منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول أممي يدعو إلى وقف القتال في جنوب السودان

مسؤول أممي يدعو إلى وقف القتال في جنوب السودان

تنزيل

دعا ستيفن أوبراين، منسق الشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، جميع الأطراف المسلحة في جنوب السودان، إلى وضع أسلحتها جانبا، ومعالجة الإفلات من العقاب، والسماح للمدنيين بالعيش في سلام.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في الأمم المتحدة، عقب زيارة قام بها لجنوب السودان استمرت لمدة ثلاثة أيام.

أوبراين الذي زار ولايتي واو وأويل، والتقى بالنازحين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد للاستماع عن كثب إلى قصصهم، أشار إلى أن الحالات التي شاهدها هناك هي إشارة واضحة للمصير المدمر الذي حل بهذا البلد.

التفاصيل فيما يلي:

"لأكن واضحا: لا يفر الناس في جنوب السودان من منازلهم لمجرد حاجتهم إلى الغذاء والمأوى والرعاية الطبية والمدارس لأبنائهم. إنهم يفرون خوفا على حياتهم - تماما كما كنت أنا أو أنت سنفعل إذا ما واجهنا نفس التهديد البشع. لذلك يجب علينا حمايتهم، ويجب علينا إنقاذ حياتهم من خلال توفير الغذاء والماء والرعاية الطبية والمأوى."

هذا ما أكد عليه ستيفن أوبراين، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ، في مؤتمر صحفي عقد بنيويورك بعد زيارة قام بها إلى جنوب السودان، شاهد فيها عن كثب الأزمة الإنسانية الهائلة والمعقدة التي تواجه شعب هذا البلد، وتداعيات القتال وأعمال العنف الأخيرة.

وقال أوبراين، إن شعب جنوب السودان قد عانى أكثر مما ينبغي، مؤكدا أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الدائر. وأضاف:

"كانت هذه زيارتي الثانية إلى جنوب السودان منذ توليت هذا المنصب في يونيو حزيران الماضي. للأسف، في العام الماضي، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، بما في ذلك في المناطق التي كانت مستقرة نسبيا، ويسود التشريد والجوع الآن على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد."

وتوقف أوبراين خلال زيارته  في ولايتي واو وأويل، حيث التقى بالنازحين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد واستمع عن كثب إلى قصص حول محنتهم. وأشار إلى أن الحالات التي شاهدها في  واو وأويل هي إشارة واضحة للمصير المدمر الذي حل بهذا البلد، منذ آخر زيارة له. وأضاف:

"ذكرت لي نساء في واو كيف تعرضن للهجوم والتشريد عدة مرات. لقد تحدثت شخصيا مع ثلاث نساء ذكرن لي كيف يتم اغتصاب النساء والفتيات، وقتل الرجال والفتيان، أو اختطافهم أو منعهم من طلب الحماية."

image
وأفاد أوبراين بأن ولايتي واو وأويل ليستا سوى غيض من فيض، مشيرا إلى مهاجمة المدنيين والتهجير القسري في جميع أنحاء البلاد، كما أن أكثر من مليوني شخص فروا من ديارهم منذ كانون الأول ديسمبر عام 2013، وشرد ما يقرب من 1.6 مليون شخص داخل جنوب السودان، وفر أكثر من 900 ألف شخص إلى البلدان المجاورة.

وخلال الشهر الماضي لجأ نحو سبعين ألف شخص إلى أوغندا. ويعاني نحو خمسة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد كما يعاني ربع مليون طفل من سوء التغذية الشديد. ومرة أخرى هذا العام يواجه جنوب السودان  تفشي وباء الكوليرا.

والتقى أوبراين خلال زيارته رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، وكبار المسؤولين الحكوميين، لمناقشة الأزمة الإنسانية الحادة والمتفاقمة.

وفي هذا الصدد، قال:

"أعربت بعبارات واضحة عن شعوري بالصدمة والفزع إزاء التقارير المروعة للانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين أثناء القتال في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك في جوبا. وعلى وجه الخصوص، أدنت أعمال العنف الجنسي المشينة ضد النساء والفتيات، بما في ذلك من قبل أفراد القوات المسلحة."

وشدد على الحاجة إلى منح المنظمات الإنسانية حرية الوصول الآمن ودون عوائق إلى جميع المحتاجين، أينما كانوا، واحترام  العاملين في المجال الإنساني وأصولهم، موضحا أن تواجد العاملين في المجال الإنساني في جنوب السودان لإنقاذ الأرواح وليس لأي سبب آخر.

وشكر المجتمع الدولي لدعمه السخي لجنوب السودان، مشيرا إلى أن الجهات المانحة  قدمت أكثر من نصف مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية هذا العام، إلا أنه ما زالت هناك فجوة في التمويل تبلغ أكثر من سبعمائة مليون دولار.

ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بعد الانتهاء من المراجعة في الأسابيع المقبلة لتعكس الاحتياجات التي جدت منذ بداية عام 2016.

مصدر الصورة