منظور عالمي قصص إنسانية

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الأمم المتحدة تسلط الضوء على أهمية تمكين النساء عبر العالم

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الأمم المتحدة تسلط الضوء على أهمية تمكين النساء عبر العالم

تنزيل

يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/مارس من كل عام، إحياء لذكرى اتفاقية بيجين التاريخية التي تهدف إلى النهوض بحقوق المرأة.

في التقرير التالي، تلقي مي يعقوب الضوءَ على المناقشة الموضوعية التي عقدتها الجمعية العامة يوم الجمعة تحت عنوان "النهوض بالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات نحو جدول أعمال تحويلي للتنمية لما بعد عام 2015 ". التفاصيل فيما يلي:

قبل عشرين عاما مضت، عقد العالم مؤتمرا تاريخيا عن موضوع حقوق الإنسان الخاصة بالمرأة، وذلك على خلفية النزاع المدمّر في يوغوسلافيا السابقة وما استرعاه من اهتمام واجب بمسألة الاغتصاب وجرائم الحرب الأخرى التي ارتُكبت هناك ضد المدنيين.

واليوم، بعد مرور عقدين من الزمن، أصبح من السهل أن يتسرب إلينا اليأس من جدوى التجمعات الدولية ونحن نشاهد جماعات متطرفة عنيفة تستهدف فتيات لا تتجاوز أعمارهن سبع سنوات، بل وتستخدمهن سلاحا لخدمة أغراضها.

هذا بعض مما جاء في كلمة الأمين العام بان كي مون بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي أكد في كلمته بهذه المناسبة على أن "التقدم الذي أُحرز على مدى العقدين الماضيين شاهد على القيمة الثابتة لمؤتمر بيجين المعني بالمرأة لعام 1995 ":

"دعونا ألا ننسى أبدا وكما أعلن إعلان بيجين بإيجاز، بأن "حقوق المرأة هي حقوق الإنسان". المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات أمر ضروري لمستقبلنا المستدام. أعتقد أنه في ظل 20 عاما من الخبرة بأجندة بيجين، والعمل الفني من الآن فصاعدا، فإننا يمكن أن نصل إلى هدف المساواة بين الجنسين ضمن الإطار الزمني لجدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. علينا أن نتطلع إلى المزيد من التقدم الكبير في عام 2020، وإلى المساواة بين الجنسين بحلول عام 2030. لندع تجمعَنا يصرخ "مناصفة –مناصفة" بحلول عام 2030!"

الأمين العام الذي كان يتحدث يوم الجمعة في جلسة الجمعية العامة حول النهوض بالمرأة من خلال جدول أعمال تحويلي لما بعد عام 2015، قال إنه لاتزال أمامنا أشواط طويلة يتعين قطعها قبل أن نتمكن من تحقيق المساواة الكاملة - مع التركيز بوجه خاص على وضع حد للعنف القائم على نوع الجنس.

وأوضح أنه حتى في المجتمعات التي تنعم بالسلام، لا يزال الكثير من الفتيات والنساء عرضة للعنف المنزلي، ولممارسات من قبيل ختان الإناث وغيره من أشكال العنف التي تتسبب في ترويع الأفراد وتلحق الضرر بمجتمعات بأكملها.

هذا ما عكسه أيضا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة سام كوتيسا في كلمته الافتتاحية للجلسة حين تحدث عن نابانجا التي تركها زوجها دون دخل مستدام هي وأطفالها:

"هذا يقودني إلى قصة نابانجا التي التقيتها قبل أن أتولى منصبي الحالي، وذكرتها في خطابي الأول في حزيران الماضي. نابانجا هي امرأة متزوجة وأم لأربعة أطفال من قرية كاشونغي Kashongi في أوغندا، التي حازت على قطعة أرض مع زوجها منذ عدة سنوات. قبل فترة ليست طويلة من لقائي بها، باع زوج نابانجا تلك الأرض دون علمِها، وتاركا إياها وأولادها دون منزل أو وسيلة للبقاء على قيد الحياة. هذه الأمثلة تؤكد على ضرورة وضع تشريعات تخول وتضمن للنساء حقوق ملكية الأراضي والميراث."

وفي هذا الإطار أكد الأمين العام بان كي مون أن التمييز لا يزال حاجزا جسيما يجب نسفُه، داعيا إلى توسيع نطاق الفرص المتاحة في مجالات السياسة والأعمال وغيرها، و إلى تغيير العقليات السائدة، وخاصة في صفوف الرجال، وإشراك الرجال ليصبحوا هم أنفسهم من دعاة التغيير.

"لا يزال التمييز سقفا زجاجيا سميكا. نحن بحاجة إلى تحطيمه - معا. نحن بحاجة إلى الموارد لإنجاز هذه المهمة. ولكن الأهم من ذلك كله نحن بحاجة إلى تغيير العقليات - وخاصة بين الرجال."

وفي هذا الإطار ذكّر السيد بان بأن الاستثمار في المساواة بين الجنسين يولّد التقدم الاقتصادي والإدماج الاجتماعي والسياسي وفوائد أخرى تساهم بدورها في تعزيز الاستقرار والكرامة الإنسانية.

مصدر الصورة