تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

هاينر بيليفيلد: للأطفال أيضا الحق في حرية الدين أو المعتقد

هاينر بيليفيلد: للأطفال أيضا الحق في حرية الدين أو المعتقد

تنزيل

دعا مقرر الأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد، هاينر بيليفيلد، الحكومات الممثلة في الأمم المتحدة إلى احترام الممارسات الدينية للأطفال وعائلاتهم ودعم العائلات في تحقيق دورها بتوفير بيئة مواتية لتحقيق حقوق الأطفال.

وفي حوار مع إذاعة الأمم المتحدة تطرق بيليفيلد إلى زياراته الميدانية للأردن ولبنان وبانغلادش والانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات باسم الدين في أنحاء العالم.

المزيد في تقرير مي يعقوب.

قال مقرر الأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد، هاينر بيليفيلد، إن انتهاك الحق في حرية الدين أو المعتقد يؤثر على حقوق الأطفال وأولياء أمورهم، مشيرا إلى أحد الأمثلة الصارخة المتمثل في اختطاف الأطفال، وعادة الفتيات، من الأقليات الدينية من أجل تحويلهم قسرا من دينهم إلى دين آخر، وفي كثير من الأحيان عبر توليفة الزواج المبكر القسري.

بيليفيلد الذي قدم تقريره أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، قال إن هذا يخالف بشكل كبير عددا من حقوق الطفل، ويخالف أيضا حقوق الوالدين، بما في ذلك الحق في ضمان التعليم الديني والأخلاقي للطفل وفقا لقناعاتهم الخاصة.

وأوضح في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة:

"هذا أحد الأمثلة. ولكن هناك أمثلة أخرى مثل قوانين العائلة التي تفرضها الدولة والتي تميز ضد الأقليات والنساء، ونتيجة هذه القوانين تظهر عندما يتحول شخص عن الدين السائد في الدولة إلى دين آخر: من الإسلام إلى البهائية أو من الإسلام إلى المسيحية. في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قد يواجه الآباء خطر فقدان حضانة أطفالهم."

مجال آخر يستدعي اهتماما منهجيا هو التعليم المدرسي، قال خبير حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه عندما تتم الاحتفالات الدينية مثل الصلوات العامة، في المدرسة، هناك حاجة إلى ضمانات محددة لكفالة ألا يجبر أي طفل على المشاركة ضد إرادته أو إرادة آبائه. وينطبق المبدأ نفسه على التعليم الديني في المدارس.

وفي هذا الإطار أعطى مثالا عما شهده خلال زيارته الميدانية إلى بنغلادش وقال لإذاعة الأمم المتحدة:

"في بنغلاديش، البلد الذي زرته منذ أسابيع قليلة، توفر المناهج المدرسية تعليما دينيا، - وليس معلومات دينية . من الناحية النظرية ينبغي أن يعطى هذا التعليم للأطفال في طائفة مختلفة بشكل منفصل. إذا، يجب أن يحظى الأطفال المسلمون بتعليم إسلامي، والأطفال المسيحيون بتعليم مسيحي، والبوذيون بتعليم بوذي. ولكن بسبب نقص المعلمين ومشاكل أخرى، يتم إرسال الأطفال البوذيين إلى الصف الهندوسي، أو إلى الصف الإسلامي. وبالتالي يتعلمون قليلا عن البوذية ولكن من وجهة نظر إسلامية. ولبعض الآباء، تسبب هذه القضية قلقا كبيرا."

[caption id="attachment_182915" align="aligncenter" width="622" caption="هاينر بيليفيلد مقرر الأمم المتحدة المعني بحرية الدين أو المعتقد - UN Photo/Loey Felipe"]image هاينر بيليفيلد تطرق أيضا في حواره مع إذاعة الأمم المتحدة إلى العنف المرتكب باسم الدين، قائلا إن داعش مثل على ذلك من خلال جرائمهم الفظيعة التي تعتمد على تفسيراتهم البغيضة وضيقة الأفق للإسلام. ولكنه أشار في الوقت نفسه إلى الأسباب الجذرية التي أدت إلى نشوء مثل تلك الجماعات:

"ولكن نطاق الأسباب الجذرية أوسع بكثير، حتى في العراق وسوريا، حيث أدى انهيار الحكومة إلى فراغ، مما أفضى بالتالي إلى حالة من الذعر والفساد وفقدان الثقة في المؤسسات العامة. إن مناخ الذعر يمكن أيضا أن يخترق الوعي الديني وبطريقة ما يطلق تفسيرات مشيطنة."

هاينر لم يغفل أيضا عن الإشارة إلى ما يجري في ميانمار، قائلا إن الظواهر متشابهة ولكن الديانات المختلفة، حيث إن العنف يجري تحت اسم البوذية ضد الأقليات المسلمة.

"إنه وضع فظيع يحدث تحت الرعاية البوذية. هناك دائما أناس في المجتمع الديني المعني الذين يطلقون رسائل مضادة. فقد التقيت مؤخرا براهب بوذي من ميانمار وهو ينتمي إلى  أولئك الذين يعملون ضد نشر رسائل الكراهية باسم البوذية."

وفي هذا السياق أشار المقرر الخاص إلى الصيغة الجميلة الموجودة في لبنان فيما يتعلق بتنوع الأديان والطوائف، ودعا إلى الحفاظ عليها والاستثمار بها قائلا إن لبنان قد يكون شعاع أمل في المنطقة وما بعدها.

مصدر الصورة