منظور عالمي قصص إنسانية

من حمص إلى إيطاليا: إما أن نعيش معا أو نموت معا

من حمص إلى إيطاليا: إما أن نعيش معا أو نموت معا

تنزيل

قامت سفينة إيطالية هذا الشهر بإنقاذ نحو 450 شخصا من السوريين والعراقيين والصوماليين والإيريتريين كانوا على متن قارب قادم من مصر في طريقه إلى أوروبا.

في هذا التقرير نتعرف على تجربة الأم هبة والطفلة ضحوك ورحلتهما من حمص إلى إيطاليا

تقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن ما يزيد على 39 ألف شخص قد عبروا البحر المتوسط  منذ بداية هذا العام، وفقد أكثر من 1700 حياتهم خلال محاولتهم عبور البحر.

وقبل قيام البحرية الإيطالية بإنقاذ مئات اللاجئين والمهاجرين هذا الشهر، أمضى أولئك الأشخاص ثمانية أيام في عرض البحر ومعهم القليل من الطعام والماء.

كان من بينهم السيدة السورية هبة وأسرتها الذين أجبرتهم الحرب في سوريا إلى الفرار بحثا عن الأمان:

"إن من يأخذ مثل هذا القرار، يكون في حالة يائسة جدا .لقد شعرت أننا فقدنا كل شيء. إما أن نعيش معا أو نموت معا"

وقد  فرت هبة وزوجها وأبناؤها الأربعة تحت القصف من حمص، وقد تحدثت عن الرحلة المحفوفة بالمخاطر :

" لقد أصابني اليأس عندما كانت الأمواج عالية... وصلت إلى مرحلة اليأس وقمت بتغطية رأسي وحضنت ابنتي.. وقلت إذا حدث شيء في المركب، لا أريد أن أعرف ماذا سيحدث، أنا لا أريد أن أعرف ماذا سيحدث أبدا .. لقد أصابني الخوف،  لأنه كانت عندي مسؤولية كبيرة تجاه أطفالي، أنا لا أتذكر، أظن أنني قد تمكنت من النوم مدة ساعة أو ساعتين فقط خلال الأيام الستة."

وقد بقيت الطفلة ضحوك والتي تبلغ من العمر تسع سنوات خارج المدرسة لمدة عامين، وقد وصفت رحلتها على متن القارب وقالت:

"لقد شعرت بالملل ، لقد كنت أجلس فقط في السفينة.. لم أستطع التحرك أو أفعل أي شيء آخر.. لقد اشتقت إلى صديقاتي."

ومع زيادة عدد المهاجرين وطالبي اللجوء من أماكن الصراعات، الذين يخوضون رحلات محفوفة بالمخاطر سعيا للوصول إلى الأمان في أوروبا  دعا عدد من كبار مسؤولي المنظمات الدولية إلى القيام بعمل جماعي جريء لحماية المهاجرين من تلك الرحلات الخطرة في البحر الأبيض المتوسط، التي أدت إلى مصرع نحو ألف وستمائة شخص منذ بداية العام الحالي.

وأكد الأمين العام بان كي مون أن على المجتمع الدولي التعامل مع الأسباب الجذرية للهجرة وإيجاد السبل لمشاطرة المسؤولية في إعادة توطين من يخوضون تلك الرحلات الخطرة.

وأضاف بان أن العمل الجماعي هو النهج الوحيد الذي يمكن أن ينجح للتعامل مع مشكلة بهذا الحجم والنطاق العابر للدول.