ما الذي يعزز انتشار رهاب الأجانب في وسائل الإعلام وكيف يمكن تداركه؟
بمناسبة افتتاح الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة، عقد ممثل الأمم المتحدة السامي لتحالف الحضارات، ناصر عبد العزيز النصر، فعالية هامة حول "مكافحة لغة كراهية الأجانب في وسائل الإعلام، وتعزيز التكامل الشامل للمهاجرين واللاجئين".
ويأتي ذلك بالتوافق مع مبادرة #SpreadNoHate التي أطلقها مؤخرا من أجل تعزيز التسامح وتقريب وجهات النظر بين مختلف الفئات المجتمعية.
في التقرير الذي أعدته الزميلة مي يعقوب تستمعون إلى أبرز ما جاء على لسان المشاركين في هذا الحدث.
مع ارتفاع عدد الفارين من الفقر والحروب والاضطهاد، ارتفع بشكل حاد خطاب الكراهية ضد اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين في وسائل الإعلام بجميع أنحاء العالم.
ناصر عبد العزيز النصر، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، أكد أن نشر مثل تلك الروايات السلبية تجاه المهاجرين واللاجئين، يؤثر بشكل كبير على النظرة إلى هؤلاء السكان، ويعوق اندماجهم في المجتمعات المضيفة.
جاء ذلك في حدث تحت عنوان "مكافحة لغة كراهية الأجانب في وسائل الإعلام، وتعزيز التكامل الشامل للمهاجرين واللاجئين"، على هامش افتتاح الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

جماعات ومسؤولون نافذون في المجتمع ساهموا في نشر هذه الأفكار، كما قال ناصر عبد العزيز النصر، ولكن ما السبب الذي يحدو بالناس إلى تصديق تلك الروايات والمفاهيم الخاطئة؟
الجواب فيما يلي:
"في الوقت نفسه، فإن عددا متزايدا من الحكومات يدعم إجراءات قاسية تستهدف مجتمعات المهاجرين واللاجئين تلك. كما أن شعبية الأحزاب والمرشحين السياسيين المعاديين للمهاجرين آخذة في الارتفاع. وراء هذه الظاهرة هو الخوف: الخوف من أن تختفي الهويات الوطنية عبر التنوع المتزايد. الخوف من التطور الطبيعي لمجتمعاتنا الحديثة نحو تعدد الثقافات واللغات."
والحدث الذي شارك في تنظيمه كل من مكتب تحالف الحضارات والاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة وبعثة مالطا الدائمة لدى الأمم المتحدة، جمع حشدا هاما من الدبلوماسيين والمسؤولين الأمميين، من بينهم السفير كارميلو إغوانيز، الممثل الدائم لجمهورية مالطا لدى الأمم المتحدة، والذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية في كانون الثاني/يناير المقبل.

"تطوير هذا البرنامج انطوى على تحديد القضايا الرئيسية وكذلك العمل على اعتماد سياسة فعالة. سياسة تحتوي على نهجين محوريين: من ناحية، مكافحة رهاب الأجانب، ومن ناحية أخرى اعتماد وتعزيز مجتمع شامل. وهذه أعمدة أساسية لتعزيز قدرات شعبنا على العيش معا باحترام متبادل وكامل، ولتعزيز التعددية والتنوع، وتعزيز التضامن وتمكين المهاجرين من المشاركة بالكامل في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية."

وأوضح قائلا:
"علينا أن نتخلص من الصور النمطية التي تقول إنهم يجلبون الجرائم والأمراض وإنهم هنا لاستغلال خدماتنا العامة- - قد يكون الأمر كذلك، ولكن اسألوا أنفسكم ما الذي سيفيد المصلحة العامة؟ هل تريدون مهاجرين غير أصحاء أم تريدون أن تقدموا لهم الرعاية الصحية؟ هل تريدون أطفالا مهجرين غير مثقفين؟ أم تريدون أطفالا يكبرون ويساهمون في المجتمع؟ إذا، غيروا هذه السردية!"

"يجب علينا أيضا أن نبذل المزيد من الجهد لضبط الواقع مباشرة وتحدي التصورات الخاطئة وتغييرها، وأحيانا تغيير تصورات التصورات. غالبا ما ينبع الخوف من وقائع غير صحيحة، ولا سيما في هذا السياق (سياق الهجرة واللجوء). وفي هذا الإطار تلعب وسائل الإعلام واللغة المستخدمة فيها دورا هاما. الكلمات تؤثر، وقصص تؤثر. القصص التي نراها ونسردها واللغة التي نستخدمها ونختارها للحديث عن الهجرة واللاجئين، تؤثر."
وكان مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات قد أطلق مبادرة #SpreadNoHate ، التي تهدف إلى مكافحة كراهية الأجانب والعنصرية وخطاب الكراهية. وتساهم مبادرة #SpreadNoHate أيضا بتغيير المفاهيم والتصورات الخاطئة حول اللاجئين والمهاجرين من خلال الانخراط في حوار حول اللغة البغيضة، لا سيما مع وسائل الإعلام، وتقديم سرد إيجابي لرفض الخطاب الذي يميز ضد هذه الفئة من السكان.