قال زيد رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان إن التقارير الأخيرة عن مقتل وإصابة المدنيين في سوريا، بما في ذلك قصف الأسواق والمنشآت الطبية، تكشف تجاهلا وحشيا لحياة المدنيين من قبل كل أطراف الصراع.

ونقلا عن المفوض السامي قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان.

"المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين يدق نواقيس الخطر، متحدثا عن التجاهل المتوحش لحياة المدنيين من كل الأطراف في سوريا. لم نشهد فقط ذلك الاعتداء المروع على مستشفى يوم الأربعاء والذي أدى إلى مقتل أكثر من خمسين شخصا من بينهم أطباء وممرضون ومرضى، ولكن ضرب مستشفى آخر في الجانب الحكومي من حلب بنيران المتمردين. كما تحدث هجمات على الأسواق في محافظة إدلب حيث قتل 44 شخصا في سوق للخضراوات بعد سقوط قنابل في أكثر الأماكن والأوقات ازدحاما."

وحث المفوض السامي كل الأطراف على التراجع عن خوض حرب كاملة. وفي حوار مع إذاعة الأمم المتحدة قال روبرت كولفيل إن مستوى العنف ارتفع إلى مستويات ما قبل اتفاق وقف الأعمال القتالية.

"هناك تقارير مقلقة للغاية عن وجود تعزيزات عسكرية، وخاصة حول حلب، تشير إلى وجود استعدادات لتصعيد القتال، وهذا سيناريو مقلق للغاية."

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن المدنيين مازالوا عالقين في المناطق المحاصرة بأنحاء سوريا، ويتعرض الكثيرون من المدنيين الأبرياء إلى خطر الموت جوعا في ظل الحرمان من الرعاية الصحية الملائمة.

وأشار إلى الوضع في بلدتي الفوعة وكفرايا خارج حلب، وقال إن سكان البلدتين يتعرضون لخطر الهجمات الانتقامية من جماعات المعارضة إذا انهارت اتفاقات الهدنة.

وفيما يصعب الحصول على معلومات من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، أعرب المفوض السامي عن القلق البالغ بشأن الادعاءات بوقوع ضحايا من المدنيين بسبب القصف الجوي.

وشدد زيد على ضرورة العمل بشكل عاجل، من جميع الأطراف، لضمان حماية المدنيين وحقهم في الحياة، وأهمية محاربة الإفلات من العقاب.

وشجع المفوض السامي المجتمع الدولي على معالجة معاناة الشعب السوري بعزيمة، قال إنها غابت منذ أمد بعيد.

وذكر أن اتفاق وقف الأعمال القتالية ومحادثات جنيف كانا الخيار الوحيد المطروح، محذرا من عواقب التخلي عن هذا الخيار الآن.