منظور عالمي قصص إنسانية

مشاريع صغيرة لتمكين اللاجئات السوريات والاستثمار في مستقبلهن

مشاريع صغيرة لتمكين اللاجئات السوريات والاستثمار في مستقبلهن

تنزيل

إحدى المسؤوليات الرئيسية التي تتضمنها أجندة العمل الإنساني هي الاستثمار في البشر، يعني ذلك ألا ينحصر الجهد الإنساني في تقديم المساعدات كي يشمل أيضا تطوير القدرات وتنمية المهارات.

على هامش القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني، في أواخر شهر مايو أيار بمدينة إسطنبول، عقد معرض شاركت فيه مختلف الجهات والمنظمات غير الحكومية من بينها منظمة "مشاريع صغيرة في إسطنبول" التي تديرها مجموعة من المتطوعين لمساعدة اللاجئين السوريين وخاصة النساء.

التفاصيل في تقرير ريم أباظة.

"أنا مروة، جئت من حلب من سوريا، قبل سنتين ونصف تقريبا".

بمدينة إسطنبول التركية التقينا السيدة مروة في معرض أقيم على هامش القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني.

مروة كانت مع مجموعة من السيدات السوريات اللاجئات، يستعرضن بفخر أعمالهن اليدوية من الحقائب الصغيرة إلى الحلي والمشغولات المطرزة.

"- أدوات بسيطة واستطعنا أن نعمل منها أشياء مفيدة.

- توجد حقائب وأساور. هذا من عمل يدي.

- أنا ريم شغلي في الخياطة والتطريز. كلها أشياء سورية ويحبها الجميع هنا.

- أعمل بالخياطة، هن يطرزن وأنا أحيك المشغولات، وتصبح حقيبة مثل هذه."

تقف وراء هذا الجهد جمعية "مشاريع صغيرة في إسطنبول" التي تعنى في الأساس بتعليم الأطفال، كما تقول لنا السيدة مروة.

"كان أولادي منقطعين عن الدراسة بسبب ظروف الحرب، عندما سمعت عن الجمعية، ألحقت أطفالي بها وهم في ثلاث مراحل تعليمية. وقد وجدت إفادة كبيرة وأشكرهم على جهودهم الكبيرة فيما يتعلق بتأمين المتطوعين من الأساتذة باللغات العربية والتركية والإنجليزية والألمانية، وأنشطة الموسيقى وغيرها من الأنشطة الترفيهية لإخراج الأطفال من الحالة النفسية التي انتابتهم بسبب ظروف الحرب."

بعد ذلك أنشأت الجمعية مشروع "شجرة الزيتون" علمت من خلاله السيدات مهارات جديدة لتعود عليهن بدخل يمكنهن من سد بعض احتياجات أسرهن.

وتقول شانون كاي من منظمة "مشاريع صغيرة" إن الهدف الرئيسي للمنظمة هو تنمية المجتمع من خلال التعليم ودعم سبل كسب الرزق.

"يتعلق الأمر بالاستثمار في الناس والمجتمع وإعطائهم الفرصة للاستثمار في أنفسهم وخاصة فيما يتعلق بالتعليم الرسمي، كما تتيح المنظمة فرصة الشعور بالاسترخاء والترحيب، ويوفر هذا مساحة لتحقيق الإمكانات ومن ثم يساهم الشخص في المجتمع، وبالتالي يحدث الأثر المضاعف."

image
شانون والعاملون معها في المنظمة متطوعون يقدمون وقتهم ومجهودهم من أجل خدمة الآخرين، ولكن العائد كبير كما تقول:

لا يوجد ما هو أهم في العالم من الاستثمار في بعضنا البعض. الآن في العالم تشهد المجتمعات أوضاعا تظهر بها احتياجات هائلة تتطلب الاستثمار فيها. ولكن أيضا هناك كميات كبيرة من الموارد المتاحة في المجتمع، لذا فإن الأمر يسهم في تحقيق الذات. إننا نستثمر في المجتمع ولكننا نأخذ عائدا كبيرا من ذلك."

كان المتضررون من الصراعات والكوارث في قلب فعاليات القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني. وقصة كل من هؤلاء السيدات كانت مطبوعة على حقائب وزعت على المشاركين في القمة، لتذكر العالم بأن اللجوء لم يكن خيارا وأن الصراع شتت شمل أسرهن، ولكنهن ما زلن متمسكات بالأمل كي تستمر الحياة ويتحقق المراد.

مصدر الصورة