منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة بجنيف تعرض أفلاما تعبر عن واقع الشباب في مناطق الصراع

الأمم المتحدة بجنيف تعرض أفلاما تعبر عن واقع الشباب في مناطق الصراع

تنزيل

عرضت، مطلع الشهر الجاري بمقر الأمم المتحدة في جنيف، مجموعة من الأفلام القصيرة بتنظيم مشترك من دائرة الأمم المتحدة للإعلام ومهرجان جنيف للأفلام الشرقية ونادي الكتاب العربي بالأمم المتحدة.

اختيار الأفلام يهدف إلى تسليط الضوء على الأعمال الفنية من بلاد الشام، وأيضا عدد من البلدان الأخرى التي تمر، أو مرت، بصراعات، من منظور فني وإنساني، كما ذكر طاهر الحوشي المدير الفني لمهرجان جنيف للأفلام الشرقية.

المزيد في التقرير التالي.

سلسلة من الأفلام القصيرة، تتراوح مدتها بين دقيقة وخمس دقائق، من إخراج شباب سوريين لاجئين في لبنان، وكذلك شباب لبنانيين من أسر تمر بأوضاع صعبة.

معظم هذه الأعمال أنتجت في ورشة عمل فنية في وادي البقاع وبيروت، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبدعم من منظمة اليونيسيف.

image
طاهر الحوشي المدير الفني لمهرجان جنيف للأفلام الشرقية، تحدث في حوار مع دانيال جونسون من إذاعة الأمم المتحدة، عن الغرض من التركيز على أعمال من مناطق الصراع:

"ركزنا على كل البلدان التي مرت خلال الأعوام الأخيرة بمشاكل وعرفت عنها معلومات مؤسفة. الهدف من المهرجان هو إلقاء نظرة أخرى على هذه البلدان، نظرة فنية، نظرة واقعية إنسانية. لأن الكثير من وسائل الإعلام تتناولها من زاوية إيدولوجية خاصة. مهرجان الفيلم الشرقي يريد أن يتناول هذه المنطقة عبر زاوية واسعة، ألا وهي الزاوية الفنية."

image
وقد اتسمت العديد من الأعمال هذا العام بروح الفكاهة والسخرية من الواقع، وهو ما وصفه الحوشي برد الفعل الطبيعي لما تشهده تلك المناطق من صراعات وواقع أليم.

"في حالة البلدان والمجتمعات التي تعيش مشاكل مؤسفة، الكوميديا أو الأعمال الخفيفة تساعد على الاستمرار في الحياة. لاحظنا خلال السنوات الأخيرة أن الكثير من الشباب يعملون على أفلام واقعية محضة ومؤلمة، وفي بعض الأحيان يأخذ كثير من المخرجين زاوية الفكاهة للتعبير عن الواقع المؤسف. لاحظنا أيضا عبر التاريخ، ليس فقط في بلدان الشام، كلما كثرت المشاكل وكلما كثرت الآلام، فإن الكثيرين من الفنانين يلجأون لمجال الخيال والفكاهة حتى تستمر الحياة بشكل طبيعي."

وشملت قائمة الأفلام القصيرة، "حرب أخرى" من العراق من إخراج أحمد شوقي وفيلم "سليمة" من سوريا للمخرج حسام شرباتي و"أبيض وأسود" من مصر من إخراج أسامة السمادوني وغيرها من الأعمال.

الأعمال المعروضة لم تكن كلها بالضرورة حديثة الإنتاج، فلقد عرض أيضا فيلم من إنتاج 1982، وهو "حروب صغيرة" للمخرج مارون بغدادي، والذي تدور أحداثه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية.

image
المدير الفني لمهرجان جنيف علل ذلك بالتشابه الكبير بين ما مر به لبنان وما تمر به العديد من دول المنطقة حاليا:

"فيلم ’حروب صغيرة‘ يتكلم عن واقع مؤسف في لبنان. حرب تعود جذورها إلى سوء التفاهم بين العديد من الجهات التي دخلت الحرب. هذا الفيلم قديم حقا ولكن عندما ننظر مرة أخرى نلاحظ أن لديه زاوية أو صدى إعلامي يتكلم عن الواقع اليوم. المشكلة التي مر بها لبنان، مرت بها الجزائر وتمر بها عدة بلدان في الشرق اليوم."

وتابع الحوشي مضيفا أن أفلاما مثل "حروب صغيرة" على سبيل المثال تشير بوضوح إلى أن الحل الوحيد للخروج من الأزمات هو الحوار والتسامح.

مصدر الصورة