قال السيد الحبيب الصيد رئيس حكومة الجمهورية التونسية، إن التغيرات الإقليمية السريعة والمتلاحقة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة أفرزت تفاقما لخطر الإرهاب الذي بات يتهدد أمن واستقرار العديد من الدول في المنطقة ومن بينها تونس.

ولفت رئيس الوزراء التونسي الانتباه إلى أن نجاحات بلاده النوعية على الصعيد الأمني في مكافحة ظاهرة الإرهاب لا سيما عبر إفشال العديد من المخططات الإرهابية وإيقاف العديد من المشتبه بهم ووضعهم على ذمة العدالة، أدى إلى تعرضها في غضون هذه السنة إلى عمليتين إرهابيتين جبانتين استهدفتا كلا من متحف باردو وإحدى الوحدات السياحية بمدينة سوسة في محاولة يائسة لتقويض نمط تونس المجتمعي، وللإضرار بالاقتصاد الوطني:

"وإذ نجدد الإعراب عن عميق أسفنا لما خلفته هاتان العمليتان من خسائر في الأرواح من بين زوار تونس وأصدقائها، فإننا نشدد على أن مقترفي هذه الفظاعات لم ولن يفلتوا من العقاب. كما أننا نؤكد على أننا لن نسمح للإرهاب بأن يحقق مآربه أو أن ينال من عزم كافة مكونات المجتمع التونسي على دحره."

رئيس الحكومة التونسية أشار أيضا إلى الويلات التي يعيشها الشعب الليبي الشقيق نتيجة أزمة عصفت بأمنه واستقراره وتجاوزت تداعياتها حدود الدولة الليبية لتهدد استقرار سائر أرجاء المنطقة ولا سيما تونس:

"كما أود أن أشدد من على هذا المنبر على أن المخاطر والتهديديات المحدقة بدول الجوار جراء تنامي نفوذ ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، يستدعي أكثر من أي مقت مضى مزيدا من التنسيق والتشاور بين دول الجوار المعنية ومساندة دولية لهذه الجهود حفاظا على وحدة وأمن واستقرار هذا البلد الشقيق من جهة، ودرءا الكل ما قد يترتب عن تفاقم هذا الخطر من تهديديات على دول المنطقة، من جهة أخرى."