منظور عالمي قصص إنسانية

روني ضاع من أهله على الحدود الصربية/ الكرواتية

روني ضاع من أهله على الحدود الصربية/ الكرواتية

تنزيل

أفادت مفوضية شؤون اللاجئين بأن عشرات الآلاف من اللاجئين والمهاجرين في أوروبا والملايين المشردين في سوريا والمنطقة سيواجهون البرد خلال فصل الشتاء، وخاصة الأطفال واليافعين، في ظل ظروف قاسية للغاية.

فيما يلي قصة روني الذي ضاع من أهله على الحدود الصربية/ الكرواتية.

=-=-

"الذي أضاع طفلا اسمه روني... والدته تدعى كوثر وولده يدعى فخري. رجاء ارفعا أيديكما"

هذه رنا القصيفي، ضابطة الحماية في مفوضية شؤون اللاجئين بمنطقة بابسكا في صربيا، تنادي على أهل روني الذي يفتقد ذويه.

وقد شكلت موجة اللاجئين القادمين من الجنوب ضغطا على المرافق في الحدود الصربية - الكرواتية. وتتم إدارة التدفق إلى كرواتيا لضمان ألا يكتظ مركز عبور أوباتوفاتش .

وفي الآونة الأخيرة، زادت الأمطار والطقس القارس الطين بلة بالنسبة لآلاف اللاجئين والمهاجرين الذين يعبرون إلى كرواتيا من هذه النقطة الحدودية. وغالبا ما تكون هناك حالات انفصال أطفال عن ذويهم.

هذا هو حال روني:

رنا: "هل رأيت الماما؟ ...

روني: كلا،... ويبكي.."

لمُّ شمل الأطفال أولوية، بالإضافة إلى ضمان أن تركب الأسر التي لديها أطفال وأشخاص من ذوي الإعاقة على متن الحافلات أولا. ويشكل انخفاض حرارة الجسم الخطير مصدر قلق متزايد. لذلك تتواجد المفوضية في منطقة بابسكا في صربيا 24 /24 ساعة.

رنا مستمرة في محاولتها لإيجاد أهل روني:

"أنا أحاول أن أجعله يشير إلى أهله، إنه طفل ذكي، ولكن لا يبدو أن الأمر مفيد."

وينتظر اللاجئون والمهاجرون دخول كرواتيا، لكن العملية بطيئة. ويركب خمسون شخصا في كل رحلة الحافلة التي تنقلهم إلى مركز عبور أوباتوفاتش Opatovac القريب، خاصة في ظل الجو القارس كما تقول فاطمة إحدى اللاجئات السوريات:

" الأمر صعب، مع ولدين. لو لم أكن مع عمي وأخواتي لما كنت استطعت المجيء. فكما تعلم الجو بارد، والأولاد لا يستطيعون المشي كثيرا."

وتوزع المفوضية وشركاؤها البطانيات والطعام والماء، ولكن هناك مخاوف حقيقية من الشتاء المقبل. هذا ما أفاد به محمد عوض، ضابط حماية في مفوضية اللاجئين:

" نحن بحاجة إلى خيام للشتاء يمكن للناس أن تستخدمها كمنطقة انتظار، للحصول على بعض الدفء ولحمايتهم من هذه الأحوال الجوية."

وفي هذا الوقت تحاول رنا القصيفي مواساة روني الصغير الذي يبدو مستاء جدا. روني لم يكن الوحيد الذي انفصل عن والديه اليوم، فهناك سبعة أطفال افترقوا عن أسرهم أيضا.

وكان قرار اصطحاب روني من بابسكا إلى مركز العبور، على أمل أن يلقى والديه هناك، قرارا حكيما!

إذ تم -ولحسن الحظ-  لمّ شمل العائلة أخيرا.

مصدر الصورة