منظور عالمي قصص إنسانية

حوار: مارتن كوبلر يؤكد ضرورة الاتحاد سياسيا وعدم خوض معارك بالوكالة في ليبيا

حوار: مارتن كوبلر يؤكد ضرورة الاتحاد سياسيا وعدم خوض معارك بالوكالة في ليبيا

تنزيل

خلال إفادته أمام مجلس الأمن الدولي قال مارتن كوبلر رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إن البلاد لا يمكن أن تظل رهينة الأقلية في مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام.

وأكد أن غالبية الشعب الليبي والبرلمانيين يؤيدون الاتفاق السياسي وتشكيل الحكومة.

بعد الإفادة أجرت ريم أباظة حوارا مع السيد كوبلر بدأته بسؤاله عن الدينامية التي تمنع الأغلبية في ليبيا من التحرك قدما على مسار العملية السياسية.

كوبلر: في الغرب، في طرابلس وفي المدن الكبرى تعود السيطرة للميليشيات، لذا يعم الخوف ولا يستطيع الناس الحديث. لقد ذهبت إلى السوق في طرابلس، طلبت من الأمن أثناء الزيارة التوقف وخرجت من السيارة وتسوقت في المدينة وسألت الليبيين العاديين عما يريدونه فقالوا إنهم يريدون الأمن، لا يريدون أن يختطف أبناؤهم أثناء توجههم إلى المدرسة، يريدون الحصول على الكهرباء ولا يريدون أن تقتحم الميليشيات حياتهم ليلا. سألتهم كيف يمكن تحقيق ذلك؟ فطلبوا بوضوح تشكيل الحكومة التي يتعين أن تكون فعالة. وهذا ما نعمل على صعيده.

إذاعة الأمم المتحدة: ولكن الآن الأقلية تمنع الأغلبية من التحرك، فما هي الخطوة التالية الآن؟

كوبلر: لا يمكن أن تظل العملية رهينة لدى الأقلية، يجب توضيح ذلك بشكل جلي وقد ناقشت ذلك أيضا مع مجلس الأمن. الأغلبية تريد التحرك إلى الأمام. لقد وقع مئة برلماني على بيان تأييد حكومة الوفاق الوطني، ولكن الأقلية قطعت الكهرباء وجعلت التصويت مستحيلا، ما الذي يمكن فعله في وضع كهذا. إن ليبيا دولة لا توجد لديها مؤسسات فاعلة، هي في الواقع ليست دولة حقيقية فالفوضى تحكمها. لن يختفي ذلك بين ليلة وضحاها. لدينا في الأمم المتحدة خبرة مع الصبر الاستراتيجي وأيضا مع الإصرار لدفع مثل تلك العمليات إلى الأمام.

إذاعة الأمم المتحدة: حذرت في إفادتك أمام مجلس الأمن من أن ليبيا تواجه خطر الانهيار، ما الذي تعنيه بالضبط من ذلك؟

كوبلر: إن الموارد المالية لهذا البلد تتقلص، فأسعار النفط وإنتاجه ينخفضان بشكل كبير، كان يتم إنتاج 1.4 مليون برميل يوميا في عام 2011 والآن أصبح العدد 350 ألفا. قريبا لن توجد أموال لدفع الرواتب وتقديم الدعم والكهرباء وغير ذلك، عندئذ ستصبح البلاد في وضع سيء للغاية.

إذاعة الأمم المتحدة: ما هو نوع الدعم الذي تحتاجه من المجتمع الدولي ودول المنطقة؟

كوبلر: من المهم للغاية الاتحاد سياسيا وعدم التلاعب بالبلد أو خوض معارك بالوكالة لأن للجميع مصلحة واحدة وهي محاربة داعش، من المهم للغاية الحد من توسع داعش لأن هذا يضيف للوضع الصعب. إن داعش تتوسع إلى الشرق والغرب وأيضا إلى الجنوب. هناك منظمات إرهابية في دول الجوار، وإذا انضمت تلك المنظمات لبعضها مع داعش سيكون من الصعب للغاية.

إذاعة الأمم المتحدة: ذكرت في إفادتك أمام مجلس الأمن عدة خطوات محددة منها استئناف عقد الحوار الليبي، ما الذي سيحدث انطلاقا من ذلك؟

كوبلر: علينا جميعا التزام بتشجيع الليبيين، الذين يجب أن يتحملوا المسؤولية بأنفسهم، على اتخاذ القرارات الضرورية للموافقة على الحكومة التي يجب أن تتخذ من طرابلس مقرا لها، لن تكون لها قيمة إذا كانت في طبرق أو تونس.

إذاعة الأمم المتحدة: وهل هذا ممكن؟

كوبلر: نعم ممكن، لن يحدث ذلك بين ليلة وضحاها فلن نستيقظ يوما ونجد كل الحكومة في طرابلس. يجب أن يحدث ذلك بشكل تدريجي، هناك وزراء بالفعل في طرابلس، وعلى الليبيين عندئذ تطوير دينامية لانضمام المزيد منهم، وأن ينتهز مجلس النواب الفرصة لتشكيل حكومة توفر الخدمات الأساسية للسكان.