منظور عالمي قصص إنسانية

شغف الطهي وإعادة التوطين يمنحان أسرة سورية حياة جديدة في أمريكا

شغف الطهي وإعادة التوطين يمنحان أسرة سورية حياة جديدة في أمريكا

تنزيل

كان محمود هزاز ، وهو أب لأربعة أولاد، يملك مطعماً شعبياً مع شقيقه في حمص، ولكن مع تصاعد القتال في غرب سوريا في أواخر عام 2011، اضطر إلى إغلاقه والفرار إلى الأردن المجاور بعد تدمير مطعمه ومنزله جراء سقوط قذيفة.

وبعد الإجراءات التي استمرت لأكثر من عامين، باتت العائلة الآن في طريقها إلى منزلها الجديد في مدينة ممفيس بولاية تينيسي الأمريكية.

بينما ينظم محمود حاجياته القليلة استعداداً لبداية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك شيء وحيد من بينها يرمز إلى الحياة التي تركها وراءه في سوريا والحياة الجديدة التي يأمل في بنائها في الولايات المتحدة الأمريكية: إنه لباس الطهي الخاص به.

وسوف يغادر لممفيس في ديسمبر/ كانون الأول عام 2015. ويقول هو وعائلته إنهم محظوظون، ويأملون في أن يجد العديد من اللاجئين الآخرين الطريق الآمن والقانوني لحياة جديدة.

وفيما يعد محمود طبقه الخاص قال:

"أنا أعِد صلصة الدجاج المشوي مع كبسة خليجية. إنه طبق سوري معروف".

في حمص، كان محمود هزاز رئيسا للطباخين وصاحب مطعم، حيث كان يوظف 13 موظفا متخصصين في الأطباق السورية. ويستعد محمود وعائلته لبدء حياة جديدة بولاية تينيسي، ويحلم بفتح مطعم لبناني / سوري.

"كان عندي حوالي 13 موظفا، وكنت هناك أنا وأخي نعمل معهم، نعمل بأيدينا. نحن لم نجلس في مكتب."

لكن محمود ترك كل هذا وفرّ إلى الأردن قبل أربع سنوات.

" لم نستطع البقاء، كنا نخشى على حياتنا، لذلك تركنا كل شيء."

وفي الأردن، لم يتمكن محمود من العثور على وظيفة بدوام كامل. وسعى جاهدا للحفاظ على أسرته. ولكن هذا على وشك أن يتغير.

" أريد أن أعرّف الأمريكيين على أطباق جديدة، ليتذوقوها وليعرفوا أن الطعام العربي والطعام السوري جيد."

ولكن محمود يريد أن يفعل أكثر من ذلك. ويحلم في أن يمتلك مطعما في الولايات المتحدة.

"سأدير الموظفين في المطعم، وأقدم الطعام الجيد الذي يعطيني سمعة جيدة."

قبل المغادرة، يخضع مقدمو الطلبات الذين تم قبولهم لدورة توجيه ثقافي لمدة خمسة أيام لإعدادهم للحياة في البلد الجديد وتغطي هذه الدورة قضايا مثل التعليم المدرسي والرعاية الصحية والعمل.

وأعربت زوجة محمود، رشا عن أحلامها أيضا:

" أولا أود أن يحصل أطفالي على التعليم، سنغادر إلى الولايات المتحدة للبحث عن حياة أفضل، لكي أعيش أنا وزوجي وأطفالي بكرامة."

ويقول محمود إن عائلته عازمة على الاندماج بأسرع وقت ممكن في حياتها الجديدة. فالأطفال يتعلمون بالفعل اللغة الإنجليزية، وتقول ابنتهما سوسن:

"أتوقع أن أذهب إلى المدرسة والانخراط في منهج أفضل وأتعلم اللغة الإنجليزية بشكل أفضل. وآمل في أن يحبني الجميع في المدرسة أيضا".

وتدرك الأسرة أن لهذه الخطوة تحديات بما في ذلك كسب ثقة الأميركيين الذين سيلتقون بهم.

"لديهم فكرة خاطئة عنا بعد هجمات باريس والتي ندينها. ونريد أن نظهر لهم صورة مختلفة، وأننا ليسا كذلك وأن غالبية العرب ليسوا من هذا القبيل ".

ولدى وصولهم، تستقبلهم وكالات إعادة التوطين المحلية التي توفر لهم السكن والدعم المادي لفترة أولية تمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر، فضلاً عن دورات في اللغة كما أنها تساهم في العثور على عمل.

ومن أصل  4.2 مليون نازح سوري منذ الحرب الأهلية التي بدأت في البلاد في عام 2011، استضافت الولايات المتحدة الأمريكية 2290 لاجئا سوريا.

مصدر الصورة