منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا تغلق جميع مراكز الإيواء في غزة

الأونروا تغلق جميع مراكز الإيواء في غزة

تنزيل

أغلقت الأونروا جميع مراكز الإيواء في قطاع غزة بعد مغادرة النازحين الذين أقاموا فيها لعدة شهور. وقد دفعت الوكالة لهم بدلات للإيجار لمدة أربعة أشهر، تتراوح قيمتها الإجمالية ما بين 800 و1000 دولار.

وذكرت الأونروا أن مواصلة تقديم بدل الإيجارات يعتمد على دعم الدول المانحة.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إغلاق آخر مراكز الإيواء التابعة لها في قطاع غزة بعد خروج كافة النازحين منها حيث دفعت لهم بدل إيجارات لأربعة أشهر قادمة قبيل شهر رمضان المبارك.

وكانت مراكز الإيواء التابعة للأونروا قد استطاعت استيعاب ثلاثمئة ألف نازح في أكثر من واحد وتسعين منشأة تابعة للمنظمة الأممية أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة صيف العام الماضي.

عدنان أبو حسنة المستشار الاعلامي للأونروا أكد أن إغلاق آخر مراكز الإيواء تم برضاء النازحين ودون أي ضغوط حيث عملت الوكالة جاهدة على توفير مقومات الحياة الكريمة لهم خلال فترة مكوثهم في تلك المراكز وأثناء مغادرتهم لها.

"نؤكد أن كافة النازحين في مدارس الأونروا قد غادروها تماما ولم يعد هناك أي مراكز إيواء في مختلف مناطق قطاع غزة، كان هناك 246 فردا في منطقة مدينة غزة لكن كل هؤلاء غادروا يوم أمس بعد أن قدمت لهم الأونروا، بدل إيجارات، قدمنا بدل إيجار لمدة أربعة اشهر وأيضا حزمة مالية من أجل مساعدتهم لشراء أدوات المطبخ وغيرها من الأشياء الضرورية، بدل الإيجار يتراوح ما بين 200 دولار و 250 دولارا حسب عدد أفراد الاسرة أي أن المبلغ لأربعة اشهر يتراوح ما بين 800 إلى 1000 دولار".

وحول مستقبل النازحين بعد انتهاء فترة الأربعة الأشهر التي يتلقون خلالها بدل إيجار من المنظمة الدولية، قال أبو حسنة إن القضية تتعلق بدعم الدول المانحة وتوفر الأموال اللازمة للاستمرار في دفع بدل الإيجارات وإصلاح الأضرار البسيطة والشاملة التي أصابت منازل عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الوكالة تمر بضائقة مالية غير مسبوقة حيث بلغ العجز في ميزانيتها أكثر من مئة مليون دولار والذي من شأنه أن يؤثر على مجمل عملياتها في حال عدم توفر المبالغ المطلوبة.

وحول عملية الإعمار وتجلياتها المستقبلية في ظل العجز المالي الذي تعانيه الأونروا قال أبو حسنة:

"يجب على العالم أن يحترم تعهداته التي قطعها على نفسه في مؤتمر الإعمار بالقاهرة، القضية قضية أموال بالدرجة الأولى يجب أن تصل إلى قطاع غزة وثانيا يجب أن تدخل مواد البناء بسهولة أكثر وكميات أكبر تحت مظلة أن يرفع الحصار بصورة شاملة عن غزة، عدد البيوت التي أصيبت بأضرار في القطاع خلال العمليات العسكرية صيف العام الماضي، حوالي 137 ألف منزل منها تسعة آلاف منزل دمرت بصورة كاملة والباقي أصيب بأضرار مختلفة، نجحنا حتى الآن في إصلاح حوالي واحد وستين ألف بيت في مختلف مناطق قطاع غزة من المنازل التي أصيبت بأضرار بسيطة لكن حتى اللحظة لم يتم بناء بيت واحد في غزة من تلك التي دمرت بصورة كاملة، نحن بالأونروا لا نملك تمويلا إلا لإعادة بناء 200 بيت فقط من تلك المدمرة بصورة كلية لذلك لا نستطيع البدء بهذه العملية".

إذاعة الأمم المتحدة التقت أحد النازحين الذين أخلوا آخر مراكز الإيواء التابعة للأونروا اليوم والذي عبر عن مخاوفه الشديدة من احتمالية أن تتوقف الأونروا عن دفع بدل الإيجارات بعد انقضاء فترة الأربعة أشهر الحالية.

"قدموا لنا 500 دولار مشكورين وإيجار لأربعة اشهر، ولكن إلى أين؟ وكالة الغوث تقول هذا الحل لكم ودبروا أنفسكم!! السؤال هل الخمسمئة دولار بدل الإيجار كافية لشراء عفش بيت، فراش، غطاء، أثاث ومقاعد لأبنائنا وغسالات، ماذا بعد ذلك؟ لا توجد إجابات قدمتها لنا وكالة الغوث، كل إنسان يسعى أن يكون له مأوى ومسكن يشعر به بالأمن والأمان ويحتوي أسرته وأطفاله.. هذه القضايا الإنسانية نحن افتقدناها".

أما المواطن محمود الدبش فيرى أن الأوضاع المأساوية في غزة تلقي بظلال قاتمة على مستقبل الناس بصفة عامة وبصورة أكثر ضراوة على المشردين والنازحين الذين مكثوا في مراكز الإيواء لمدة عام تقريبا على أمل أن يعودوا إلى بيوتهم وقد تم بناؤها إلا أن الواقع المرير دفعهم إلى مغادرة هذه المراكز إلى مستقبل مجهول حسب وصفه. ويقول:

"أنا أتصور أن ما هو قادم أسوأ، أنا أوصل رسالتي لمسئولين الوكالة، بعد الأربعة أشهر والخمسمئة دولار ماذا سيحدث معنا؟ لا يوجد أفق!! هل سنعيش بالشوارع؟ حتى إيجارات بيوت بعد انقضاء الأربعة أشهر لا نملك، وضعونا بواقع جديد، هل الوكالة لن تتعرف علينا فيما بعد وستتركنا لجهات أخرى تتكفل بنا؟!! المسئول عنا وكالة الغوث وهي المطلوب منها أن تجد لنا الحل".

إخلاء مراكز الإيواء التابعة للأونروا لا يعني أن مشكلة النازحين والمشردين قد حلت، خاصة بعد عجز المجتمع الدولي والمنظمات الممثلة له عن بناء ولو بيت واحد من البيوت المدمرة كليا، فيما تشهد بعض المراكز محاولة بعض النازحين العودة إليها في ظل شعور متزايد بالحرمان والوحدة وفقدان الأمل بالمستقبل.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة/ قطاع غزة