منظور عالمي قصص إنسانية

كل يوم يغرق طفلان على الأقل في البحر المتوسط ..

كل يوم يغرق طفلان على الأقل في البحر المتوسط ..

تنزيل

أصدرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومنظمة الامم المتحدة للطفولة – اليونيسيف، بيانا مشتركا اليوم الجمعة سلطت فيه الضوء على استمرار تعرض الأطفال لمخاطر جمة خلال عبورهم البحر المتوسط هربا من الصراع وغيره من الكوارث في بلادهم.

في التقرير التالي نستعرض بعض الوقائع التي نقلها لنا ممثلو الوكالات في الميدان:

يغرق طفلان كل يوم منذ سبتمبر 2015، في الوقت الذي تحاول فيه أسرهم عبور شرق البحر المتوسط. كما أن عدد وفيات الأطفال ينمو وفقا للمنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة –اليونيسيف.

وفي بيان مشترك أصدرته يوم الجمعة دعت الوكالات الإنسانية إلى تعزيز سلامة هؤلاء الفارين من الصراع واليأس.

وقال وليم سبندلير، المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف إنه منذ سبتمبر الماضي، عندما استحوذت مأساة وفاة الطفل إيلان الكردي على انتباه العالم، غرق في شرق البحر المتوسط أكثر من 340 طفلا، من بينهم رضع وأطفال صغار.

أما العدد الإجمالي للأطفال الذين لقوا حتفهم قد يكون أكبر من ذلك، كما أوضح سبندلير:

"إن امتداد بحر إيجه بين تركيا واليونان يعد من بين أخطر الطرق في العالم للاجئين والمهاجرين. هيجان أمواج البحر، والشتاء، والحمولة الزائدة وسوء نوعية القوارب والمعدات المنقذة للحياة تزيد من خطر انقلاب القوارب، مما يجعل الرحلة إلى حد كبير أكثر خطورة."

ودعت الوكالات إلى مزيد من الجهود لمكافحة التهريب والاتجار، للحد من حوادث الموت المأساوية في البحر المتوسط، مشيرة إلى أن العديد من الأطفال والبالغين الذين لقوا حتفهم كانوا يحاولون الالتحاق بذويهم في أوروبا.

وليم سبندلير:

"العديد من الأطفال والبالغين الذين لقوا حتفهم كانوا يحاولون الالتحاق بذويهم في أوروبا. لذلك فإن تنظيم طرق للسفر قانونيا وبأمان، من خلال برامج إعادة التوطين وجمع شمل الأسرة على سبيل المثال، يجب أن يكون أولوية مطلقة، إذا كنا نريد الحد من عدد القتلى."

وقالت سارة كرو المتحدثة باسم اليونيسيف عبر الهاتف من الحدود اليونانية-المقدونية إلى الصحفيين في جنيف، إن فريق المنظمة يشهد نسبة عالية من الأطفال القادمين من الحدود، وإن معظم العائلات تأتي من سوريا وأفغانستان والعراق، بالإضافة إلى بلدان أخرى. وقد أفادت تلك العائلات بسوء أحوال البحر معربة عن خوف هائل اختبروه خلال الرحلة:

"أمس وهذا الصباح التقيت بعائلتين من حلب. إحداهما تركت البلاد منذ أربعة أيام فقط. جميعهم أفادوا بأن البحار هائجة وبأنهم شعروا بخوف كبير. نشعر بقلق بالغ حيال ارتفاع عدد الأطفال المعرضين للقيام برحلات خطرة. نحن نعلم أن تكلفة الرحلة انخفضت بمقدار النصف وتبلغ قيمتها الآن حوالي 500 أو 700 يورو، هذا يعني أيضا أن نوعية سترات النجاة والقوارب قد تدهورت، مما يعرض حياة الأطفال إلى مزيد من الأخطار."

وفيما أشارت منظمة اليونيسف إلى عدم القدرة حاليا على إنهاء اليأس الذي يدفع بالكثير من الناس إلى محاولة عبور البحر، شددت على ضرورة أن تتعاون البلدان من أجل جعل هذه الرحلات الخطرة أكثر أمنا، مؤكدة أنه "لا أحد يضع طفلا في قارب إذا كان لديه خيار أكثر أمانا:

"إن الأمر يبدو لي مأساة غير مقبولة، خاصة عندما تلتقي بعائلات تفرّ من الحرب والاضطهاد، ومن ثم يضطرون لتعريض حياة أطفالهم لخطر الموت في البحر، فيما يمكن تفادي ذلك بشكل كامل."

هذا ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن تقاسم المسؤولية العالمية من خلال مسارات قانونية لقبول اللاجئين السوريين.

ومن المتوقع أن يعقد هذا الاجتماع في جنيف يوم 30 مارس المقبل.

مصدر الصورة