العميق مع جميع موظفي الأمم المتحدة. لقد سعدت بأن أكون زميلا لهم خلال عشر سنوات عملت فيها مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأسعد باحتمال أن أكون زميلا لهم مرة أخرى بدءا من الأول من يناير كانون الثاني. وأود القول إنني أتطلع إلى العمل مع جميع موظفي الأمم المتحدة بكل مكان في العالم.

والآن عودة إلى سؤالك، أعتقد أن أول الأولويات تتعلق بالسلام. إن انعدام السلام هو أكبر مشكلة نواجهها في العالم اليوم. لقد شهدنا تضاعف الأزمات الجديدة، فيما تتواصل أزمات الماضي سواء في الصومال أو أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية. لقد تغير العالم، هناك شعور بأن الإفلات من العقاب سائد وبأن المجتمع الدولي فقد معظم قدرته على منع الصراعات وحلها. لذا سيكون إحداث طفرة دبلوماسية من أجل السلام أولويتي. أعلم أن ذلك الأمر يعتمد كثيرا على الدول الأعضاء، وأن للأمين العام قدرة محدودة على ذلك، ولكنني أتمنى من خلال العمل كمحفز ووسيط نزيه أن أجمع بين مزيد من الدول الأعضاء، ولنتفهم أن الحروب في عالم اليوم أصبحت أكثر ضراوة كما أصبحت معاناة الناس مروعة. والأسوأ من ذلك فإن أثر هذه الحروب على أمننا الجماعي أصبح خطيرا للغاية، وقد حان الوقت لأن تجتمع معا كل أطراف النزاع والجهات المتمتعة بنفوذ عليها، وأن تتفهم أن المصلحة المشتركة للأمن الدولي أكثر أهمية من الانقسامات الوقتية بينها.

أخبار الأمم المتحدة: هل ترى علاقة مترابطة بين المشاكل التي تواجه العالم اليوم؟

أنطونيو غوتيريش: من الواضح أن كل ذلك مرتبط ببعضه، وأن حدوث قفزة في الدبلوماسية من أجل السلام أفضل طريقة للحد من المعاناة الإنسانية بكل أبعادها، وبالطبع البعد المتعلق باللاجئين هو أحد أكبر تلك الأبعاد.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي أكبر التحديات أو أكثر ما يقلقك في منصبك الجديد؟

أنطونيو غوتيريش: أعتقد أن التحدي الرئيسي في الوقت الراهن هو ضمان أن نكون أكثر فعالية في مجال الدبلوماسية من أجل السلام، وهناك أيضا تحديات هائلة بالنسبة لإصلاح المنظمة لجعلها أكثر فعالية وقدرة على تقديم نتائج للناس الذين نرعاهم بأنحاء العالم. هناك تحديات تتعلق بضمان التطبيق الفعال للإنجازات المهمة التي تحققت، ويعود الفضل فيها إلى حد كبير لمبادرات الأمين العام بان كي مون وبالتحديد أجندة التنمية المستدامة 2030 واتفاق تغير المناخ. وهناك أيضا تحديات تتعلق بالتعامل مع حقوق الإنسان باعتبارها مسؤولية مشتركة للبشر والدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

أخبار الأمم المتحدة: للمرة الأولى في عملية اختيار أمين عام الأمم المتحدة تقدمت عدة مرشحات وتم النظر في ترشيحاتهن بجدية، كيف ترى دور النساء في المناصب العليا بالمنظمة؟

أنطونيو غوتيريش:  أدرك تماما القيمة الرمزية لتعيين سيدة أمينة عامة للأمم المتحدة أو رئيسة لأية دولة حول العالم، ولكنني لا أستطيع فعل شيء حيال ذلك فلستُ امرأة، ما أستطيع فعله هو: أولا التأكد من أن يكون تمكين وحماية النساء والفتيات أولوية مركزية في كل ما نفعله حول العالم، وثانيا: بالنسبة للعمل داخل المنظمة أن نضمن التكافؤ بين الرجال والنساء في جميع المستويات في أقرب وقت ممكن في المستقبل. لا أستطيع فعل شيء بشأن نوع جنسي، ولكن أستطيع أن التزم بقوة بالمساواة بين الجنسين في كل ما يتعلق بالأمم المتحدة.

image
أخبار الأمم المتحدة: هل يعني ذلك أنك قد تنظر في تعيين سيدة في منصب نائب الأمين العام؟

أنطونيو غوتيريش: أعتقد أنها ضرورة قصوى، التكافؤ يعني إذا كان الأمين العام امرأة فيجب أن يكون النائب رجلا، وإذا كان الأمين العام رجلا فيتعين أن تشغل امرأة منصب النائب.

أخبار الأمم المتحدة: لقد شغلت منصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين لمدة عشر سنوات، كيف ستستغل هذه الخبرة في ولايتك الجديدة؟

أنطونيو غوتيريش: شعرت بالقلق البالغ في الفترة الأخيرة بسبب التدهور الخطير لحماية اللاجئين في العالم، والمستوى العالي من العداء عبر النهج الشعبوي والكاره للأجانب في كثير من بلدان العالم فيما يتعلق بالهجرة. آمل أن تساعد قمة الأمم المتحدة الأخيرة التي عقدت حول اللاجئين والمهاجرين في تغيير هذه الاتجاهات، وسأفعل أقصى ما يمكن للمساهمة في ذلك، وللتعامل مع حماية اللاجئين باعتبارها مسؤولية دولية. لا يتعلق الأمر فقط باتفاقية اللاجئين، ولكن حماية اللاجئ متجذرة في كل الثقافات والأديان في كل مكان في العالم. نرى ذلك في الإسلام والمسيحية، نرى ذلك في أفريقيا، ونراه في أديان أخرى مثل البوذية والهندوسية، هناك التزام قوي بحماية المدنيين. ستكون أولوية بالنسبة لي، أن تتضامن الدول بشكل كامل مع من يحتاجون الحماية، من الفارين من الصراعات المروعة التي نشهدها، وأيضا أن تنظر الدول إلى الهجرة من منظور إنساني وأن تقر بأن الهجرة جزء من حل المشاكل الدولية، ولكن الهجرة تحتاج إلى تنظيم فعال وأن تقوم على التعاون بين الدول بدلا من أن يترك الناس للموت أثناء الرحلات الخطرة للهجرة، وليزدهر ويتكسب المهربون والمتاجرون بالبشر والعصابات الإجرامية بسبب عدم وجود تعاون فعال بين دول المنشأ والعبور والمقصد.

مصدر الصورة