منظور عالمي قصص إنسانية

دور المرأة في تحقيق التنمية والمستقبل المستدام

دور المرأة في تحقيق التنمية والمستقبل المستدام

تنزيل

تعد المرأة إحدى أهم الأطراف المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والسعي من أجل بيئة نظيفة خالية من الكربون، ولا يقل دورها عن دور الرجل في إيجاد حلول لتحديات تغير المناخ ودعم الجهود من أجل مستقبل مستدام.

وباعتماد الدول لأهداف التنمية المستدامة الجديدة لعام 2030، يقر العالم مرة أخرى بأهمية دور المرأة في تحقيق الاستدامة.

المزيد في تقرير بسمة البغال:

لا تنمية اجتماعية دون مساواة كاملة بين الجنسين والقضاء على كافة أشكال التمييز، ولا استدامة بيئية دون دور فاعل للنساء كرائدات أساسيات للتغيير.

هذا ما يؤكد عليه مسؤولو الأمم المتحدة في مختلف الفعاليات منذ اعتماد أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

وعلى هامش أعمال أسبوع أبو ظبي للاستدامة،  التقينا بالسفير الدكتور ثاني الزيودي، مدير إدارة شؤون الطاقة والتغير المناخي، والذي شارك في أول اجتماع لـ "ملتقى السيدات للاستدامة والطاقة المتجددة"، وقال:

"المرأة هي نواة المجتمع وإذا استطعنا أن نطور أو نغير من سلوكيات المرأة يمكن تغيير سلوكيات الأسرة ومنها المجتمع. المرأة لها تأثير كبير على الأطفال والرجال ويمكن أن تعمل على تغيير الثقافة الاستهلاكية لدينا. نستطيع القول إن التفكير السائد عن مبادرات البيئة هي فقط لخفض الانبعاثات، ولكن لها مردود اقتصادي كبير والذي يتمثل في توفير الموارد المالية للأسرة وبالتالي للمجتمع، ويمكن أن يتطور ويستخدم في مجالات أخرى للارتقاء في المجتمع وبناء المدن المستدامة وتطويرها والتسريع من العجلة الاقتصادية في تلك الدول."

الملتقى والذي تأسس رسميا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015، أكد على الدور الأساسي للمرأة في التنمية المستدامة، حيث يسعى إلى تزويد المرأة بمعلومات قيمة حول متطلبات تحقيق النجاح في القطاعات المتعلقة بالاستدامة.

ولكن ما هو دور الرجل في دعم المرأة من أجل مستقبل مستدام؟ تقول الدكتورة نوال الحوسني، مديرة ادارة الاستدامة في "مصدر" ومديرة إدارة جائزة زايد لطاقة المستقبل:

" الرجل شريك هام ولهذا فإن المجلس الاستشاري للملتقى لا يقتصر على العنصر النسائي، فالرجل موجود في كل جلسات المؤتمر وذلك لإيجاد حل للتحديات التي نواجهها ومنها عدم وجود المرأة في كثير من تلك المجالات. هذا الأمر يعد مسؤولية مشتركة بين المرأة والرجل. لا نستطيع القول إن الدور يقتصر على المرأة لوحدها والرجل لوحده، بل لكلاهما دور في تدعيم دور المرأة في هذا المجال."

image
ولا تزال المرأة تعاني من التمييز وعدم المساواة في جميع المجالات وعلى نطاق كبير، رغم أنها وقضاياها كانت محور النقاش قبل ثلاثين عاما في تقرير "مستقبلنا المشترك"  الذي نشر أثناء عقد لجنة برونتلاند في عام 1987.

الدكتورة غرو هارلم برونتلاند، نائبة رئيس مؤسسة الأمم المتحدة والحائزة على جائزة أفضل إنجاز شخصي للأفراد ضمن "جائزة زايد لطاقة المستقبل 2016"، قالت في هذا الشأن:

" لقد ركزنا على المرأة منذ ثلاثين عاما تقريبا في تقرير " مستقبلنا المشترك"، لأن دور المرأة قد تم التقليل من شأنه في العديد من دول العالم. الآن أقر المجتمع الدولي بأنه يجب أن تكون هناك مساواة بين الجنسين وتمكين للمرأة، ولكنه كان نضالا قويا. إن حقوق الإنسان هي حقوق الإنسان للمرأة مثل الرجل، ولا يوجد سبب للتمايز بين الجنسين من الناحية القانونية وغيرها."

وباعتماد الدول أهداف التنمية المستدامة الجديدة السبعة عشر لعام 2030، ركز الهدف الخامس منها على  "تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات".

وبهذا يقر المجتمع الدولي مرة أخرى أهمية دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030، كما توضح راشيل كايت، المديرة العامة لمبادرة "الطاقة المستدامة للجميع":

" أولا، اتفاق باريس لم يكن ليبرم دون وجود حضور قوي للنساء بين مختلف الوفود الرسمية، وقد عبّرن عن الحاجة الملحة للعمل فورا بهدف الحد من تغير المناخ. إن الوظائف والفرص الجديدة التي ستأتي من التحول إلى مجتمع ذي كربون منخفض، ستفتح مجالات كثيرة للنساء. آمل عندما نصل إلى عام 2030 باقتصاد مختلف وبوظائف وفرص جديدة، لن نرى ما نراه اليوم حيث يهيمن الرجال على مجالس الإدارة وغيرها من الأمور. آمل أننا في الاقتصاد الجديد سنلعب دورا حاسما وسيكون هناك العديد من النساء اللواتي سيلعبن دورا حاسما في اتخاذ القرارات."

مصدر الصورة