منظور عالمي قصص إنسانية

مصر: مواجهة التحديات في أعقاب الربيع العربي

مصر: مواجهة التحديات في أعقاب الربيع العربي

تنزيل

عندما لفحت رياح الربيع العربي مصر، ووقعت تغيرات سياسية كثيرة في 2010 و2011 ، كانت الآمال كبيرة في أن يجني الناس البسطاء مثل أولئك الذين يقطنون في المناطق الريفية في صعيد مصر، ثمار الثورة. ولكن الاضطرابات طويلة الأمد أضرت بالسياحة والاستثمار والاقتصاد بشكل عام.

وبمساعدة صندوق الأمم المتحدة الاستئماني للأمن البشري استطاع القادة المحليون، مثل جمال خلف، أن يساهموا في دعم الاكتفاء الذاتي لمجتمعاتهم الصغيرة. وهذه قصته:

في عامي  2010 و2011، اجتاح الربيع العربي منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر، فأطاح برؤساء، وغير أنظمة. وتزايدت الآمال في أن تصل منافع الثورة إلى كافة المواطنين، كهؤلاء الذين يعيشون في صعيد مصر، الذي يعد من أفقر مناطق البلاد. ولكن بسبب عدم الاستقرار الذي تلى تغير الأنظمة، تقلص عائد السياحة في السنوات الأخيرة... شأنه شأن الاستثمار والوظائف الحكومية. وتدهورت الظروف الاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد، مما جعل حياة المواطنين غير مستقرة.

جمال خلف يعيش هذا الواقع كل يوم. إنه من قادة المجتمع، ويحظى بالاحترام. وهو أب لثلاثة أطفال، ويعيش في قرية بارتيبات بصعيد مصر.

جمال خلف:

"الأشياء التي تحتاجها الناس لا تختصر بشيء واحد. هناك أشياء ماسة نحن نحتاجها."

ولكن عبر رفع مستوى الاكتفاء الذاتي للمجتمع، والمساعدة على إقامة مشروعات صغيرة، يهدف مشروع حياة للأمن البشري في صعيد مصر إلى التأثير في السياسات وتغير حياة المواطنين.

فبدعم من صندوق الأمم المتحدة الاستئماني للأمن البشري يوفر المشروع المساعدة للمواطنين في صعيد مصر مثل التدريب الزراعي والمشورة في تطوير الأعمال.

مدحت راشد هو المدير الميداني لمشروع حياة:

"هدف مشروع حياة هو تعزيز سبل العيش للفئات الأكثر ضعفا، وإقامة شبكات اجتماعية آمنة."

يعمل جمال في منتدى القرية للأمن البشري وهو واحد مجموعات محلية، تم تصميمها للسكان المحليين من الرجال والنساء.. ومن الشباب وكبار السن.. حتى يأخذوا زمام المبادرة في تنمية مجتمعهم.

يهدف مشروع حياة إلى تمكين المجتمعات الصغيرة من خلال تدخلات عديدة تدعم الأمن البشري للمواطنين بشكل عام – من الوظائف إلى الصحة والتعليم.

ولكن مشروع جمال نفسه يحتاج أيضا للدعم. إذ يواجه المزارعون من أمثاله في صعيد مصر العديد من التحديات.

جمال خلف:

"طبعا عندنا إمكانيات زراعية ضعيفة. ليس لدينا تكنولوجيا زراعية متقدمة."

وفضلا عن زراعة حقوله، يقوم جمال بزراعة النخيل. ويواجه محصوله حاليا خطرا جديدا – يتمثل في سوس النخيل الأحمر الذي يتوغل في النخيل ويأكلها من الداخل.. يدمر انتاج التمور المحلي، ويقتل النخيل في نهاية المطاف. لقد تضرر ثلاثون في المئة من النخيل في المنطقة، بما في ذلك بعض نخيل جمال.

وتستغرق أساليب العلاج التقليدية الكثير من الوقت وتحتاج للكثير من العمل الشاق.. ولكن من خلال مشروع حياة تعرف جمال على طريقة مختلفة وأكثر فعالية في مكافحة سوس النخيل.

أنقذ جمال نخيله بعد أن ثقبها، ووضع داخلها مبيدا بواسطة هذا الجهاز البسيط للسوائل.

جمال خلف:

"في الجهاز، أضع 3 إلى 5 لترات في النخلة في أقل من ربع ساعة، أو في ربع ساعة بالضبط."

ولا يقوم جمال بمعالجة نخيله فقط، بل إنه صمم وصنع ثلاث آلات أخرى يؤجرها الآن للمزارعين الآخرين الذين يحتجونها. ويعد هذا مثالا على الكيفية التي تساعد بها التكنولوجيا محدودة النطاق المواطنين على التغلب على المشكلات، وعلى أن يعيشوا حياة أكثر أمنا.

ومرة أخرى، عاد انتاج التمور إلى الازدياد في هذه المنطقة. بروح المبادرة وخدمة المجتمع، عكس جمال تغييرا في المواقف، وآمالا جديدة في صعيد مصر.. وهي عقلية يرى جمال أنها لن تحسن من حياة أبنائه فحسب، بل، أيضا حياة كل من يعيش هنا.

مصدر الصورة