أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الموافق السادس عشر من شباط/فبراير وفاة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي عن عمر يناهز 94 عاما، في أحد مستشفيات المهندسين بالجيزة في مصر.

في التقرير التالي نستعرض أجواء الأمم المتحدة عقب ورود نبأ وفاته وبعض المقتطفات التاريخية عقب تعيينه من أرشيف الأمم المتحدة:

رحل الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، المصري بطرس بطرس غالي، يوم الثلاثاء السادس عشر من شباط/فبراير، عن عمر يناهز 94 عاما.

وكان غالي قد تولى منصب أمين عام الأمم المتحدة بين 1992 و 1996، ليصبح بذلك أول عربي يتولى هذا المنصب.

غير أن رئاسته لم تمدد لفترة ثانية بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بعد انتقاده لها...

... وفي الأول من كانون الثاني /يناير 1992، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة ترأسها رئيسها آنذاك السعودي سمير الشهابي، أعلن فيها عن تعيين غالي:

"صاحب المعالي، أتشرف بإعلامكم رسميا بأن الجمعية العامة قد قامت بتعيينكم أمينا عاما للأمم المتحدة لفترة ولاية تمتد من 1 يناير 1992 إلى 31 ديسمبر 1996."

وحلف غالي اليمن في جلسة الجمعية العامة  التي أدار مراسمها الشهابي متحدثا عن أولوية الديمقراطية في بناء "زخم جديد لهذه الأمم المتحدة العظيمة":

"أنا بطرس بطرس غالي، أقسم بأن أمارس المهام المعهودة بها إليّ، بوصفي أمينا عاما للأمم المتحدة بكل إخلاص وأمانة وحسن تقدير، وألا أراعي في القيام بهذه المهام وفي أدائي عملي سوى مصالح الأمم المتحدة، وألا أطلب أو أتلقى بتأدية واجباتي تعليمات من أي حكومة أو من أي سلطة أخرى خارجة عن المنظمة."

وفي بيان تلاه الأمين العام بان كي مون أمام الصحفيين في المقر الدائم، أعرب عن حزن عميق لوفاة سلفه بطرس غالي، قائلا إن الأمين العام الراحل كان رجل دولة محترما في خدمة بلاده مصر. وكان باحثا معروفا في القانون الدولي، وقد جلب خبرة هائلة وقوة فكرية لمهمته كأمين عام خلال واحدة من أكثر الفترات صخبا وصعوبة في تاريخ المنظمة:

"كأمين عام، ترأس غالي المنظمة الدولية في زمن نمو هائل بعمليات حفظ السلام الأممية. وترأس أيضا في وقت كان يلجأ فيه العالم بشكل متزايد إلى الأمم المتحدة لإيجاد حلول لمشاكله، في أعقاب الحرب الباردة. بطرس بطرس غالي فعل كثيرا لبلورة استجابة المنظمة لهذا العصر الجديد، ولا سيما من خلال تقريره التاريخي "خطة للسلام" والجداول اللاحقة المتعلقة بالتنمية والديمقراطية."

بطرس غالي أظهر شجاعة في طرح أسئلة صعبة على الدول الأعضاء، وأصر غالي على حق استقلال مكتبه والأمانة العامة ككل، بحسب ما جاء على لسان الأمين العام بان كي مون، وكان دون أدنى شك ملتزما تماما بالأمم المتحدة ومهمتها وموظفيها، والبصمة التي تركها في المنظمة لا تمحى.."

وكان رئيس مجلس الأمن لشهر الحالي، المندوب الفنزويلي الدائم لدى الأمم المتحدة، رافاييل داريو راميريز كارينو، قد أعلن نبأ وفاة بطرس غالي خلال انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في اليمن، طلب خلالها المندوب الفنزويلي من الأعضاء الوقوف دقيقة صمت كعربون تقدير لروح غالي:

"أيها الزملاء الموقرون، لقد تم إخطاري الآن، بأن الأمين العام الأسبق بطرس بطرس غالي قد توفي. لذلك أطلب من أعضاء مجلس الأمن الوقوف دقيقة صمت تخليدا لذكراه."

وقد ترأس بطرس غالي منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأمم المتحدة.

أما آخر منصب تولاه في حياته، فكان رئاسة المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر، والذي استقال منه عام 2011.