دفعت المخاوف الأمنية على الحدود اللبنانية مع سوريا الجيش اللبناني إلى إجلاء أسر بأكملها من المنطقة التي يقيمون في خيام بها. وبعد تكبدهم مشقة النزوح من ديارهم في سوريا، بسبب أعمال العنف، لا يجد أفراد نحو ثلاثين أسرة لاجئة في وادي البقاع بلبنان خيارا سوى البحث عن سكن آخر.
التفاصيل في التقرير التالي.
"هذه خيمتي، نحن أسرة مكونة من ستة أشخاص، أنا وزوجتي وولدان وابنتان. كنا نقيم هنا منذ نحو سنة. جاء الجيش هدم خيامنا وكسر خشبنا."
عبد الكريم كان أحد سكان خيام نصبت في منطقة بوادي البقاع في لبنان لتكون شبه مخيم مؤقت للاجئين سوريين لم يتمكنوا من تحمل تكاليف تأجير منزل أو شقة لهم ولأسرهم.
بسبب المخاوف الأمنية في منطقة الحدود مع سوريا، قام الجيش اللبناني بإجلاء الأسر المقيمة بالمخيم بعد إعطائها مهلة قصيرة.
ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي تقول في هذا الشأن:
"لقد أبلغتهم السلطات بأن عليهم مغادرة المكان خلال يومين، وتم إجبارهم على المغادرة. ويمكن أن نرى هنا الدمار الذي يمثل بقايا حياتهم. إن معظم أولئك الأشخاص شردوا مرات كثيرة من قبل. وقد نزحوا عدة مرات داخل سوريا قبل أن يصلوا إلى لبنان."
نادية وأفراد أسرتها أجبروا أيضا على مغادرة خيمتهم. والآن تقيم أسرتها مع خمس عائلات أخرى في مرأب للسيارات.
تقف نادية في المكان الذي وجدت به خيمتها يغلبها شعور باليأس.
"لدي عشرة أطفال، إلى أين أذهب بهم؟ لا يوجد مكان ولا أستطيع أن أستأجر بيتا حتى لو بمائة ألف ليرة لن أستطيع أن أستأجر. أين سأذهب؟"
تلك الأسر لا تجد من يساعدها لإيجاد مأوى بديل. وتحد القيود المفروضة قدرة وكالات الإغاثة على التدخل لتقديم المساعدة كما تقول نينيت كيلي.
"في كثير من الأحيان تنفذ عمليات الإجلاء لأسباب أمنية، وهو أمر نتفهمه تماما. على الحكومة اتخاذ التدابير، ولكن مشكلتنا تتمثل في أننا لا نمتلك صلاحية إيجاد بدائل لإقامة أولئك الأشخاص."
منذ مغادرته سوريا تعد هذه هي المرة الرابعة التي يضطر فيها عبد الكريم إلى التنقل من مكان إلى آخر.
"لقد كرهنا الحياة. لم نرتكب أي ذنب، ولكن كل يوم ننقل ونغير المكان، ومعنا أطفال ونساء في ظل وضع صعب للشتاء، لم يراعينا أحد فيه."
جاء عبد الكريم إلى لبنان سعيا وراء الأمان والاستقرار، قد يتوفر له مكان الإيواء الآن ولكن الاستقرار مازال يبدو بعيد المنال.