منظور عالمي قصص إنسانية

مارتن كوبلر يدعو الليبيين إلى البقاء متحدين والاستمرار في دعم الحكومة

مارتن كوبلر يدعو الليبيين إلى البقاء متحدين والاستمرار في دعم الحكومة

تنزيل

وصف مارتن كوبلر الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة السياسية في البلاد أونسميل انتقال مجلس الرئاسة من تونس إلى العاصمة طرابلس بالعمل الشجاع!

وأضاف في حوار إذاعي مع الزميلة مي يعقوب أن إنجاح عملية الحوار الليبي يتطلب أولا تأييد حكومة الوفاق الوطني من قبل مجلس النواب؛ ومن ثم تنظيم عملية تسليم السلطة بشكل سلمي، داعيا الليبيين إلى الاتحاد من أجل إنجاح مسار استقرار وازدهار ليبيا.

المزيد في هذا الحوار:

إذاعة الأمم المتحدة : سيد كوبلر، التقى الرئيس عقيلة صالح وكبار مجلس النواب مؤخرا في القاهرة. ماهي أهمية هذا اللقاء بالنسبة لك في الوقت الراهن؟

مارتن كوبلر: أعتقد أن الاجتماع الذي انعقد في القاهرة كان مشجعا جدا، لأن السيد عقيلة كان قد إلتقى بنائبيه هناك. كما أن السيد عقيلة قد استغل الفرصة لإجراء محادثات مع المحاورين الليبيين لدى جامعة الدول العربية. إن أهم قضية الآن في جدول الأعمال السياسي هي عقد جلسة لمجلس النواب في طبرق للتصويت على حكومة الوفاق الوطني. فكما تعلمون لقد انتقل مجلس الرئاسة إلى طرابلس، كما أن اسماء المسؤولين الحكوميين ووزراء الحكومة قيد النقاش. والأمر يعود الآن  إلى مجلس النواب للتصويت عليه. وكان هذا الهدف الرئيسي من الاجتماع.

الأمم المتحدة: لقد ذكرت للتو أن مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني وصل أخيرا إلى ليبيا بعد أن كان يقوم بمهامه من تونس لبعض الوقت. وكما نعلم أنك اجتمعت معهم بعد قدومهم إلى ليبيا، على ماذا ركزتم في اجتماعكم؟

مارتن كوبلر: حسنا، أولا وقبل كل شيء  قمت بالترحيب بوصولهم، لأنني معجب بشجاعتهم. فقد تم نقلهم من تونس عن طريق قوارب بحرية ليبية. واستغرق جلبهم إلى القاعدة البحرية في طرابلس تسع ساعات عن طريق البحر. وهذا الأمر خطير ويتطلب الكثير من الشجاعة. وأنا أرحب بهم وتحدثت معهم عن تاريخية هذه الرحلة، التي ستبقى في كتب التاريخ في ليبيا. فقد صنعوا التاريخ حقا. ولكن العمل الحقيقي يبدأ الآن. وهذا بالطبع هو الموضوع الرئيسي.  فالآن يجب إعطاء الشرعية الكاملة لحكومة الوفاق الوطني من قبل مجلس النواب في طبرق. وعلى الوزراء القدامى أيضا تسليم السلطة إلى الوزراء الجدد. هناك الآن الكثير من العمل لإنجازه. ونحن، الأمم المتحدة، سوف نساعدهم بقدر ما نستطيع.

إذاعة الأمم المتحدة: بحسب رأيك كيف يمكن دفع عملية السلام إلى الأمام؟

مارتن كوبلر: المطلوب أولا هو تأييد حكومة الوفاق الوطني كما قلت من قبل مجلس النواب. لأنه عندئذ فقط تتحقق الشرعية الكاملة للحكومة. ثانيا إذا تم ذلك، فعلى الحكومة تنظيم عملية تسليم السلطة. ويقول الاتفاق يجب أن يكون هناك تسليم فوري وسلمي للسلطة. وأشدد على كلمة تسليم سلمي للسلطة. وهذا يعني أنه يتوجب على وزراء طبرق وحكومة طرابلس إخبار المسؤولين الحكوميين في طرابلس بأن الوزراء الجدد هم الآن المسؤولون عن إعطاء التعليمات. ومن ثم، الخطوة الثالثة هي أن تشرع الحكومة في العمل.

