أمام زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن الأمن الغذائي والتغذية والزراعة المستدامة هي السبيل إلى تحقيق كامل الأهداف الإنمائية المستدامة بحلول عام 2030.

وذكّر غرازيانو دا سيلفا قادة العالم بأن السنوات الخمس عشرة المقبلة تتطلب استثمارات إضافية بمقدار 160 دولار سنوياً لكل شخص يعيش في براثن الفقر المدقع، من أجل بلوغ هدف القضاء على الجوع.

المزيد في هذا التقرير الخاص :

في حوار أجرته إذاعة الأمم المتحدة مع جوزيه غرازيانو دا سيلفا، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، قال إنه لا يمكن تحقيق السلام بدون الأمن الغذائي، ولكن أيضا لا يمكن تحقيق الأمن الغذائي بدون السلام.

غرازيانو دا سيلفا قال إن المنظمة تركز على البلدان في الصراعات، وخاصة تلك البلدان التي تشهد أزمات طويلة: مثل سوريا أو جمهورية أفريقيا الوسطى.

"إن المشكلة التي يجب علينا أن نركز عليها هي أساسا البلدان التي تعيش في الصراعات، وخاصة تلك البلدان في الأزمات الممتدة. وآخرها اليمن ، ولكن هناك بلدان أخرى مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، وسوريا؛ وتتأثر  شمال أفريقيا من النزاعات لمدة طويلة. لذلك، هناك علاقة بين وجود السلم والأمن الغذائي. لا يمكنك تحقيق السلام بدون الأمن الغذائي، ولا يمكنك تحقيق الامن الغذائي بدون السلام."

ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة  حول حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2015،  وجد أن الأزمات التي يطول أمدها بسبب النزاعات أو الكوارث الطبيعية تؤثر سلبيا على التقدم المحرز في الحد من الجوع.

وأشاد دا سيلفا بالتحول من الأهداف الإنمائية للألفية والتي هدفت إلى خفض الجوع في العالم، إلى الأهداف الإنمائية المستدامة التي تطمح إلى القضاء عليه.

"انتقلنا من هدف تقليل الجوع بمقدار النصف إلى هدف جريء للقضاء على الجوع والفقر. أعتقد أن التحول من التقليل إلى الاستئصال هو خطوة كبيرة. لذلك، عندي أمل كبير في أن يحشد هذا الدعم السياسي الذي نحتاجه لتحقيق هذا الهدف الجريء ".

وخلافا للاعتقاد الشائع، قال غرازيانو دا سيلفا إنه لا يوجد نقص في كميات الغذاء في العالم ، حيث هناك ما يكفي من الغذاء في العالم للقضاء على الجوع بحلول عام 2030

"على عكس ما يعتقد الكثيرون، لا يوجد نقص في الغذاء. هناك الكثير من الطعام اليوم. وهناك كمية كبيرة من الطعام المهدر، إذ يقدر أن ثلث الطعام يتم هدره."

ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، يتحقق الأمن الغذائي عندما يتمتع جميع البشر في كل الأوقات بفرص الحصول المادي والاجتماعي والاقتصادي على تغذية كافية وسليمة ومغذية تلبي حاجاتهم التغذوية وتناسب أذواقهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية.

وجدير بالذكر أن أهداف التنمية المستدامة تأتي كمتابعة للأهداف الإنمائية للألفية وتتوسع فيها، حيث هناك ما يقرب من 800 مليون شخص ما زالوا يعانون من نقص التغذية المزمن.