منظور عالمي قصص إنسانية

دي مستورا: الأمم المتحدة لن تتخلى أبدا عن الشعب السوري

دي مستورا: الأمم المتحدة لن تتخلى أبدا عن الشعب السوري

تنزيل

بدأ ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمين العام المعني بسوريا سلسلة مشاورات مغلقة ومنفصلة في جنيف مع الأطراف المعنية بالأزمة السورية.

وأكد دي مستورا أن الأمم المتحدة لن تتخلى أبدا عن الشعب السوري وأنها ستواصل السعي لإيجاد حل سياسي للصراع.

التفاصيل في حوار أجرته ريم أباظة مع السيد دي مستورا، وبدأته بالسؤال عن طبيعة تلك المشاورات.

دي مستورا: شعر الأمين العام، بقوة وأنا اتفق معه تماما، بأن هناك حاجة بعد نحو خمس سنوات من بداية هذا الصراع الرهيب في سوريا وثلاث سنوات من صدور بيان جنيف، لأن تقوم الأمم المتحدة بالتحقق من وجود أية مساحة للعملية السياسية. من أجل فعل ذلك وبدلا من عقد (مؤتمر جنيف) الذي لا يبدو المناخ مهيئا له، فإن من الأفضل إجراء مشاورات وجها لوجه مع أي شخص يمكن أن يقدم مساهمة للعملية السياسية المحتملة في سوريا. المشاورات ليست (جنيف-3) وليست مؤتمرا، ولا تتنافس مع العمليات الأخرى مثل ما يجري في موسكو والقاهرة، بل تكملها. على الأمم المتحدة واجب وحق في الحديث مع كل طرف.

إذاعة الأمم المتحدة: من هي الأطراف التي دعوتها للمشاركة في المشاورات، سواء من داخل سوريا أو خارجها؟

دي مستورا: الميزة من عقد المشاورات في جنيف هي أنني، نيابة عن الأمين العام، أستطيع دعوة أي طرف. دعونا الحكومة بالطبع والمعارضة والنخبة المثقفة وجمعيات المرأة وهي نشطة بشكل رائع ومنخرطة في كل ما يحدث في سوريا، وجميع من يمكن أن يساهم من الجانب السوري. فنحن جميعا نقول، ويجب أن نلتزم بذلك، إن الحل يجب أن يكون سوريا. وأيضا هناك الأطراف الإقليمية، المنخرطة بشكل مكثف فيما يحدث في سوريا، ويمكن أن تنخرط أو تساهم في حل ما يحدث هناك. بالإضافة إلى الأطراف الدولية، وخاصة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. فأحد أسباب عدم تحقيق تقدم هو وجود انقسام كبير داخل مجلس الأمن.

إذاعة الأمم المتحدة: وما هي الاستجابة التي تلقيتها حتى الآن من جميع تلك الأطراف؟

دي مستورا: هناك شعور باليأس والحزن بعد خمس سنوات من الصراع ومقتل مائتين وعشرين ألف شخص وإصابة مليون بجراح، ولجوء ثلاثة ملايين وتسعمائة ألف إلى خارج البلاد، فالكل يبحث عن صيغة ما للعملية السياسية، لذا فإن الاستجابة على أية مبادرة ومنها هذه المبادرة الجادة، إيجابية. ما نريده هو الاستماع والإنصات. إن الأمم المتحدة لن تتخلى أبدا عن الشعب السوري.

إذاعة الأمم المتحدة: هل يمكن القول إن أيا من الأطراف لم يرفض  المشاركة في المشاورات في جنيف؟

دي مستورا: كانت هناك أسئلة، وهذا شيء طبيعي فأية مبادرة يجب أن تشرح بشكل ملائم. كان البعض قلقا من أن تكون المشاورات مؤتمرا جديدا في جنيف أو أن تكون منافسة لعمليات أخرى جارية. ولكن أعتقد أننا طمأنا الجميع من خلال شرحنا للمبادرة وإجرائها كما نخطط لها.

إذاعة الأمم المتحدة: ما الذي تتمنى تحقيقه وما الذي يمكن تحقيقه من هذه المشاورات؟

دي مستورا: سنتحدث عن ذلك بمجرد إكمال المشاورات، سأقدم تقريرا للأمين العام حول النتيجة، وسيعود الأمر له ليقرر كيفية استخدام ذلك بالشكل الأمثل.

إذاعة الأمم المتحدة: عندما توليت منصبك قدمت مقترحا لتجميد الصراع في بعض المناطق، ما هي أكبر العوائق التي حالت دون تنفيذ تلك المبادرة؟

دي مستورا: إن تقليل العنف يبقى أولوية لدى الأمم المتحدة، مهما كنا نفعل فإن هدفنا هو تقليل العنف. عندما تكون طبيبا، ويمكن اعتبار الأمم المتحدة طبيبا للأمراض الدولية،  ولا يكون هناك علاج لمرض ما فإن ما تفعله هو محاولة تقليل الألم على الأقل. وهذه هي فكرة تجميد الصراع، ولكننا اكتشفنا ضرورة وجود أفق سياسي مرتبط بتقليل العنف. إن المشكلة الكبرى هي انعدام الثقة.

إذاعة الأمم المتحدة: عندما توليت منصبك، أجريتُ معك حوارا وقلت لي إنني مصاب بمرض اسمه التفاؤل المزمن، كيف تشعر الآن؟

دي مستورا: مازلتُ مصابا بهذا المرض، وأعتقد أن الأمر مرتبط بالرسالة التي يوجهها الأمين العام ومفادها أن الأمم المتحدة قد لا تنجح، وقد تفشل في بعض الأحيان ولكنها لن تيأس أبدا.