منظور عالمي قصص إنسانية

أسرة سورية: رحلة طويلة من حمص بحثا عن الأمان

أسرة سورية: رحلة طويلة من حمص بحثا عن الأمان

تنزيل

مع دخول الحرب في سوريا عامها السادس وعدم وجود حلول للأزمة في الأفق، يستمر اللاجئون السوريون في التدفق إلى البلدان المجاورة التي تعاني من وطأة الآثار الاجتماعية و الاقتصادية لاستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين.

وتواصل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين جهودها لإيجاد بدائل قانونية وآمنة للاجئين، منها إعادة التوطين في بلدان أخرى.

في التقرير التالي نتعرف على رحلة إحدى الأسر السورية اللاجئة من حمص إلى لبنان ثم إلى الولايات المتحدة بمساعدة المفوضية:

بين القصف المتواصل من جهة أو مداهمة المنازل وخشية الاعتقال من جهة أخرى، أجبر يوسف وأسرته على مغادرة موطنهم الأصلي، سوريا، خوفا على أرواحهم واستقر بهم الحال في وادي البقاع بلبنان.

أسرة يوسف هي واحدة من أسر كثيرة تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على إعادة توطينها في بلدان أخرى. وفي حالة يوسف ستكون الولايات المتحدة هي الوطن الجديد.

بدأت رحلتهم عام 2012 في مدينة حمص، التي لم تعد مكانا آمنا، قد قاربت على الانتهاء بعد عامين. فعملية إعادة التوطين، خاصة في الولايات المتحدة، هي عملية معقدة جدا وتستغرق وقتا طويلا، وهم الآن في المراحل الأخيرة منها وفقا للمفوضية.

وبينما وافقت السلطات الأمريكية مؤقتا على ملف أسرة يوسف، ولكن قبولها النهائي ومغادرة لبنان الآن يعتمد على عدد من التصاريح الأمنية الصارمة.

وبالرغم من كل الأوضاع والانتظار الطويل إلا أن يوسف ما زال مليئا بالأمل، فهو لم يغادر سوريا إلا من أجل أطفاله كما يقول:

"أريد الذهاب من أجل أطفالي، لأنهم أصبحوا خائفين جدا بسبب ما يحدث في سوريا وأصيبوا بالهرع. خائفون من تعرضهم للقصف أو القتل. أريد أن أبدأ من الصفر. أريد إعادة بناء حياتي. أولويتي هي أولادي، وتأمين مستقبلهم وتعلميهم هو أهم شيء."

ومن المؤكد أن ليلى، التلميذة في الصف الخامس من المرحلة الأساسية والابنة الكبرى، ستتذكر الحرب و لكنها تحلم بمستقبل أفضل في وطن آخر:

"عندما كنت صغيرة كنت أريد أن أكون رائدة فضاء، والدتي قالت لي أن علي أن أدرس بجد لبلوغ ذلك الحلم."

ومع تنامي المشاعر المعادية للمهاجرين في بعض أجزاء الولايات المتحدة، قد تواجه الأسرة الصغيرة مشاكل في التأقلم في وطنها الجديد. ولكن أماني زوجة يوسف ترى أن تلك المشاعر ليست مستندة لأي واقع، فهم أنفسهم فارون من الموت كما تقول:

"هل كل الناس مثل بعضها؟ فإذا كنّا نحن فارون من القتل، فكيف يمكن أن نذهب إلى هناك لقتل أنفسنا والآخرين؟ هذا حرام. وإذا كنّا لا نرضى بهذا الشيء في بلادنا، فكيف لنا أن نرضى به في البلدان الأخرى. "

وتشبه قصة هذه العائلة قصص العديد من اللاجئين الذين تقطّعت بهم السبل في بلدان الجوار لسوريا وما زالوا بانتظار إعادة توطينهم.