وجد تقرير جديد أن العديد من الدول قد أصدرت قوانين تحمي الرضاعة الطبيعية، ولكنها في كثير من الأحيان ليست قوية بقدر ما ينبغي أن تكون. في الواقع، هناك العديد من الدول التي لم تصدر أية قوانين حتى الآن للحماية ضد تسويق بدائل حليب الأم.

المزيد في التقرير التالي:

توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بأن تتم تغذية الأطفال بلبن الأم فقط ولا شيء غيره في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.

غير أن تقريرا جديدا صادرا عن منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف وشبكة العمل الدولية لأغذية الرضع (إيبفان) أشار إلى أن وضعية القوانين الوطنية لحماية وتشجيع الرضاعة الطبيعية، غير كافية في معظم الدول، مما يؤثر على نسبة الرضاعة الطبيعية.

وفي مؤتمر صحفي عقد بجنيف، شدد الدكتور لورنس غرومير- سترون، من قسم التغذية والصحة والتنمية بمنظمة الصحة العالمية، على أهمية الرضاعة الطبيعية قائلا:

"الرضاعة الطبيعية مهمة جدا لصحة الأطفال. مهم بالنسبة لهم كأطفال وكلما تقدموا في السن، وللأمهات أنفسهن، لاقتصاديات الأسر، والمجتمعات ككل، وحتى بالنسبة للاقتصاد العالمي."

كما توصي منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، بعد الأشهر الستة الأولى، بمواصلة الرضاعة الطبيعية من الثدي مع إطعام الطفل أغذية أخرى كافية ومأمونة، حتى يكمل عامين أو أكثر.

ووفقا للتقرير فإن بدائل حليب الأم تمثل مجالا واسعا للأعمال التجارية، يحقق مبيعات سنوية تصل إلى خمسة وأربعين مليار دولار في جميع أنحاء العالم تقريبا. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بأكثر من خمسة وخمسين في المائة لتبلغ سبعين مليارا بحلول عام 2019.

غير أن الدكتور لورنس غرومير- سترون لفت الانتباه إلى الربح الذي يتأتى من الاستثمار في الرضاعة الطبيعية:

"بعض المزايا الاقتصادية للمجتمعات والحكومات في جميع أنحاء العالم، هي أن السكان الأكثر ذكاء والأكثر إنتاجية سيسهمون في الواقع بشكل أكبر في الاقتصاد العالمي. وتشير التقديرات إلى أنه يمكن كسب  حوالي ثلاثمائة مليار دولار في الاقتصاد العالمي، فقط من خلال رفع معدلات الرضاعة الطبيعية إلى مستويات عالمية."

أما عن عدم قدرة بعض الأطفال على تحمل لبن الأم لأسباب صحية، فأوضح الخبير بمنظمة الصحة العالمية:

"بالتأكيد هناك بعض الأطفال-نسبة صغيرة جدا من الأطفال- لا يمكن إرضاعهم طبيعيا، لسبب ما، وهؤلاء الأطفال في حاجة إلى بدائل حليب الأم. لذلك نحن لا نريد أن نقف في طريق منتجات حليب الأطفال. ولكن الطريقة التي يتم بها تسويق تلك البدائل تقف في طريق كل النساء اللواتي يمكن أن يقمن بالرضاعة الطبيعية. إذا، ما يفعله القانون، هو أنه يحدد قواعد معينة لكيفية تسويق بدائل لبن الأم، التي ينبغي أن تراقبها الحكومات وتنظمها."

وفي هذا السياق تدعو المدونة الدولَ إلى حماية الرضاعة الطبيعية من خلال وقف التسويق غير اللائق لبدائل لبن الأم.

كما تهدف إلى أن تستخدم بدائل لبن الأم بأمان عندما تدعو الحاجة لاستخدامها. وتحظر المدونة جميع أشكال الترويج للبدائل بما في ذلك الإعلان عنها، وتوزيع الهدايا على العاملين الصحيين وتوزيع عينات مجانية. وبالإضافة إلى ذلك، لا يجوز أن تحمل الوسومات على أغلفة المعلبات ادعاءات غذائية أو صحية أو تتضمن صوراً تمجد لبن الأطفال الصناعي. ويجب أن تشمل الوسومات تعليمات واضحة حول كيفية استخدام المنتج وتحمل رسائل حول تفوق الرضاعة الطبيعية على الألبان الصناعية والمخاطر المترتبة على عدم إرضاع الأطفال الحليب الطبيعي.