إذاعة الأمم المتحدة: أود أن أسألك أيضا عن موت أربعة مهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، في مركز اعتقال النصر في الزاوية. هل لديكم أية معلومات بشأن هذه المأساة؟ وما الذي تم القيام به إلى الآن في هذا الصدد؟

مارتن كوبلر: نعم بالطبع. إذا قرأت بياني، كنت قد أدنت هذا الأمر بشدة. وهذا ليس سوى غيض من فيض. وأنا واثق من أنه لم يمت فقط أربعة مهاجرين. إذ أعتقد أن هناك عددا أكبر. يتم وضع هؤلاء الناس في ظروف غير إنسانية وهذا طبعا ضد أية معايير دولية ووطنية في كيفية التعامل مع البشر. هذا اتجار بالبشر، ويجب أن يتوقف حالا. ولذلك من المهم جداً كما قلت أن تستعيد حكومة الوفاق الوطني نفوذها في البلاد. وينبغي على مهربي البشر أن يتوقفوا عن تجارة تهريب البشر. إن هذا التطور مقلق للغاية.

إذاعة الأمم المتحدة: سيد كوبلر، هل هناك أي مجهود مشترك مع المنظمة الدولية  للهجرة لتجنب إلقاء القبض على المهاجرين واللاجئين ووضعهم في السجون؟

مارتن كوبلر: بدون شك، هناك برامج للمنظمة الدولية للهجرة حالياً. ومع ذلك، فإنه من الصعب جدا في بلد يعاني من مثل هذا الوضع الأمني المتردي، الوصول إلى العديد من المناطق. ومن الصعب جدا التعامل مع هذا الأمر. ولذلك، من المهم جدا إعادة سلطة الدولة مرة أخرى. يجب أن تكون الشرطة الليبية والجيش الليبي من يوفرون الأمن لزملائنا من المنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية اللاجئين والوكالات الأخرى.

إذاعة الأمم المتحدة: سيد كوبلر، الكلمة الأخيرة لك: ماذا تريد أن تقول للشعب الليبي؟ ما هي الرسالة التي توجهها إليهم؟

مارتن كوبلر: أحاول أن التقي في كثير من الأحيان مع عدد كبير من الناس العاديين في الشارع، وذهبت إليهم الأسبوع الماضي في طرابلس. ذهبت أيضا إلى الشوارع، إلى الأسواق، إلى ساحة الشهداء. ذهبت إلى سوق الذهب. شربت القهوة معهم، وسألتهم عن تطلعاتهم. وماذا يتوقعون على الصعيد الأمني. إنهم يتوقعون أن يقوم مجلس الرئاسة بعمله الآن. رسالتي لهم الآن هي أن يبقوا متحدين، وأن يدعموا مجلس الرئاسة، وحكومة الوفاق الوطني. يجب أن تنتهي معاناة الناس، وأن يتمكن الناس من تلقي العلاج في المستشفى، وأن يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، وأن تنخفض عمليات الخطف في شوارع طرابلس. هذه كلها أشياء أساسية جدا نحن نطالب بها... دعم حكومة الوفاق الوطني وإقناع كل هؤلاء بالانضمام إلى المسيرة نحو الازدهار والسلام والاستقرار. وأحاول دائما إقناع من هم ضد هذه الحكومة، بأن تأسيس الحكومة خلال هذه الفترة الانتقالية خيار جيد وأنه يجب عليهم البدء في العمل لمصلحة الليبيين.

مصدر الصورة