منظور عالمي قصص إنسانية

الحوار الليبي مستمر في ظل أجواء توصف بالإيجابية وآمال باستعادة استقرار البلاد

الحوار الليبي مستمر في ظل أجواء توصف بالإيجابية وآمال باستعادة استقرار البلاد

تنزيل

نظمت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في مقر المنظمة الدولية في جنيف، جولتين من الحوار السياسي الليبي وصفت مجرياته بالإيجابية.

وأعرب المشاركون عن الأمل في أن يهيئ الحوار المجال لاستعادة الاستقرار في البلاد، واتفقوا من حيث المبدأ على نقل جلساته المقبلة إلى ليبيا.

التفاصيل في التقرير التالي.

انطلقت محادثات الحوار الليبي، بتيسير من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، في الرابع عشر من يناير كانون الثاني في جنيف.

وأكد برناندينو ليون الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا خلال الاجتماعات أن الحوار لن يكون سهلا أو يسفر عن نتائج سريعة بسبب الفجوات بين الأطراف والقتال على الأرض. وقال إن الاتفاق على إجراء الحوار استغرق وقتا طويلا من المشاورات المكثفة.

"استغرق الأمر أربعة أشهر من العمل المكثف، والتأكيد لجميع الليبيين أن النجاح يتطلب القيام بعمل جامع وواسع وألا نجمع حول طاولة المحادثات الأطراف السياسية فحسب وإنما أيضا الأطراف المتمتعة بالنفوذ اجتماعيا مثل زعماء القبائل وأيضا الميليشيات التي تقوم بدور مهم للغاية."

الشريف الوافي محمد أحد المشاركين في المحادثات أعرب عن الأمل في أن يسفر الحوار عن تهيئة الظروف لنشر الاستقرار في ليبيا:

"نحن نتطلع إلى استقرار ليبيا عبر هذا الحوار الذي سيكون إن شاء الله مثمرا. عندما شاركنا في الحوار كانت الأجواء جيدة مع الإخوة من جميع الأطراف، وحتى في الطائرة كنا نتبادل النقاش وكان هدف الجمع هو الوطن ولا شيء غير الوطن."

فضيل الأمين المشارك في المحادثات قال إن للأزمة الليبية بعدا دوليا يتطلب اهتماما من المجتمع الدولي:

"سيظهر هذا جدية المجتمع الدولي والأمم المتحدة وسيوجه رسالة أيضا بأن الأزمة الليبية لم تعد ليبية فقط، إذ إن لها بعدا دوليا."

محمد الشعيب  قال على هامش المحادثات إن الاتفاق على تشكيل حكومة شاملة يمثل جزءا كبيرا من القضية:

"إذا استطعنا تحقيق هدف الاتفاق على حكومة شاملة مقبولة من الجميع، فأعتقد أن ذلك يشكل ستين أو سبعين في المائة من أوراق القضية الليبية."

معين شريم مدير القسم السياسي في بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قال إن نتائج ذلك الجزء من المحادثات كانت أفضل من المتوقع:

"نختتم محادثات اليوم الثاني، كان مزدحما بالعمل ولكنه مثمر للغاية. وخرجنا بوثيقة مرضية للغاية ومبادئ توجيهية وتدابير لبناء الثقة. لقد حققنا أكثر مما توقعناه في هذه الجولة من الحوار، ونتطلع إلى الجولة المقبلة."

أكدت بعثة الأمم المتحدة أن عملية الحوار مستمرة، وأنها ستستغرق وقتا، ولكنها ذكرت أن الوقت عامل جوهري وعلى الليبيين المخلصين التحرك بسرعة لإيجاد حلول للأزمات لمنع مزيد من التدهور السياسي والأمني والاقتصادي.

وبالفعل استمر الحوار، وبعد أسبوع عاد المشاركون إلى جنيف.

وتحت الثلوج المتساقطة في المدينة السويسرية قال سليمان محمد الفقيه المشارك في المحادثات:

"هذه الثلوج لعلها تشابه قلوب الليبيين في صفائهم. ربما بعض الإعلام والتصرفات الفردية تعطي صورة غير هذه، ولكن الحقيقة صورة الليبيين هي أنهم أسرة واحدة، وكما نحب أن نعبر دائما فإن دولتنا ليبيا، مدينتنا ليبيا، وقبيلتنا ليبيا. نحن أسرة واحدة. إن اختلفنا فيكون الاختلاف في طريقة الوصول بهذا البلد الطيب لأن يكون في الصفوف الأول بين دول العالم لكن الهدف واحد. حفظ الله ليبيا ودام أمنها واستقرارها."

وتحدث فتحي باش أغا المشارك في الحوار الليبي عن مواضيع النقاش:

"بحثنا المعايير لتشكيل حكومة وحدة وطنية، البرنامج السياسي والأمني والدولي والاقتصادي وكذلك الدفع بعملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية وتوفير الخدمات للمواطنين."

ومرة أخرى طالب المشاركون في الحوار بضرورة التزام الجميع بوقف العمليات العسكرية التي أعلنتها الأطراف والمضي قدماً في تنفيذ تدابير من أجل تعزيز هذه التهدئة على الأرض.

وأجمعوا على نبذ الإرهاب، وأعربوا عن القلق البالغ إزاء الوضع الأمني في مناطق مختلفة من ليبيا.

واتفقوا على مبدأ عقد جلسات الحوار المستقبلية في ليبيا شريطة توافر الظروف اللوجيستية والأمنية، وأوكلوا إلى بعثة الأمم المتحدة مهمة بدء المشاورات مع الأطراف حول مكان إجراء الحوار السياسي.

وأكد المشاركون في الحوار أن المباحثات تقدم لحظة أمل ومصالحة لليبيين، وتعد فرصة لتسوية الأزمة السياسية والأمنية في البلاد.

مصدر الصورة