منظور عالمي قصص إنسانية

ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي يكرمون في الأمم المتحدة

ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي يكرمون في الأمم المتحدة

تنزيل

تكريما لأكثر من خمسة عشر مليون شخص من الرجال والنساء الذين كانوا ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي لأكثر من أربعمائة عام، ترفع الأمم المتحدة الستار يوم الخامس والعشرين من آذار مارس، عن تصميم فني أطلق عليه " سفينة العودة" يرمز إلى معاناة ضحايا أكبر هجرة قسرية في التاريخ.

اختيار وتصميم هذا النصب التذكاري ومدلوله، في تقرير بسمة البغال:

من خلال منافسة دولية لتكريم ملايين ضحايا العبودية والرق عبر المحيط الأطلسي، تم اختيار " سفينة العودة" للمصمم الأمريكي رودني ليون، لتكون نصبا تذكاريا يدشن في حديقة الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من آذار مارس، في اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر الأطلسي.

رودني ليون، مصمم فكرة سفينة العودة، والذي تم اختيار تصميمه من بين مئات التصاميم في منافسة دولية نظمتها اليونسكو عام 2013، قال في هذا الشأن:

" بمجرد إدراكنا بأننا فزنا، عرفنا أن هناك الكثير من العمل الذي لا بد من القيام به."

ويقول السيد ليون، إن عملية تصميم النصب التذكاري من مجرد رسومات فنية إلى تنفيذ فعلي، واجه تحديات كبيرة كما احتاج إلى فريق عمل كامل من جميع أنحاء العالم، أضاف إلى التصميم معانٍ أخرى، وقال موضحا:

" بمجرد اختيارنا، كان علينا أن نعد فريقا كاملا من المهندسين  من جميع التخصصات والنحاتين وغيرهم من الخبراء. كل هؤلاء الأشخاص الخبراء قدموا كشخص واحد، لقد كانت عملية عالمية ومميزة، حيث كان لدي فريق قادم من الدول الكاريبية وشمال أفريقيا مثل مصر، وفريق من شرق أوروبا ومن أمريكا فضلا عن نحاتين من إيطاليا وغيرهم. هذا  ما يتحدث حقا عن فكرة: من أين أتينا كي نكون هنا في هذا المكان اليوم، وكيف أصبحنا جزءا من العملية البشرية، لعمل هذا المنتج."

image

وقال المهندس المصري حسام يونس، أحد المساهمين في إنشاء النصب التذكاري، إن التصميم الفني لهذا المعلم ينقسم إلى ثلاث مراحل أساسية كل مرحلة منها لها موضوع معين، وأضاف:

"أول مرحلة هي مرحلة الإقرار بالمأساة، حيث يرى الزوار لهذا النصب خارطة العالم والرحلات البحرية التي كانت تقوم بها السفن لنقل الرقيق عبر المحيط الأطلسي، وتلك الرحلات البحرية كانت رحلات تسير في مسارات مثلثة وجاء المشروع ليحاكي هذه الرحلات. المرحلة الثانية من المشروع، تحمل عنوان إحياء التراث، حيث هناك عنصران وهو جسم من الرخام الأسود مغطى بغطاء أبيض وعلى الناحية الثانية من الجسم نجد مجموعة من القطاعات من السفن وهي عبارة عن رسومات عامة توضح كيف كانوا يضعون الرقيق داخل السفن. أما التمثال المنحوت في النصب، فقد تعرض لمأساة عاناها في الماضي داخل تلك السفن، وهناك دموع تظهر على وجه التمثال، والدموع تسير في مسار حتى تصل إلى نافورة مياه تكريما لأرواح الأشخاص الذين لقوا حتفهم مكتوب عليها، "كي لا ننسى" لكي لا ننسى الضحايا الذين ماتوا من أثر الرق والعبودية."

"سفينة العودة" ومدلولها المعنوي، يوضحه السيد رودني ليون:

"لذا، فإن فكرة سفينة العودة هي محاولة لتطوير تصميم يتيح للأشخاص، إذا لم يكونوا قادرين بدنيا على العودة، على الأقل أن يعترفوا بحقيقة أن أشخاصا قد تكبدوا خسائر مأساوية كبيرة ومروا بتجارب مريرة لتكون حياتنا على ما هي عليه اليوم."

العبودية وقضية تجارة الرقيق لم تكن مقتصرة فقط على الأفارقة، بل ظهرت منذ القدم بين الشعوب، ولا تزال تسلك مسالك متعددة وممارسات مختلفة، مما يجعل من هذا النصب التذكاري رسالة أبدية ،" كي لا ننسى."

مصدر الصورة