منظور عالمي قصص إنسانية

حالات الصراع تزيد من ضعف الناس، لا سيما النساء والفتيات، تجاه آفة الاتجار

حالات الصراع تزيد من ضعف الناس، لا سيما النساء والفتيات، تجاه آفة الاتجار

تنزيل

نشرت جامعة الأمم المتحدة (UNU) تقريرا تحت عنوان "مكافحة الاتجار بالبشر في الصراع: عشر أفكار لمجلس الأمن"، تدعو فيه المجلس المؤلف من خمسة عشر عضوا إلى وضع خطة حاسمة لحماية المشردين بسبب الصراع من الاتجار والاستعباد الجنسي، خاصة النساء والفتيات.

المزيد في التقرير التالي:

أصدرت جامعة الأمم المتحدة (UNU) وبدعم من حكومتي المملكة المتحدة وليختنشتاين، تقريرا مفصلا يقدم أفكارا لاتخاذ إجراءات من جانب مجلس الأمن وقطاعات المالية والتكنولوجيا والتوظيف لمكافحة الاتجار بالبشر في الصراع في عالمنا اليوم.

وفي مؤتمر صحفي عقد بالمقر الدائم لإطلاق التقرير أعلن ماثيو رايكروفت، الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، أن هناك 45.8 ملايين نسمة يعيشون في ظل العبودية الحديثة، مؤكدا أنه لا توجد دولة محصنة تجاه هذه الجريمة الدولية.

المندوب البريطاني أشار إلى أن العبودية الحديثة عابرة للحدود الوطنية، داعيا البلدان إلى العمل معا للتصدي لها على الصعيدين المحلي وفي عمليات مشتركة في جميع أنحاء العالم:

image
"نعلم أيضا أن الصراع يخلق بيئة يمكن أن تزدهر فيها أسوأ العناصر. فداعش يقود حملة من أعمال العنف والإرهاب في سوريا والعراق، ويقوم بفظائع مروعة ضد الفئات المجتمعية بما في ذلك المسلمون والإيزيديون والمسيحيون. بوكو حرام تستغل عدم الاستقرار الناتج عن الصراعات لاستعباد الناس. حالات الصراع تزيد من ضعف الناس، لا سيما النساء والفتيات، تجاه الاتجار. كما أن الجهات الفاعلة المسلحة تتاجر بالمدنيين لتشكل قاعدة لقواتها، بما في ذلك تجنيد الأطفال والعمل المنزلي والاستعباد الجنسي."

ومؤكدا أن الاتجار بالبشر ليس مجرد أزمة حقوق الإنسان، ولكن أيضا "واحدا من أكبر نماذج الأعمال غير القانونية الموجودة في العالم"، قال مندوب ليختنشتاين الدائم، كريستيان ويناويسر، إن هذ المشكلة بحاجة إلى معالجة فورية، خاصة وأنها متصلة جدا بالصراعات المسلحة:

image
"نعتقد أن بعض المجموعات لا سيما تلك التي أشار إليها ماثيو، تستخدم هذا كأداة لتحسين اقتصادهم السياسي الإرهابي. ونعتقد أنه يستحق النظر فيه بشكل دقيق، ونعتقد أيضا أن هناك إمكانية، وطنيا، لتقديم الكثير من الخبرة فيما يتعلق بقضية التدفقات المالية، ومسألة تقاسم البيانات واحتمالات التحقيقات المالية من أجل وقف وتعطيل هذا النوع من الشبكات."

وردا على سؤال فيما يتعلق باعتقال أكثر من خمسة آلاف إيزيدي لدى داعش ودور وسائل الإعلام الاجتماعي في هذا الموضوع، قال جيمس كوكاين، رئيس مكتب جامعة الأمم المتحدة في نيويورك:

image
"بالتأكيد هناك أدلة قوية على أن وسائل الإعلام الاجتماعية تُستخدم لتجنيد أو تجارة واستعباد الإيزيديين وغيرهم من الناس. وقد استخدم تطبيق ال WhatsApp مؤخرا في قضية متاجرة بالنازحات السوريات في لبنان. نحن نعرف أن بعض هذه الشركات تقوم بالفعل بمعالجة مسبقة لهذه المشكلة. على سبيل المثال، عندما حاول عنصر من داعش مؤخرا تجارة واستعباد النساء، تم حذف تلك المعلومات في غضون ساعات."

هذا وأشار كوكاين إلى ما يمكن لقطاعات التكنولوجيا أن تفعله إذا ما أتيحت لها الإرشادات التنظيمية المعتمدة من قبل الدول الأعضاء. وفي هذا السياق دعا مجلس الأمن إلى توفير الإجراءات الواجبة، في العمل مع تلك القطاعات لتوفير تلك الإرشادات.

وتقرير "مكافحة الاتجار بالبشر في الصراع: عشر أفكار لمجلس الأمن"، يحدد أيضا الخطوات التي يمكن من خلالها لموظفي الأمم المتحدة في مناطق الصراع أن يرفعوا من نسبة الحماية للضحايا المحتملين، وخاصة أولئك الذين شردوا بسبب النزاع.

مصدر الصورة