منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير جديد لليونيسيف يوثق انتهاكات فظيعة ضد المراهقين العابرين إلى أوروبا من شمال أفريقيا

تقرير جديد لليونيسيف يوثق انتهاكات فظيعة ضد المراهقين العابرين إلى أوروبا من شمال أفريقيا

تنزيل

إذا حاولت الهرب، يطلقون النار عليك، إذا توقفت عن العمل يضربونك. كان ذلك مثل تجارة الرقيق تماما".

هذه شهادة من شهادات المراهقين التي وثقها تقرير اليونيسف الصادر اليوم الثلاثاء تحت عنوان: "خطر يكمن في كل خطوة على الطريق"، والذي يسلط  الضوء على المخاطر التي تواجه اللاجئين والمهاجرين المراهقين غير المصحوبين الفارين من شمال أفريقيا إلى أوروبا.

المزيد في تقرير مي يعقوب:

أكثر من تسعة من أصل 10 لاجئين ومهاجرين أطفال وصلوا إلى أوروبا هذا العام عبر البحر الأبيض المتوسط ، غير مصحوبين بذويهم.

الأمر الذي دفع منظمة اليونيسيف إلى التحذير من التهديدات المتزايدة التي تواجههم بما فيها سوء المعاملة والاستغلال وحتى الموت...

سارة كروو، المتحدثة باسم اليونيسف في جنيف، أوضحت خلال إطلاق التقرير الذي صدر تحت عنوان: "خطر يكمن في كل خطوة"، يوم الثلاثاء في قصر الأمم، أن هؤلاء المراهقين اضطروا لممارسة الدعارة، كما تم استغلالهم والاتجار بهم في كل خطوة على طريقهم نحو أوروبا:

"هؤلاء الأطفال يعتمدون بشكل عام على المهربين وعلى نظام معروف بـ "ادفع أثناء الرحلة" يعرضهم للاستغلال. العديد منهم كما تعلمون لا ينجون من الرحلة. وهؤلاء الذين يبقون أحياء، يختفون غالبا في مجال العمل القسري والدعارة أو الاعتقال."

image

وذكر تقرير اليونيسيف أن حوالي 7009 مراهقين غير مصحوبين قد عبروا من شمال أفريقيا إلى إيطاليا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، أي ضعف عدد العام الماضي من نفس الفترة.

سارة كروو أشارت إلى أن الطريق من شمال إفريقيا إلى أوروبا تشهد انتعاشا بالمقارنة مع الطريق من تركيا إلى أوروبا وذلك نتيجة الاتفاق الذي عقد مؤخرا بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وتقدم إيطاليا الحماية لجميع الأطفال الذين يبلغون شواطئها، وقد سجلت الحكومة الإيطالية أكثر من أحد عشر ألف طفل حتى الآن.

وذكرت المتحدثة باسم اليونيسيف  أن معظم الأطفال الذين التقاهم فريق اليونيسف في صقلية هم من اليافعين القادمين في المقام الأول من أفريقيا جنوب الصحراء، مشيرة إلى أن الشهادات التي جمعها الفريق لافتة جدا من أطفال يخبرون قصص معاناتهم:

"المجموعة المتنوعة من الشهادات في هذا التقرير تظهر على سبيل المثال فتاة صغيرة تعرضت للإساءة من قبل بوكو حرام. وهذه الفتاة كانت تلوذ بالفرار لتنجو بحياتها. هناك صبيان من غامبيا يبحثون ببساطة عن حياة أفضل. إذا، هناك أسباب مختلفة تدفع بهؤلاء الأطفال للشروع في هذه الرحلة. وهناك حاجة للمزيد من التحليل."

ومن بين الذين وثقت شهاداتهم، أيمامو البالغ من العمر ستة عشر عاما الذي قال إنه عمل في مزرعة بليبيا مع شقيقه التوأم لمدة شهرين ليدفع تكاليف الرحلة إلى المهربين. أيمامو ذكر أنه "إذا حاول الهرب، سيطلقون النار عليه ويموت. وإذا توقف عن العمل، يضربونه"، مشيرا إلى أن العمل كان تماما مثل تجارة الرقيق "، موضحا أنه "حاول مرة واحدة الاستراحة لمدة خمس دقائق، فضربه رجل بعصا. وبعد العمل، كانوا يحتجزونهم داخل المزرعة".

وفي هذا الإطار دعت اليونيسف في تقريرها على لسان سارة كروو جميع الدول بما فيها دول المنشأ والعبور إلى اتخاذ التدابير للحد من معاناة هؤلاء المراهقين:

"رسالتنا من خلال هذا التقرير، هي أنه مهما كان السبب الذي يدفع بهؤلاء الأطفال إلى ترك بلادهم، وبغض النظر عن المكان الذي يأتون منه، يحق لهم بالحماية، فهم مازالوا أطفالا. جميع الدول: تلك التي يتركونها وتلك التي يعبرون من خلالها، وتلك التي يستقرون بها، عليها واجب لحماية هؤلاء الأطفال. وهذا غالبا ما يتم نسيانه. وهذه الرسالة تتوجه أيضا إلى حكومات دول أفريقيا جنوب الصحراء. فيجب أن تتم مراقبة هؤلاء الأطفال، وحمايتهم والعناية بهم في كل خطوة من طريقهم."

[caption id="attachment_204696" align="aligncenter" width="352" caption="الصورة: اليونيسيف"]image ومع اقتراب فصل الصيف على البحر الأبيض المتوسط، قد تكون أحدث أرقام الأطفال الذين يعبرون الطريق الوسطى من البحر المتوسط ​​ مجرد غيض من فيض، وفقا لليونيسف.

فمازال هناك 235 ألف مهاجر في ليبيا. وعشرات الآلاف منهم،  أطفال غير مصحوبين من ذويهم.

ويبين التقرير المآسي التي يتعرض لها المراهقون خلال رحلتهم، بما فيها الاستغلال والعنف والتعذيب.

مصدر الصورة