منظور عالمي قصص إنسانية

زيد رعد الحسين يحذر من خطر حقيقي يهدد القيم التي بنيت عليها شرعة حقوق الإنسان

زيد رعد الحسين يحذر من خطر حقيقي يهدد القيم التي بنيت عليها شرعة حقوق الإنسان

تنزيل

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، إن العالم قد يكون أمام "نقطة تحول" فيما ينتشر التطرف العنيف والتعصب بين جميع أطياف المجتمع العالمي.

في التقرير التالي نلقي الضوء على أبرز ما جاء في خطاب المفوض السامي أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف:

حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، من "خطر حقيقي" من شأنه أن يفقد قادة الرأي وصناع القرار زمام الأمور فيما يتعلق بالقيم التي قامت ببنائها الدول قبل 70 عاما "لدرء أهوال الحرب."

وفي خطابه أمام مجلس حقوق الإنسان يوم الخميس، حث رعد الدول الأعضاء على التمسك بمبادئ حقوق الإنسان الكامنة في مجتمعاتها في محاربتها التطرف، مشيرا إلى "المد المتصاعد من الهجمات" في جميع أنحاء العالم التي تستهدف الأشخاص بسبب معتقداتهم :

"إن ما يسمى حركة داعش على وجه الخصوص تبث بوقاحة أعمالها الإرهابية. . لقد هالتني المعاناة الكبيرة التي تسببها هذه المجموعة: من جرائم القتل والتعذيب والاغتصاب وبيع الأطفال التي سلِط الضوء عليها منذ بضعة أسابيع من قبل لجنة حقوق الطفل؛ إلى قطع الرؤوس الجماعي، وحرق الناس أحياء في أقفاص. الهجمات التي على ما يبدو أنها إبادة جماعية ضد الجماعات الدينية وكذلك الإثنية، والتعذيب؛ الحرمان من الدخل وكل أنواع الخدمات والموارد؛ تجنيد الأطفال، وتدمير عناصر التراث الثقافي البشري. وأخيرا وليس آخرا، الهجمات الشرسة والشاملة ضد حقوق النساء والفتيات. "

وأوضح رعد أن "مخالب الحركة التكفيرية المتطرفة" – وهي أيديولوجية يكفر بموجبها مؤمن مؤمنا آخر، ويوصمه بالنجاسة بعد ذلك - امتدت إلى مجموعة واسعة من البلدان، من العراق وسوريا إلى نيجيريا واليمن وليبيا والصومال. ولكنه أبرز أيضا الدور الذي يمكن أن يلعبه المسلمون لدحض أفكار داعش:

"حقيقة أن الغالبية العظمى من ضحايا داعش هم من المسلمين، تتلقى دعاية أقل. يجب دعم هذه الحقائق من خلال حملة حقيقية لنبذ أفكار داعش. وينبغي أن تسعى هذه الحملة أيضا لبث روح الشجاعة في الأغلبية الساحقة من المسلمين السلميين والمتسامحين في جميع أنحاء العالم، لتشجيعهم على اتخاذ موقف والتعبير عن الطبيعة الأساسية لدينهم."

المفوض السامي أشار إلى أن أعدادا كبيرة من الناس لا تنضم إلى هذه الحركات المتطرفة بشكل جماعي لأنها خضعت لتنويم مغنطيسي فجأة وبشكل غير مفهوم، موضحا أن التطرف البغيض، تغذيه الأيديولوجيا والعزلة التي تغذيها سنوات من الاستبداد والفساد والقمع والتمييز والحرمان والإهمال من الحقوق المشروعة للمجتمعات.

وفي ظل هذه الخلفية، أعرب السيد زيد عن قلقه العميق إزاء نزوع الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أبسط حقوق الإنسان، بما في ذلك اعتماد التدابير التي تحد من حرية التعبير والمساحة الديمقراطية.

"عندما يشعر الزعماء الأقوياء بالتهديد بسبب تغريدة أو مدونة أو كلام طالب في المدرسة الثانوية، فهذا يوحي بضعف أساسي وعميق. وعندما يتم اختطاف الكتّاب وحبسهم، وجلدهم، أو تنفيذ حكم الإعدام بهم؛ عندما يتم الاعتداء على الصحفيين، وتعريضهم للعنف الجنسي والتعذيب والقتل؛ عندما يتم قتل المتظاهرين السلميين من قبل البلطجية؛ عندما يتم سجن محامي حقوق الإنسان، والمدافعين عن حقوق الإنسان لتهم زائفة كالفتنة؛ عندما تهاجم الصحف أو تغلق – فإن مثل تلك الحالات تقوض أسس الحكم الرشيد. "

إلى ذلك تحدث المفوض السامي في خطابه عن المأزق الذي يواجهه مجلس الأمن فيما يتعلق بسوريا، قائلا إن حق الفيتو أو التهديد باستخدام الفيتو، يجعل المجلس عاجزا عن التدخل وتغيير مشهد الدمار وسفك الدماء، حيث أسفر الصراع السوري عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص، ويستمر في القتل أكثر كل يوم. وقد أجبر هذا الصراع الملايين على الفرار. وحرم كثرين من الشروط الأساسية لحياة كريمة، بما في ذلك الحق في التعليم والغذاء والرعاية الصحية والسكن.

مصدر الصورة