منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: 41 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من البدانة

منظمة الصحة العالمية: 41 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من البدانة

تنزيل

أشار تقرير صادر اليوم عن اللجنة المعنية بوضع نهاية للسمنة في مرحلة الطفولة، إلى أن البدانة وصلت مستويات مقلقة في مرحلة الطفولة في العديد من الدول وتشكل تحديا ملحا وخطيرا، حيث يعاني نحو أربعين مليون طفل دون سن الخامسة من البدانة أغلبهم في الدول النامية.

التفاصيل في التقرير التالي:

خلص تقرير أطلقته اليوم اللجنة رفيعة المستوى لوضع نهاية للسمنة في مرحلة الطفولة إلى أن واحد وأربعين مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من السمنة.

وكانت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان قد قامت بإنشاء تلك اللجنة، في عام 2014، برئاسة كل من السير بيتر ديفيد غلوكمان، كبير المستشارين العلميين لرئيس وزراء نيوزيلندا، والدكتورة سنية نيشتار، رئيسة مؤسسة منظمة هارت فايل، وذلك بهدف جمع أفضل النصائح الممكنة للتعامل مع أزمة السمنة في مرحلة الطفولة.

وخلص التقرير إلى أن معدل انتشار زيادة الوزن بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات قد زاد بين عامي 1990 و2014، من 4.8% إلى 6.1%، كما زاد عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في البلدان المنخفضة و المتوسطة الدخل بأكثر من الضعف بين عامي 1990 إلى 2014، من نحو سبعة ملايين طفل إلى خمسة عشر مليونا.

وفي مؤتمر صحفي عقد بجنيف، قالت الدكتورة سنية نيشتار في هذا الشأن:

" أنا متأكدة أنكم تعلمون أن السمنة في مرحلة الطفولة قد وصلت أبعادا مقلقة. في عام 2014، تشير التقديرات إلى أن 41 مليون طفل يعانون من السمنة في مرحلة الطفولة. ونحن نعرف الآن أن بدانة الأطفال لديها القدرة على إلغاء العديد من الفوائد الصحية التي تحققت في العالم. من حيث الانتشار فالمشكلة أعلى في الدول المتقدمة ولكن بالنسبة للأرقام الحقيقية فالبلدان ذات الدخل المنخفض هي التي تعاني من النسبة الكبيرة من العبء. من بين 41 مليون طفل يعانون من البدانة في عام 2014، يوجد 48%  في آسيا و 25 في المائة في أفريقيا والاتجاه آخذ في الارتفاع."

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السبب الأساسي لزيادة الوزن والسمنة هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها. وعلى المستوى العالمي هناك زيادة في مدخول الأغذية كثيفة الطاقة والغنية بالدهون؛ وزيادة في الخمول البدني بسبب عدم الحركة الذي يتسم به كثير من أشكال العمل، ووسائل النقل المتغيرة، وارتفاع نسبة العمران الحضري.

وقال السير بيتر ديفيد غلوكمان، كبير المستشارين العلميين لرئيس وزراء نيوزيلندا:

" هذه ليست غلطة الأطفال، إنه ليس اختيارا طوعيا من الطفل بشأن أسلوب الحياة. وهذا يعني مباشرة أن على الدول الأعضاء والمنظمات الدولية مسؤولية حقيقية نيابة عن الأطفال. لدينا ثقة قوية في النظام العالمي قائمة على حق الطفل بأن يعيش حياة صحية وسليمة."

وأشار التقرير إلى أن العديد من الأطفال ينمون اليوم في بيئات تشجع زيادة الوزن والسمنة، تدفعهم عوامل العولمة والتحضر، والتعرض للبيئات غير صحية في البلدان مرتفعة ومتوسطة الدخل. وقد كان تسويق الأغذية غير الصحية والمشروبات غير الكحولية أحد العوامل الرئيسية في زيادة تعرض الأطفال السمنة، وخاصة في العالم النامي.

وقال السير بيتر ديفيد غلوكمان، في هذا الصدد:

" ما يوضحه هذا التقرير أن هناك شيئين قويين متداخلين يحدثان هنا، وهو بيئة المواد الغذائية العالية التصنيع  وقلة ممارسة الرياضة في الكثير من المجتمعات، ولكن هناك عنصر تنموي يتعلق بالأشياء التي تحدث قبل الولادة أو حتى وجود المرء في الأجيال السابقة والتي تعزز خلال فترة الحمل والطفولة، وتجعل الأطفال يتأثرون بشكل سريع للعالم الذي سيكبرون فيه."

وشدد السير غلوكمان على أن هناك حاجة إلى زيادة الالتزام السياسي بالتصدي للتحدي العالمي المتمثل في زيادة الوزن والبدانة في مرحلة الطفولة، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية تحتاج للعمل مع الحكومات لتنفيذ مجموعة واسعة من التدابير التي تعالج الأسباب البيئية للسمنة وزيادة الوزن، ويساعد على إعطاء الأطفال بداية صحية في الحياة التي يستحقونها.

ووفقا للتقرير، قدمت اللجنة ست توصيات رئيسية إلى الحكومات كما حثت منظمة الصحة العالمية على اتباع نهج شامل لإنهاء البدانة في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى توصيات تم تقديمها إلى المنظمات غير الحكومية.

وقد تم رفع التقرير إلى المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية حتى يتسنى لها تقديم توصياتها إلى جمعية الصحة العالمية.

مصدر الصورة