منظور عالمي قصص إنسانية

المغرب يصنع التاريخ بأول محطة من نوعها للطاقة الشمسية

المغرب يصنع التاريخ بأول محطة من نوعها للطاقة الشمسية

تنزيل

مع بدء توليد الكهرباء من المرحلة الأولى لواحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية، فإن المغرب في طريقه لأن يصنع التاريخ قريباً... ويوضع مجمَّع نور ورزازات للطاقة، الواقع على حافة الصحراء الكبرى في منطقة تشتهر بالمناظر الطبيعية الخلابة، على الخريطة كقوة عظمى في مجال الطاقة الشمسية.

ويؤكد هذا المشروع تصميم المغرب على تقليص الاعتماد على الوقود الأحفوري، والتحول إلى زيادة استخدام الطاقة المتجددة، والمضي نحو تبني استراتيجية إنمائية منخفضة الانبعاثات الكربونية.

المزيد في هذا التقرير:

وفقا للبنك الدولي، يُعد المغرب أكبر مستورد للطاقة في الشرق الأوسط ويعتمد اعتمادا كبيرا على المصادر الأجنبية لتلبية أكثر من 97 في المائة من احتياجاته من الطاقة.

وبمساعدة من البنك الدولي وصندوق التكنولوجيا النظيفة وبنك التنمية الأفريقي ومؤسسات التنمية الأوروبية يعمل المغرب على تعزيز تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة وتعتمد هذه التكنولوجيا على الموارد الطبيعية للبلاد.

وستحرر المغرب من تقلبات تكلفة الواردات وتخلق فرص عمل وقد تؤدي إلى توفير صادرات الطاقة المراعية للبيئة إلى البلدان المجاورة.

ويوضح مصطفى بكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية فوائد هذه المحطة في توفير الطاقة وفرص العمل الجديدة:

" مساهمة هذه المشاريع الضخمة لا تقتصر على توليد الطاقة. فهي محركات مهمة للتنمية الاقتصادية المحلية التي تفيد السكان ممن يعيشون في المناطق المجاورة، فالنمو الاقتصادي في المناطق المجاورة للمشروع ما زال دون المتوسط الوطني. ولهذا السبب نولي اهتماما خاصا لخلق فرص العمل وتنمية البنية التحتية وتطوير الشركات الصغيرة التي تفيد هذه المجتمعات."

وتهدف محطة الطاقة الشمسية المغربية إلى توفير 2000 ميغاوات من الطاقة الشمسية ، وتعتبر محطات نور ورزازات جزءا منها.

محطة نور ورزازات 1، التي بدأ العمل على إنشائها منذ عام 2013، من المتوقع أن توفر الطاقة لنحو 400 ألف شخص حين تبدأ العمل في عام 2015.

وستساعد المحطتان نور وارزازات 2 و3 على توليد 350 ميغاوات إضافية من الكهرباء بحلول عام 2018 علاوة على توليد مزيد من الكهرباء للأسر المغربية. ستفيد محطات نور ورزازت البيئة أيضا بالحد من الانبعاثات الكربونية بمقدار 700 ألف طن سنويا.

وقد يؤدي هذا إلى خفض ما يزيد على 17.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية.

وشدد مصطفى بكوري، رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية على أهمية التنمية المستدامة وحماية البيئة:

"تتضمن استراتيجيتنا بشأن الطاقة الشمسية عنصرين محوريين، أولهما هو الاعتقاد القوي بأنه لا يمكن أن نطمح إلى تحقيق تنمية اقتصادية اجتماعية مستدامة ما لم تصبح حماية البيئة هي أولويتنا القصوى. ثانيا، ضرورة البحث عن أفضل حل  لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة وخاصة الطلب على الكهرباء مع زيادة مواردنا."

بالاستفادة من طاقة الشمس هذه  سيعتمد المغرب على واحد من أكثر المصادر وفرة لتحويل البلاد إلى اقتصاد يراعي البيئة.

وسيؤدي استغلال أشعة الشمس الوفيرة في توليد الطاقة إلى تجنيب المغرب التعرُّض لتقلبات تكاليف الاستيراد، إلى جانب إتاحة إمكانية تصدير الطاقة الخضراء إلى البلدان المجاورة. وستؤدي هذه المحطة أيضاً إلى تقليص اعتماد البلاد على الطاقة بنحو 2.5 مليون طن من النفط.

وتُعد هذه تقنية واعدة حيث تفيد تقديرات وكالة الطاقة الدولية بأن ما يصل إلى 11 في المائة من توليد الكهرباء عالمياً في عام 2050 قد يأتي من الطاقة الشمسية المركَّزة.

وكثير من المشاريع التي تستخدم الطاقة الشمسية المركَّزة هي حالياً قيد الإنشاء أو في مرحلة التخطيط في مختلف أرجاء العالم بدءاً من شيلي وجنوب أفريقيا وصولاً إلى الهند والصين، لكن المغرب في مقدمة البلدان التي تلتزم باستخدام هذه التقنية.

المصدر: البنك الدولي

مصدر الصورة