منظور عالمي قصص إنسانية

التعاونيات التي تملكها النساء تغلق الفجوة بين الجنسين في المناطق الريفية بالمغرب

التعاونيات التي تملكها النساء تغلق الفجوة بين الجنسين في المناطق الريفية بالمغرب

تنزيل

تساعد القروض الصغيرة التي يقدمها صندوق التنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة –إيفاد-،إلى التعاونيات التي تملكها النساء المغربيات، في سد الفجوة بين الجنسين في المملكة.

والآن تستطيع النساء في المجتمعات الجبلية النائية من البلاد بدء تربية قطيع صغير من الماشية وإنشاء أعمالهن الزراعية بفضل "مشروع التمويل الأصغر" بين إيفاد والحكومة المغربية.

المزيد في تقرير أعده جيمس هير بالإنكليزية لإذاعة الأمم المتحدة:

تعيش فاطمة في قرية نائية بجبال أطلس بالمغرب.

من وقت ليس ببعيد،  كانت الوظائف التي تقوم بها النساء هنا تقتصر على الأعمال المنزلية ومساعدة الرجال في الحقول.

لم تكن النساء قادرت على السفر إلى أي مكان بمفردهن أو إدارة أموالهن الخاصة.

ولكن الآن، تقول فاطمة إن هذا الوضع تغير كليا:

"تستطيع النساء الذهاب لشراء الحاجيات من السوق. نستطيع شراء الهدايا لأطفالنا، وشراء الحقائب المدرسية لهم. وإذا أصيبوا بالمرض، نملك المال لشراء الدواء لهم. بفضل الله، لسن مضطرات لتوسل أزواجنا لإعطائنا المال لنتمكن من شراء ونحتاجه. نحن الآن مستقلات."

هذا الأمر بدأ عبر فكرة بسيطة، وهي توفير الموارد للنساء ليصبحن قادرات على إنشاء مشاريعهن الخاصة. وهكذا في عام 2006، أنشأت الحكومة المغربية بالتعاون مع صندوق التنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة –إيفاد، خدمات لتمويل المشاريع الصغيرة، وهو جزء من مشروع التنمية الريفية في منطقة الحوز الجبلية حيث تمكنت النساء من استدانة ما يكفي من المال لشراء غنمتين. من ثم تضامنت النساء فيما بينهن لإنشاء تعاونية ليتمكن من تعزيز الموارد وإدارة مشروع الأغنام معا. فباعت النساء بعض أغنامهن في عيد الأضحى، واستخدمن الصوف لإنتاج السجاد الذي وصل مبيعه إلى أماكن بعيدة كمراكش.

وخلال ثماني سنوات فقط، ارتفع عدد الأغنام عشرة أضعاف. وساهمت قدرات الكسب الجديدة لدى النساء، بالإضافة إلى نشاطات مشاريع أخرى، ساهمت في زيادة دخل الأسرة بحوالي 60 في المئة.

حسين، زوج فاطمة، سعيد جدا بدور زوجته الجديد في العائلة. ومثل باقي الرجال في هذه البلدة، يتقبلها كشخص مساو له:

"الوضع الآن ليس كما كان سابقا عندما كان الرجل مورد الدخل الوحيد للأسرة. كنّا نستدين لشراء الثياب لأطفالنا. ولكن الآن، يستفيد الجميع من من إيرادات التعاونيات. لديهن أغنام، لديهن كل ما يحتجْنه، لا يعجبهن شيئا بعد الآن."

ناجية، امرأة مغربية أخرى، شريكة في التعاونية. وتقول إن عملهن معا هو مفتاح نجاحهن:

"نحشد جهودنا معا، ونؤمن بأننا نستطيع جعلها مؤسسة ناجحة لنا ولعائلاتنا. بدون ذلك، سنعود إلى نقطة الصفر، عندما كنّا لا نملك شيئا."

لا تريد هؤلاء النساء العودة إلى الوضع السابق. في الواقع، إنهن يعملن لدفع أعمالهن خطوة إلى الأمام. فبإيرادات الأغنام اشترين خلايا نحل وأشجار زيتون. ناجية تعلمت كيف تصنع العسل وزيت الزيتون، من ثم علّمت الأخريات بأن يقمن بالمثل ويبعن إنتاجهن في السوق. وهنّ الآن جاهزات لما قد يكون الخطوة الأكثر أهمية. ففي وقت قريب سيبدأن صفوف محو الأمية، ليس فقط من أجل مساعدتهن على تعزيز أعمالهن ولكن لتمهيد الطريق، بحسب قولهن، لكل النساء في المنطقة اللواتي يرغبن في تولي مسؤولية مصيرهن.

وقد ساعد مشروع إيفاد على دعم أكثر من مئة واثني عشر ألف شخص، مساهما بالتالي في خلق حوالي 200 جمعية مجتمعية وتعاونية، من بينها خمس خمسون تعاونية تديرها نساء مثل فاطمة.