منظور عالمي قصص إنسانية

كوثر بيزاني: جائزة نوبل تأتي لتؤكد أن التونسيين قادرون على أخذ قرارات حكيمة مثل إنشاء الرباعية الراعية للحوار

كوثر بيزاني: جائزة نوبل تأتي لتؤكد أن التونسيين قادرون على أخذ قرارات حكيمة مثل إنشاء الرباعية الراعية للحوار

تنزيل

حازت اللجنة الرباعية التونسية المعنية بالحوار الوطني بعد الثورة، اليوم الجمعة، على جائزة نوبل للسلام لعام 2015.

وفي حوار مع مي يعقوب من إذاعة الأمم المتحدة، قالت كوثر بيزاني، القائمة بأعمال مركز الأمم المتحدة للإعلام في تونس، إن تونس بحاجة في هذه المرحلة بالذات إلى مثل هذه الجائزة العالمية، التي أتت في الوقت المناسب، مشيرة إلى القرارات الحكيمة التي أخدتها اللجنة الرباعية الراعية للحوار سنة 2013 عندما اشتدت الأزمة السياسية.

المزيد عن اللجنة الرباعية الفائزة بجائزة نوبل للسلام في هذا الحوار الإذاعي مع السيدة كوثر بيزاني:

إذاعة الأمم المتحدة: سيدة بيزاني مبروك لتونس على الجائزة الرائعة!

كوثر بيزاني: شكرا لإتاحة الفرصة للتعبير عن فرحة تونس حكومة وشعبا لهذا الخبر الرائع والذي تستحقه بلادنا أولا والرباعي الراعي للحوار ثانيا. فهو بالأساس كان من خلال مكوناته قد عبر وعمل من أجل اكمال المسار الديمقراطي والوصول بتونس إلى بر الأمان.

إذاعة الأمم المتحدة: كيف تصفين الشارع التونسي عندما تلقى هذا الخبر الجميل؟

كوثر بيزاني:من خلال ردود الفعل في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وتصريحات بعض الشخصيات التونسية نلتمس مدى فرحة التونسيين بهذا التتويج العالمي الذي أعطاهم وأعطانا كلنا مزيدا من التحمس للعمل أكثر من أجل بلادنا.

إذاعة الأمم المتحدة: ما هي أهمية هذه الجائزة في هذه المرحلة خاصة بعد الاعتداء الذي تعرض له متحف باردو وأماكن أخرى؟

كوثر بيزاني: "كما قالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا إن الجائزة تنادي بدعم جميع قوى المجتمع المدني المنخرطة في الكفاح من أجل الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون. وذكرت أن الاعتداء على تلك المبادئ يتطلب من الجميع التأكيد عليها بقوة أكبر من خلال الحوار الاجتماعي والحشد الشبابي بغض النظر عن نوع الجنس أو الأصل أو العقيدة". فعلا إن تونس في حاجة في هذه المرحلة بالذات لمثل هذه الجائزة العالمية واظن أنها جاءت في وقت مناسب إذ إن تونس تعيش خلال هذه الفتر نوعا من التململ السياسي الذي انعكس سلبا على نفسية التونسي إلى حد ما إذ بدأ يفقد الثقة في السياسيين وفي قراراتهم.

ولكن هذه الجائزة تأتي لتؤكد أن التونسيين قادرون على أخذ قرارات حكيمة مثل إحداث الرباعي الراعي للحوار سنة 2013 عندما اشتدت الأزمة السياسية بعد الاغتيالين السياسيين، إن كنت تذكرين، شكري بلعيد ومحمد البراهمي وسقوط حكومة الترويكا. وكان الرباعي من أهم الإنجازات التونسية لإيجاد التوافقات اللازمة للخروج من الأزمة.

إذا هذه الجائزة تذكر التونسيين بقدرتهم لمواصلة المشوار والخروج بتونس نحو عالم أفضل تسوده الحريات والقوانين وتعطي التونسيين الأمل في المزيد من العمل وعدم الاستسلام

إذاعة الأمم المتحدة: سيدة بيزاني، حدثينا أكثر عن اللجنة الرباعية التونسية التي منحت جائزة نوبل للسلام. من هي وما هي أبرز إنجازاتها؟

كوثر بيزاني: الرباعي الراعي للحوار يشمل كل من الاتحاد التونسي للشغل(المنظمة الشغليىة في تونس) والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين، ودعمت آنذاك الرئاسات الثلاث هذه المبادرة.

كما سبق وذكرت الحوار الوطني في تونس هو مبادرة طرحت من جانب العديد من الأطراف الفاعلة في البلاد لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية في أعقاب اغتيالين السياسين كما قلت سابقا الذي أديا إلى المطالبة الجماهرية لحل المجلس الوطني التأسيسي وإسقاط الحكومة.

وقد اتفقت الأطراف المشاركة في الحوار لوضع خارطة طريق هدفها التسريع في إنهاء كتابة الدستور الجديد وتحديد موعد نهائي للانتخابات التشريعية والرئاسية كآخر خطوة في المسار الانتقالي لتتسلم على إثرها المؤسسات المنتخبة شرعيا مسؤولية تسيير البلاد. وكان ذلك والكل يشهد بدستورنا والأمم المتحدة نوهت بذلك، والحمدالله أظن أن المسار كان على ما يرام، وأظن أن مثل هذه الجائزة تعطي دفعا للتونسيين ليواصلوا على هذا المنوال.

إذاعة الأمم المتحدة: الكلمة الأخيرة لك، هل تودين توجيه رسالة إلى الشعب التونسي والعربي عبر إذاعة الأمم المتحدة؟

كوثر بيزاني: أريد أن أعبر عن فرحتي كبيرة لحصول الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام لهذه السنة. وأعتقد انها ستزيد من الالتزام التونسيين بمختلف أطيافهم لمواصلة العمل من شأن استقرار البلاد والدفع بها نحو استكمال المسار الديمقراطي.

أرجو أن تحذو بعض الدول العربية التي تمر بصعوبات إثر ثوراتها حذو تونس وتنهي آلام شعوبها وتعطيهم فرصة للعيش الكريم.

مصدر الصورة