منظور عالمي قصص إنسانية

بيير كرينبول يدعو المجتمع الدولي إلى عدم نسيان معاناة سكان غزة

بيير كرينبول يدعو المجتمع الدولي إلى عدم نسيان معاناة سكان غزة

تنزيل

طالب المفوض العام للأونروا، بيير كرينبول ،المجتمع الدولي بالالتزام بتعهداته التي أعلن عنها في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة محذرا من خطورة عدم تغيير الوضع الحالي الذي ينذر بتدهور كبير وعواقب وخيمة على مستوى حياة السكان وآمالهم وتطلعاتهم. المزيد في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

وقال كريبنول خلال افتتاح مدرسة  خزاعة الابتدائية التابعة لوكالة الغوث والتي دمرت أجزاء منها خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة ، إنه من غير المقبول أن تبقى غزة محاصرة ومدمرة وأن يفقد الآلاف من أبناء غزة حقهم في الحصول على التعليم والحياة الكريمة وتحقيق طموحاتهم وأحلامهم. وقال:

"في الثامن والعشرين من شهر يوليو من العام الماضي، قبل نحو ثمانية أشهر وفي وسط الصراع المدمر الذي أثر على سكان غزة وقطاع غزة، جزء كبير من هذه المدرسة دمر أثناء العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، كما تعلمون أن القسم الداخلي من هذه المدرسة الذي يحتوي على فصول دراسية، ودورات مياه وجزء من الجدار قد دمر، عندما زرت المدرسة في شهر أغسطس الماضي تولد لدي شعور عميق بعدم تصديق ما حدث".

وأضاف كرينبول أن الأونروا تشعر بسعادة بالغة لإعادة أكثر من ألف طالب إلى مقاعد الدراسة في تلك المدرسة التي شهدت وجوارها تدميرا هائلا وغير مسبوق أثر على حياة الآلاف من الأسر وشردها:

"اليوم، إنه شيء يسر القلب ان نرى عودة أكثر من ألف طالب إلى مقاعد الدراسة في هذه المدرسة، إنه شيء يشعرني برضاً عميق على المستوى الشخصي، إعادة الحياه وإصلاح المدرسة تم بتبرعات كريمة ولكنني أود وبشكل خاص أن أسلط الضوء على التبرع الذي جاء من الحائزة على جائزة نوبل"مالالا يوسف" التي تبرعت بكل قيمة الجائزة النقدية لإصلاح هذه المدرسة وغيرها، إنها تمثل إلهاما للكثيرين منا ولكثير من طلاب المدارس في العالم. نحن نشكرها بشدة."

وذكر كرينبول العالم أن ثلاثة وثمانين مدرسة وعشر عيادات صحية أصيبت بأضرار خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما تمت مهاجمة سبع منشآت للأونروا، ما أدى إلى قتلى وجرحى ودمار كبير، مطالبا بمحاسبة من قاموا بهذا الفعل ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن نتائج لجنة التحقيق التي شكلها الأمين العام للأمم المتحدة  ستظهر في القريب العاجل.

وشدد كريبنول على ضرورة أن يتحرك العالم لإنقاذ قطاع غزة من الواقع المرير الذي يعيشه. وقال:

"نحن هنا اليوم أيضا لضمان ألا يُسمح للعالم بنسيان ما يحدث هنا في غزة. كان هنا الكثير من المعاناة، ومن غير المسموح أن يتهرب العالم من مسؤولياته. يجب أن يعمل المجتمع الدولي بحزم على المستوى السياسي لينهي الوضع القائم ويعالج الأسباب الأساسية التي أدت إلى هذه الحالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديدا في غزة. وأنا هنا أشير إلى عقود الاحتلال الإسرائيلي وإلى الحصار غير الشرعي المفروض على قطاع غزة لسنوات عديدة".

وأشار المسئول الأممي إلى أن عملية الإعمار تسير ببطء شديد فيما لم يصل من أموال المانحين إلا النذر اليسير مطالبا كل الأطراف بالعمل سويا من أجل تجاوز الواقع المأساوي في غزة وإعادة الأمل والحياة لسكانها:

"هناك حاجة إلى مزيد من التعاون بين الأطراف الفلسطينية، وحاجة قوية لأن يحترم المانحون التعهدات التي أعلنوها في مؤتمر الإعمار في القاهرة، والتي لا تصل بالسرعة الكافية. كما نعرف فإن عشرات الآلاف من الناس لا يزالون بلا مأوى، مما يضيف الكثير من المعاناة والغضب والإحباط. وعلى المجتمع الدولي أيضا أن يدرك أننا نتعامل مع قنبلة زمنية في غزة حيث إن 65 في المائة من السكان هم تحت سن الخامسة والعشرين، وهم محرومون من حقوقهم ومحرومون من الوظائف ومحرومون من حرية الحركة والتنقل".

وتواصل الأونروا من جهتها تحذيراتها من خطورة الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة والتي تتطلب من الجميع بذل أقصى الجهود لإنقاذ القطاع المحاصر في ظل الانهيار الدراماتيكي في مختلف جوانب الحياة.

علا ياسين/ إذاعة الأمم المتحدة /قطاع غزة

مصدر الصورة